د. علياء المروعي

القدرة على التركيز والتفكير بطريقتكم الخاصة لتكونوا أنفسكم أمر يحتاج الكثير من الوقت المليء بالآلام والأضداد والمتغيرات السريعة والأقدار العجيبة حتى تصلوا للسلام في عصر يعج بالتقنية السارقة لكل الهدوء الذي كان يعم الكون قبل سنوات.

كان الشتات أمرا عاديا والفقر ليس بالعيب الذي يفقد صاحبه التركيز ويشتت أمره وأمر كل من حوله بالحاجة التي تحتم عليه أن يجلب قوت يومه لنفسه ولمن يعولهم عكس ما يحصل حاليا من فقد الانتباه والسلوكيات المنحرفة المشتتة للضياع وعدم الالتفات للمستقبل والإحباط المانع لاقتناص الفرص المفيدة للإنسان فيعيش خارج سيطرة أهدافه محاطا بسلبية التقنية المزعزعة للأمن الذهني والنفسي.

أصبحت الصدور مؤججة لنيران التشتت وحارقة ألسنة الأمان في زمن التقنية المتاحة للكل من صغير وكبير حيث خلقت معها عداوات بين الإخوة وأفقدت الناس روح العائلة واجتماعها على مائدة واحدة وتبادل زياراتها الممتعة والابتعاد عن اتخاذ القرار في تحديد مسار المصير الشخصي والاجتماعي.

من أول الأهداف في زيادة التركيز الذاتي هو امتلاك مهارات القرن21 التحليل المنطقي للواقع من إيجابيات وسلبيات ومهددات وفرص متاحة والإصرار على كتابتها ومشاركتها مع من حولكم من الأهل والأصدقاء. بعد ذلك يتم التخطيط المتتابع والمتتالي وفق الأهداف المرجوة وخارطة التصور الذهني للحاضر والمستقبل بعدة أشكال ملهمة تجعل من تجربتكم في هذه الحياة تجربة مميزة فريدة تأخذ بأيديكم لإعمار الأرض.

من مبدأ التركيز الإيجابي والتأثير فيمن حولكم ستصبحون ذوي إيقاع موسيقي لأنفسكم وذويكم وأوطانكم، فتشيدوا الصروح من العدم وتزهر الحقول كربيع منتشٍ بحلة جديدة واعية تعرف كيف تستفيد من التقنية وتوظفها في زيادة التركيز باستخدامها بطريقة تسهل التواصل والانتشار الشخصي والمؤسسي وتدعم مسيرة الإنجازات المختلفة للشخص بحشد الأفكار ومحاولة الإقناع بفرص نجاحها في وسائل تقنية مختلفة وتحويلها لشراكات تعاونية بين الأفراد والمؤسسات كإنجاز يستحق البهجة وجذب الآخرين.

aalmarwaey@yahoo.com