عبدالرحمن المرشد

دخلت إلى أحد محلات السوبر ماركت فوجدت رجلا يشتري من أنواع المعلبات ما لذ وطاب مثل العسل والقشطه الجبن، وعند مروري بجواره سألني ما هي أفضل تلك الأنواع فقلت: هل تقرأ المكونات؟ فقال يكفيني اسم الشركة إذا كان معروفا.. وعندما لاحظت أن أغلب الأنواع التي اشتراها من تلك التي يكتب عليها بخط صغير (شبيه) لا يلمحها المستهلك وهي تعني أن هذا المنتج غير أصلي قلت اقرأ الجملة الصغيرة المكتوبة فاندهش جدا مبينا أنه طوال السنوات الماضية لا يستخدم سوى هذه المنتجات معتقدا أنها أصلية بينما العكس صحيح؟.

في السابق كنا نستخدم أنواعا من القشطة والعسل والجبن والعصير وغيره من بقية المعلبات معتقدين أنها فعلا كما هو مكتوب على البطاقة مصنعة من مواد طبيعية ولكن اتضح أنها خلاف ذلك وتباع بأسعار المنتج الأصلي، وعشنا على ذلك فترة من الزمن حتى قامت الجهات الرقابية مشكورة وعلى رأسها هيئة الغذاء والدواء بإجبار مستوردي ومصنعي تلك المنتجات أن تكتب على كل علبة عبارة (شبيه) قبل اسم المنتج غير الأصلي مثل (شبيه القشطة بدلا من قشطة) أو (شراب العصير بدلا من عصير) وهكذا حتى يختار المستهلك ما يناسبه، وهو تحرك مهم وإن كان متأخرا إلا أنه جهد مشكور يضع الأمور في نصابها الصحيح ويكشف جشع التجار الذين يتلاعبون بصحة الناس في سبيل تحقيق أكبر المكاسب.

أغلب الشركات المصنعة تكتب بخط صغير جدا لا يمكن قراءته بسهولة تلك العبارات مع لون متطابق مع لون الملصق حتى لا يتضح الخط، وهذا جزء من التلاعب الذي يمارسونه على المستهلك والجهات الرقابية.

مشكلتنا أننا لا نقرأ التنبيهات والملاحظات الموجودة على علب المنتجات برغم أن الجهات الرقابية لم تقصر في هذا المجال، الكثير منا لا يعلم عن وجود تلك العبارات على المعلبات وما زال يشتري دون تركيز كما أن الكثير لا يدرك معنى الأرقام الموجودة على العلب (E 122) أو (E 132) وغيرها من أرقام تعني مدلولات معينة مثل تسببها بالمغص أو الشعور بالتقيؤ وخلاف ذلك.

أعتقد أن الكرة في ملعبنا كمستهلكين للتدقيق في المكونات وقراءة المحاذير لنقول لهؤلاء التجار قفوا أنتم تحت المجهر.

almarshad_1@