في خضم ما نعيشه في الحياة ومعاركها من زائف العلاقات والارتباطات والعادات والمجاملات وغيرها أصبحت الحياة مثقله بأعباء كثيرة، فما إن تتخلص من عبء إلا ووجدت نفسك عالقا بآخر، حتى إن لم تكن طائعا مختاراً لذلك. فالناس في هذه الحياة ينقسمون إلى قسمين وربما أكثر: الأول يرى أن من ضرورات العيش أن يكون محاطا بقائمة طويلة من الأصدقاء والزملاء والأشياء.. الخ. والقسم الآخر يفضل أن ينزوي بنفسه تاركا وراء ظهره ما يؤذيه إن كانت كلمات أو أفعالا أو حتى أشخاصا، فالاعتزال نوع من أنواع الثقافة الفكرية الأدبية الأنيقة، هو إيمان بقدرتك الخفية على أن تصنع الاكتفاء الذاتي بنفسك ومن نفسك. ومن يؤمن بها هم من لا يجدون أنفسهم في معارك الحياة. فالأصل في العزلة الخير وهو ما كان في أمر الخليل عندما اعتزل قومه وهاجر إلى الشام، فأبدله الله بيعقوب وإسحاق. أن تعتزل من الفينة والأخرى هي (فلترة) للروح لتكون في الطريق الصحيح لراحة البال واستقرار النفس وبقائك يقظاً من الانجراف نحو العبثية في الحياة.
أرى أن في العزلة نضجا وحكمة وصحة بدنية ونفسية. يُجدد فيها السؤال دائما لماذا نرهق أنفسنا بما هو زائل؟ ماذا يعني أن نبقى ضمن دائرة الأشخاص، أو الأضواء الاجتماعية بمختلف صورها. أهو جنون أم تحقيق للأمان الاجتماعي وتأكيد على أننا مرغوبون اجتماعياً، ناجحون ومميزون. أن نعتزل أي أن ندير ظهورنا لكل ما يرهقنا أو يستنزف أوقاتنا وتفكيرنا، ليس ضعفا وانكسارا بل تربية وتهذيبا للنفس، عندما أمرنا الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بحفظ النفس وعدم ازدرائها، فذلك يعني يقينا أن النفس البشرية يحرم عليها الإيذاء، ولعل الخوض في ذلك من التهلكة التي نهانا الله سبحانه وتعالى عنها.
قد يساء فهم العزلة بالوحدة والألم والتجارب المريرة ولكن العزلة صنعت أدباء ومفكرين وحتى علماء. وكانت أول عزلة عرفنا عنها عزلة محمد صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الأنبياء، لذلك العزلة ليست اعتلالا نفسيا ولا اضطرابا عقليا. هي سبيل هادئ للنجاة من رواسب نفسية نتاج الخوض في بعض الممارسات الخاطئة، والعلاقات المبتذلة، التي لا تخلو من حامل المسك ونافخ الكير، فالحياة تجذب لنا ما نفكر به ونقضي أوقاتنا لأجله. متى ما شعرت برتابة الحياة ومن حولك، اعتزل. فالمفكر اللبناني ميخائيل نعيمة كان يعتزل لساعات حتى يعوض فيها عن الساعات التي قضاها في مخالطة الناس.
وفي الختام..
يقول جبران خليل جبران «إذا شعرت بالحاجة إلى يد دافئة فامسك بيدك الأخرى، فلن يهزم شخص يؤمن بنفسه» أنت من تختار كيف تعيش إن أردت حياة مستقرة بسيطة فالعزلة ملاذك الآمن وإن أردت حياة مزخرفة بزخارف العلاقات الفانية فاجعل من حياتك مكباً (لنفايات) الآخرين.
@Najah_Alzahrani
أرى أن في العزلة نضجا وحكمة وصحة بدنية ونفسية. يُجدد فيها السؤال دائما لماذا نرهق أنفسنا بما هو زائل؟ ماذا يعني أن نبقى ضمن دائرة الأشخاص، أو الأضواء الاجتماعية بمختلف صورها. أهو جنون أم تحقيق للأمان الاجتماعي وتأكيد على أننا مرغوبون اجتماعياً، ناجحون ومميزون. أن نعتزل أي أن ندير ظهورنا لكل ما يرهقنا أو يستنزف أوقاتنا وتفكيرنا، ليس ضعفا وانكسارا بل تربية وتهذيبا للنفس، عندما أمرنا الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بحفظ النفس وعدم ازدرائها، فذلك يعني يقينا أن النفس البشرية يحرم عليها الإيذاء، ولعل الخوض في ذلك من التهلكة التي نهانا الله سبحانه وتعالى عنها.
قد يساء فهم العزلة بالوحدة والألم والتجارب المريرة ولكن العزلة صنعت أدباء ومفكرين وحتى علماء. وكانت أول عزلة عرفنا عنها عزلة محمد صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الأنبياء، لذلك العزلة ليست اعتلالا نفسيا ولا اضطرابا عقليا. هي سبيل هادئ للنجاة من رواسب نفسية نتاج الخوض في بعض الممارسات الخاطئة، والعلاقات المبتذلة، التي لا تخلو من حامل المسك ونافخ الكير، فالحياة تجذب لنا ما نفكر به ونقضي أوقاتنا لأجله. متى ما شعرت برتابة الحياة ومن حولك، اعتزل. فالمفكر اللبناني ميخائيل نعيمة كان يعتزل لساعات حتى يعوض فيها عن الساعات التي قضاها في مخالطة الناس.
وفي الختام..
يقول جبران خليل جبران «إذا شعرت بالحاجة إلى يد دافئة فامسك بيدك الأخرى، فلن يهزم شخص يؤمن بنفسه» أنت من تختار كيف تعيش إن أردت حياة مستقرة بسيطة فالعزلة ملاذك الآمن وإن أردت حياة مزخرفة بزخارف العلاقات الفانية فاجعل من حياتك مكباً (لنفايات) الآخرين.
@Najah_Alzahrani