سجدي الروقي يكتب:

لم أكن الأول ولست الأخير عن من يكتب عن الطريق سيئ السمعة «أبو حدرية» سبق وأن كتبت تحقيقا موسعا قبل ربع قرن رصدت به الحفر والأخاديد والتشققات والتصدعات وما تسببه للمركبات من تلفيات، والأدهى والأمر الحوادث شبه اليومية على هذا الطريق الحيوي، وردت وزارة «المواصلات» النقل حاليا في حينه أن هناك مشروعا معتمدا لإعادة تأهيل الطريق وحملوا الشاحنات المحملة فوق طاقتها «قبل تحديد وزن الشاحنات» مسؤولية هبوط الطريق! وبالفعل نفذ مشروع لترميم الطريق وما هي إلا سنوات ليعود الطريق أسوأ مما كان!

قبل أسبوع طالعتنا عدسة «اليوم» بلقطات تبين أن هذا الشريان الحيوي لم يعد صالحا لعبور السيارات في نقاط كثيرة منه، أحيانا أتساءل كيف لهذه الوزارة بمهندسيها وإدارييها وفنييها التي رسمت أفضل شبكة طرق في الشرق الأوسط أن تعجز عن حلول جذرية لهذا الطريق المزعج؟!

كيف لوزارة نفذت أنفاق بني مالك الجنوب وشقت طريق شمرخ الباحة ومدت القار الأسود بين قرى كان من المستحيل الوصول إليها!

لا أعتقد أن هناك موانع مادية أو تقنية تؤجل ترميم الطريق لخمسين سنة قادمة «مشكلة هبوط التربة يمكن حلها بصب الخرسانة والحديد قبل السفلتة» كان هذا أحد الحلول ولكنه لم ينفذ.

وأحيانا أتساءل وأنا أسير على طريق الدمام الرياض وأشاهد الجرافات وهي تعمل بشكل يومي على جرف الرمال المتحركة قبل وصولها إلى الطريق «وهذا بالطبع مكلف» ومزعج، لماذا لا يتم وقف الرمال بالتشجير فهي منظر جمالي ومكان لتكاثر الطيور والحيوانات البرية «حل بسيط وليس من اختراع محدثكم ولكنه معمول به في معظم الدول الصحراوية. أعرف أن المياه شحيحة في بلادنا ولكن إذا ما وضعت دراسة بين تكاليف المقاولين والجرف اليومي وكمية المياه المطلوبة» حتما سيتفوق التشجير على الجرف.

نعود إلى الطريق العتيد «أبو حدرية»، ونقول إن دفن الحفر لا يجدي إذا ما تحقق مشروع شامل وكامل وذو مواصفات تضع في الحسبان طبيعة الأرض وكيفية معالجتها.

تحويلة:

في برلين الألمانية يختلف قانون المرور عن المعمول به في العالم، فهو دائما مع قائد المركبة «فعند حصول خلل في سيارتك بفعل سوء الطريق، فالبلدية تتحمل المسؤولية، ولو تحصلت على مخالفة وقوف غير صحيح وأثبت أنك لم تجد موقفا مناسبا، فإن البلدية تتحمل ذلك أيضا لعدم تجهيز مواقف كافية!».

السؤال: من يتحمل مسؤولية الأرواح التي فقدت بسبب سوء الطرق؟!

والله المستعان

@sajdi9