د. مريم لمعي خليل

طفل متلازمة داون يتسم بملامح وجه مميزة، والمتلازمة تحدث نتيجة طفرة جينية في الكروموسوم رقم 21، واحتمال ولادة طفل بمتلازمة داون تزيد بتقدم عمر الأم.

أعراض وعلامات متلازمة داون تختلف من طفل إلى آخر فقد يتميز الطفل بهذه الصفات أو بعضها، التي تشمل الآتي الوجه المستدير والشعر الناعم وتباعد العينين وميلان الجفون إلى أعلى والأذن والأنف صغيرة وتسطح في جسر الأنف وصغر تجويف الفم وكبر حجم اللسان وأحياناً يظهر خارج الفم مع قصر طول الرقبة والقامة واليد صغيرة وعريضة وتسطح القدم وكبر المسافة بين الإصبع الكبير للقدم والإصبع الذي يليه وانحراف القدم، وأيضاً مرونة في معظم أربطة المفاصل، خاصة مفصل الورك وتعرضه للخلع ونفص في تناغم العضلات وضعفها مما يتسبب في تأخر الجلوس والوقوف والمشي وتأخر في المهارات الدقيقة باليدين. ومن أهم الأعراض، التي تظهر على الرضيع المصاب بمتلازمة داون مشاكل في التنفس وصعوبة الرضاعة.

بالإضافة إلى احتمالية الإصابة بالعيوب الخلقية قي القلب مثل الثقب في حاجز القلب بين البطينين أو الأذينين أو الاثنين معاً ويحتاج الطفل إلى المتابعة مع طبيب القلب وقد يتطلب الأمر أحياناً التدخل الجراحي وأيضاً بعض الحالات تعاني من اضطراب في الجهاز الهضمي وكسل في نشاط الغدة الدرقية وزيادة الإصابة بالسمنة ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم، فلذلك يجب المتابعة مع أخصائي الغدد الصماء والباطنية وأخصائي التغذية والالتزام بنظام غذائي سليم لتقوية جهاز المناعة ومنع حدوث الأنيميا والوقاية من السمنة ومضاعفاتها. وقد تكون هناك مشاكل في الرؤية والسمع لذلك من الضروري فحص النظر والسمع.

وأطفال متلازمة داون يعانون من تأخر عام في جميع القدرات العقلية والحركية واللغوية والاجتماعية، فإنهم يحتاجون إلى برامج التدخل المبكر والتأهيل الطبي طبقا لحالة كل طفل لتدعيم وتنمية وتطوير جميع قدرات الأطفال حتى يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم في تلبية احتياجاتهم الخاصة. وبرامج التأهيل الطبي تشمل الآتي العلاج الطبيعي والمائي لتقوية العضلات والتدريب على الجلوس والوقوف والمشي وتزويد الطفل بالأحذية الطبية أو الجبائر لمنع حدوث تشوهات في الأقدام حتى يستطيع الطفل المشي بطريقة طبيعية، بالإضافة إلى العلاج الوظيفي لتحسين وظائف اليد وجلسات النطق والتخاطب لتقوية عضلات الفم ولتحسين البلع ومنع سيلان اللعاب وتطوير المهارات اللغوية، ومن المهم جداً الالتحاق بالوحدات التعليمية لتنمية القدرات الإدراكية والاستقلالية الذاتية حتى يصبحوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم وإيجاد الوظيفة، التي تتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم وادماجهم في المجتمع.

علماً بأن أطفال متلازمة داون قادرون على التعلم، حيث إن معظمهم يعانون من تأخر ذهني بسيط أو متوسط، ونسبة قليلة تعاني من تأخر ذهني شديد، لذلك فالأسرة لها دور فعال ومهم جدا في المبادرة والسعي للحصول على برامج التأهيل الطبي والدمج في المدارس، التي تساهم في دفع وتحفيز القدرات وتنمية المهارات ليصبح أبناؤهم فاعلين في المجتمع ويعيشوا حياة سعيدة هانئة حافلة بالإنجازات.