د. محمد باجنيد يكتب:

لا نحتاج إلى العصف الذهني، إذا لم يكن هناك تقدير للأذهان.. كم هي الأفكار التي نفخناها وتفرقعت مثل كرات الصابون؟!.. وقديما قالوا: كله عند العرب صابون!.. هل - بالفعل - ينظر إلينا على أننا رغوة صابون؟!.. ترى ما الذي جعلنا كذلك؟!.. إنها أزمة أخلاقية برزت يوم ظلت أفواهنا مفتوحة، وتبخرت أفكارنا، وتبددت في الفضاء!.. الترف الفكري أصابنا بالجمود، والأنانية والمحسوبية..

أوصدت الأبواب أمام المبدعين، فتسلق المتسلقون..

وتسلل المتسللون.. وتسول المتسولون.. ووصل النصابون..

وكثر الصابون.. وكله عند العرب صابون!

تقاعد عن العمل الرسمي بقرار السنين، والسن له أحكام في إطار العمل الرسمي فقط!

كان مجرد رقم ضمن أرقام كثيرة!.. تقبل هذه الحقيقة، حين كان داخل عجلة سريعة، مهمتها أن تتم أكبر عدد من الدورات.. التفت إلى نفسه، ووجد أنه قادر على أن يصنع شيئا أفضل، ولم يكن ذلك ليحدث لو بقي داخل تلك العجلة.

اليوم يتقلب على كراس ثابتة، لا يستطيع أن يقيمه منها أحد، لأنها لا تخضع لأمر السنين، ولا النظام الرسمي.. اليوم بمقدوره أن يحرك العجلة بدلا من أن تحركه!

كم يكره الذل.. بقدر ما يكره التكبر.. نقيضان يقف خارج حدودهما.. هناك - يا سادة - من يبيع نفسه لزيادة سيتركها ويرحل!

هو لن يتغير.. وأنت لن تتغير.. لن يغير مساره، فلا يقوى على الابتعاد عنه.. هكذا علمته أمه، يوم جاء إلى الدنيا ولم يجد أباه!

الكرامة هي الدرس الأول الذي تعلمه، واستوعبه جيدا.. إنه الدرس الذي سهل عليه فهم بقية الدروس، ومنح به شهادة الصفاء والهناء، رغم كل العناء الذي واجهه في الحياة!.. لو انتهى الجوع لن ينتهي الذل، ما دام في الدروب جوعى له!.. لكي تكون عظيما، احرص على أن تكون نفسك ممتلئة قبل ثلاجتك!

*****

كن وضاء..

القمر لا يمكن أن تحجبه الغيوم..

إنه في حفلة الأنس والبهاء..

تزهو به النجوم..

والشمس لا يحجبها غربال..

فكن بين النجوم..

واحذر أن تحرقك الشمس..

كن وضاء..

ولا تحاول إخفاء البهاء في نفسك..

اعكسه..

اطلقه..

لا تكن كالصاروخ الصيني التائه..

أفزع الناس..

وسقط أخيرا في أعماق البحر..

بعدما احترق!

bajunaidm@hotmail.com