التواضع صفة محمودة يجب أن نتحلى بها جميعًا، خاصة أنها صفة مرتبطة بالعدل، لأن الإنسان المتواضع يكون من داخله إنسانا عادلا لا يخشى التعامل مع الناس ولا يتكبر عليهم، وقد كان سيدنا عمر بن الخطاب أكبر مثال للتواضع، حيث كان يسير في الأسواق بين الشعب بدون حراسة شخصية.
تواضعْ تكنْ كالنجمِ لاحَ لناظرٍ
على صفحات الماء وهو رفيعُ
ولا تكُ كالدخّان يرفع نفسهُ
إلى طبقات الجوّ وهو وضيعُ
عُرف عن المرحوم الشيخ عبدالرحمن السعدي حبه للنزهات البرية في أوقات اعتدال الفصول (الكشتة). وشارك رفقته لعبهم وغناهم.
ويروى عن الشيخ صالح القاضي أنه يميز بين (شيلات) السامري، الذي اعتاد أهل عنيزة على ممارسته خارج البلدة في الليل. ومع صفاء الجو واتجاه الريح سمعهم الشيخ صالح -يرحمه الله-. وفي الصباح، قابل أحد رواد السامري في السوق فقال له: «البارحة معكم واحد عليمي» أي لم يتمرّن على السامري بما فيه الكفاية. فذهب الرجل إلى زملاء الغناء وقال لهم إن عليهم أن يبتعدوا عن أطراف المدينة لأن الشيخ صالحاً سمعهم فابتعدوا قليلاً.
وإن صدقت هذه الرواية فهي تدل على أن العالم أو القاضي يجب أن يعرف الابتسام والمرح طريقاً إلى وجهيهما..
وأن يتحلى العالم والقاضي بحلاوة الدعابة وعذوبة الفكاهة ورقة الحديث. فهذه الأشياء في رأي كثير من أهل النظر لا تؤثر على عدالته أو هيبته.
صحيح أن لأهل العلم والقضاء حقهم من الجلال والوقار. لكن الصرامة والعبوس لا يعطيان صوراً للوقار، بل للرهبة المخيفة. ولا يمنع أن يكون العالم أو القاضي مرهف الإحساس والمشاعر أديباً أو حتى شاعراً. وقعها في نفسه.
ومما يُروى عن الشيخ محمد العبدالعزيز المطوّع في عنيزة أنه كان يستقبل الخصوم في القضايا غير المعقدة على عتبة دكان أحد معارفه في السوق العام عند جلوسه بعد صلاة العصر، فيسمع الدعوى ويحكم، وقلما استأنف المتخاصمان الحكم لأنهما واثقان من سلامته.
على عكس الحال عند تفاقم الفورة المالية عندنا، حيث مرت البلاد بزمن جعل الحصول على موعد مع قاضٍ أو كاتب عدل شيئا من الحلم البعيد المنال.
لولا حتمية المواعيد لدى الحاسب الآلي في زمننا الحالي لقلتُ إن مخترع ذلك الحاسوب وتطبيقاته وضع في حسبانه العدل والتزام الإنجاز، فبراعته في المساواة بين العملاء جعله يقترب من «راعي العتبه».
A_Althukair@
تواضعْ تكنْ كالنجمِ لاحَ لناظرٍ
على صفحات الماء وهو رفيعُ
ولا تكُ كالدخّان يرفع نفسهُ
إلى طبقات الجوّ وهو وضيعُ
عُرف عن المرحوم الشيخ عبدالرحمن السعدي حبه للنزهات البرية في أوقات اعتدال الفصول (الكشتة). وشارك رفقته لعبهم وغناهم.
ويروى عن الشيخ صالح القاضي أنه يميز بين (شيلات) السامري، الذي اعتاد أهل عنيزة على ممارسته خارج البلدة في الليل. ومع صفاء الجو واتجاه الريح سمعهم الشيخ صالح -يرحمه الله-. وفي الصباح، قابل أحد رواد السامري في السوق فقال له: «البارحة معكم واحد عليمي» أي لم يتمرّن على السامري بما فيه الكفاية. فذهب الرجل إلى زملاء الغناء وقال لهم إن عليهم أن يبتعدوا عن أطراف المدينة لأن الشيخ صالحاً سمعهم فابتعدوا قليلاً.
وإن صدقت هذه الرواية فهي تدل على أن العالم أو القاضي يجب أن يعرف الابتسام والمرح طريقاً إلى وجهيهما..
وأن يتحلى العالم والقاضي بحلاوة الدعابة وعذوبة الفكاهة ورقة الحديث. فهذه الأشياء في رأي كثير من أهل النظر لا تؤثر على عدالته أو هيبته.
صحيح أن لأهل العلم والقضاء حقهم من الجلال والوقار. لكن الصرامة والعبوس لا يعطيان صوراً للوقار، بل للرهبة المخيفة. ولا يمنع أن يكون العالم أو القاضي مرهف الإحساس والمشاعر أديباً أو حتى شاعراً. وقعها في نفسه.
ومما يُروى عن الشيخ محمد العبدالعزيز المطوّع في عنيزة أنه كان يستقبل الخصوم في القضايا غير المعقدة على عتبة دكان أحد معارفه في السوق العام عند جلوسه بعد صلاة العصر، فيسمع الدعوى ويحكم، وقلما استأنف المتخاصمان الحكم لأنهما واثقان من سلامته.
على عكس الحال عند تفاقم الفورة المالية عندنا، حيث مرت البلاد بزمن جعل الحصول على موعد مع قاضٍ أو كاتب عدل شيئا من الحلم البعيد المنال.
لولا حتمية المواعيد لدى الحاسب الآلي في زمننا الحالي لقلتُ إن مخترع ذلك الحاسوب وتطبيقاته وضع في حسبانه العدل والتزام الإنجاز، فبراعته في المساواة بين العملاء جعله يقترب من «راعي العتبه».
A_Althukair@