شيخة العامودي

حروفي في هذا المقال سترتدي أثواب التشبيهات وسيكون حديثها عن عالم الأمنيات، تخيل نفسك يختا عظيما وعالمك الذي تعيش فيه أينما كان موقعه على الخريطة هو المحيط وأمنياتك كالدلافين..

حسنا أنت في خضم الحياة تبحر في كل اتجاه تتقلب الأيام بين يوم عاصف ويوم مستقر، يوم يسير ويوم عسير، يوم متوج بإنجازات ويوم أبت أن تتحفز فيه القدرات، وأنت وأمنياتك المنوعة الكثيرة الصغيرة منها والعظيمة في خضم تلك التقلبات تلاحقها وتلاحقك، بعضها ديني كأن تحفظ القرآن وبعضها رياضي كأن تتقن رياضة ما، بعضها ثقافي كأن تقرأ موسوعة كبيرة أو تحفظ قصائد طويلة، وبعضها مهني كأن تتعلم حرفة ما، بعضها تجميلي كأن تتقن فنا من فنون التجميل، وبعضها أسري يتمحور في إرساء الاستقرار وتميز الأبناء وبعضها روحي كأن تتعلم فنون التأمل، بعضها حلم في أمنية تصارع لنيلها وبعضها أمنية في حلم تسعى لتحقيقها .... وغيرها كثير.

وأنت وأمنياتك بين مد وجزر تحققها وتسعى إليك، تتوقف الرحلات، ترسي المرساة، تظن أنه لا مزيد من خوض البحار، بعد برهة تولد أمنيات جديدة لتستأنف الرحلات، أحيانا تجذبها إليك، أحيانا تتأخر عنك فتتابعها إلى أن تصحبك، وفي كل ذلك أنت بعد الله من يسيرها وحدك المسؤول عن إشباعها، عن احتوائها، عن إيجاد حيز لها لتكون أنت من تلتف على الصخور إذا واجهتك لتتفاداها، وأنت من يساير الأعاصير إذا جابهتك، إلى أن تستوعبها فلا تضلك أو تغرقك وعندما تصفو الأيام وتتضح الرؤية وتصل الأمنيات لوجهتها تضع الرحال، فقد انتهى الإبحار مع انتهاء الأمنيات.

تؤمن أن ما أنجزته كافٍ تترجل من على اليخت تودع الإبحار وتستلقي على الشاطئ، تلتفت إلى المحيط تصارع نفسك بين البقاء على شاطئ الهدوء وبين أن تلقي نفسك في بحر يعج بالأمنيات، تبتسم تهرول تقفز سريعا تقفز عاليا لتثْبت ذاتك المتطلبه على ظهر اليخت وتدير الدفة لتبحر وتسابق الأمنيات وتجعلها تسبقك فمذاق الحياة أجمل بالأمنيات.

* بوصلة اتجاه

تضاء الأمنيات بالدعاء وتبرق بالتوكل وتشع بالاجتهاد.

ALAmoudiSheika@