محمد العصيمي يكتب:

في هذا الزمن الأغبر العجيب تتعدد الآفات والموبقات والمفارقات. ومن بين هذه الآفات آفة ما يسمى المشاهير، وهم أقوام، في الأغلب الأعم، لا حظ لهم من الفكر أو الثقافة أو الحكمة فيما يقولون ويفعلون. ولذلك تجدهم، في كل حين، يقعون في مطبات مع دولهم ومجتمعاتهم جراء سطحيتهم وقلة فهمهم وتدني الشعور بمسؤولياتهم.

المشهور أيام زمان كان إما وزيرا منتجا أتى بما لم يأت به من سبقه، أو مفكرا كبيرا وضع كثيرا من التصورات المسبقة على الطاولة وشرحها وفندها، أو شاعرا فحلا تتسابق إلى قصائده الركبان، أو روائيا فاز بجائزة عالمية نظير إبداعه وحضوره الأدبي. وما إلى ذلك من أسباب لاستحقاق الشهرة.

الآن ليس مطلوبا منك أن تدرس أو تتعب، أو تبذل عرقا من أي نوع لتستحق الشهرة. فقط كن فضوليا، أو هز وسطك، أو تقصع كامرأة لعوب، أو اطلق الشائعات والأكاذيب، أو تجرأ على حقوق الناس وأعراضهم كما يحلو لك لتصبح، بين عشية وضحاها، أشهر من نار على علم.

وما يساعدك، في شهرتك الفارغة والتافهة، شيئان: وسائل التواصل الاجتماعي المفتوحة على مصاريعها دون رقيب أو حسيب، والجمهور الذي يتابعك بالملايين ويجعلك تصدق أنك رقم مهم. والغريب أن هذا الجمهور الذي يتابعك، باعتبارك مشهورا، هو أول من يستاء ويشتكي ويتذمر من رسائلك وفيديوهاتك وتصرفاتك.

ما أتصوره شخصيا أننا بحاجة إلى مزيد من القوانين الصارمة الضابطة لفوضى المشاهير وتفاهاتهم وجرأتهم أحيانا على ثوابت أوطانهم ومجتمعاتهم. وإلى جانب هذه القوانين على الناس أن يعوا خطورة متابعتهم وتشجيعهم لبعض (المشاهير) الذين أصبحوا يؤذوننا على مدار الساعة بمهازل لا حصر لها.

@ma_alosaimi