رغم خطر المضادات وأنها لا تصرف إلا بوصفة طبية إلا أننا بحاجة أن نخترع مضادا حيويا لبعض الأشخاص قادرا على إرجاع البوز إلى قواعده سالما ! فضرر أصحاب البوز متعد ومعد للأسف..
و(البوز) ليس مصطلحا عاميا بل وجدته في قاموس المعاني فبوز يبوز تبويزا وبوز الولد أي قبض بوزه وصرمه وقطب وجهه وأظهر اشمئزازه، والذي فهمته أن البوز (كما نعنيه) ليس الفم بوضعه الطبيعي بل هو مختصر لكم هائل من التضجر و(التنفيس) على الآخرين وما يتبعه من الأقوال والأفعال، وإن كانت النية تكفي وتؤدي الغرض! والذي تعييه الكلمات فإن مد البوز يقوم مقامه و(اللبيب بالإشارة يفهم).
إن طلاقة الوجه وصناعة الفرح والسعادة فن لا يجيده أي أحد فهي صناعة صعبة على أهل النكد الذين لا يرون في هذا العالم سوى نصف الكأس الفارغ فإن كانت لديهم 99 نعمة من 100 فإنهم لا يتحدثون إلا عن البلاء الواحد، هؤلاء المتشائمون يخفون دائما سعادتهم تلاحقهم حمى العين في كل أحداثهم، لذلك حتى الفرحة التي يصنعونها يقيمونها في سراديب مخفية حتى لا تشتم رائحتها فكل بلاء عين وكل سعادة ارتياب والمتعة وقتية لا تدوم وقد تكون للتصوير ما أن ينتهي تكشف الأقنعة.
الفرح شعور فطري ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز وصدقته السنة المطهرة وهي تنبع من داخل الإنسان الراضي دائما بينما المتسخط يتعب نفسه ويتعب من حوله.
المجتمع الإيجابي المتفائل المتصالح يجلب الصحة النفسية و(العضوية)! للفرد والعكس صحيح فإن عدوى الاكتئاب تنتقل لا شعوريا مهما حاول الفرد ارتداء واقيات العدوى.
يمكن للمرء أن يكون سعيدا ويسعد من حوله من والدين أو أبناء أو زوجة أو أصدقاء وجيران وقد يمتد أثر سعادته لأبعد من ذلك، وأعجبتني إحدى الصديقات وهي تحكي عن قريب لها كيف كان يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في صناعة الفرح فقد كان لحضوره نكهة مختلفة عن الآخرين وكيف كان لفقده فراغ لم يملأه أحد، تقول كان يشعر صاحب النعمة بأنه متفرد بها وأنه لم يحزها سواه كان يصرخ بابتهاج ليكون وقع السعادة أقوى على صاحبها، كان يغدق الهدايا ولا ينسى صاحب مناسبة إلا هنأه وربما ذكرها قبله ! كان الأطفال يتسابقون حين مجيئه لطيفا عليهم كلما جاء من موعده في مستشفاه لا يتحدث عن مرضه ولا عن تطورات أزمته بل يستجمع كل أحاديث التفاؤل والمرح كان يعتقد أن (التنفيس) للآخرين إثم وأن من حقهم عليه ألا يكونوا مكبا لمآسيه وهم ليسوا أهل اختصاص ! هو ليس شمعة تحترق كما يعتقد الآخرون بل شمعة مضيئة غير قابلة للاحتراق ! فمشاعر الرضا غلبت السخط.
الكثير من الأسر تجتمع وتتعالى صرخات سعادتهم حتى في أوقات الحظر الكئيبة ! حتى أنك تتمنى أن تكون فردا فيهم وجزءا من ضجيجهم هم لا يملون من خلطتهم يقتنصون لحظات الفرح ليحتفلوا بها فهم في مصنع من الفرح لا تتوقف دوامته لم يحتج لرأس مال كبير بل بزهيد المال قام مصنعهم قوامه الامتنان الدائم للمولى عز وجل واستشعار النعم التي لا تنتهي في عرفهم بينما بعض الاجتماعات ما هي إلا نظرات مسلطة وارتياب نحو أي زلة وسكينة مملة !
وما أحوجنا اليوم لصناعة الفرح في أجواء مليئة بالكورونا والشائعات والترهيب وعالم مزدحم بالتشاؤم والقلق فالبيت السعيد الواحد يخرج منه أفراد أسوياء لمجتمع يحتاجه ويعول عليه مستقبله.
ولأن صناعة الفرح فن فهي ليست في كثير الخلطة والكلام والضحك ولا بفرط الحفلات والمناسبات وبذل الكثير من المال فكم من حفل باذخ كانت فيه (أبواز) أصحابه ممدودة ! هي صناعة متوازنة لا تحيد الحزن ولا تلغيه بل تعطي القياسات الصحيحة لكل موقف وتقرن الحزن والبلاء بألف نعمة.
وفي هذه الأبيات لابن لبان الشريشي وصف جميل لصانع الفرح:
تكاملت فيك أوصاف خصصت بها
فكلنا بك مسرور ومغتبط
فالسن ضاحكة والكف مانحة
والصدر متسع والوجه منبسط
@ghannia
و(البوز) ليس مصطلحا عاميا بل وجدته في قاموس المعاني فبوز يبوز تبويزا وبوز الولد أي قبض بوزه وصرمه وقطب وجهه وأظهر اشمئزازه، والذي فهمته أن البوز (كما نعنيه) ليس الفم بوضعه الطبيعي بل هو مختصر لكم هائل من التضجر و(التنفيس) على الآخرين وما يتبعه من الأقوال والأفعال، وإن كانت النية تكفي وتؤدي الغرض! والذي تعييه الكلمات فإن مد البوز يقوم مقامه و(اللبيب بالإشارة يفهم).
إن طلاقة الوجه وصناعة الفرح والسعادة فن لا يجيده أي أحد فهي صناعة صعبة على أهل النكد الذين لا يرون في هذا العالم سوى نصف الكأس الفارغ فإن كانت لديهم 99 نعمة من 100 فإنهم لا يتحدثون إلا عن البلاء الواحد، هؤلاء المتشائمون يخفون دائما سعادتهم تلاحقهم حمى العين في كل أحداثهم، لذلك حتى الفرحة التي يصنعونها يقيمونها في سراديب مخفية حتى لا تشتم رائحتها فكل بلاء عين وكل سعادة ارتياب والمتعة وقتية لا تدوم وقد تكون للتصوير ما أن ينتهي تكشف الأقنعة.
الفرح شعور فطري ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز وصدقته السنة المطهرة وهي تنبع من داخل الإنسان الراضي دائما بينما المتسخط يتعب نفسه ويتعب من حوله.
المجتمع الإيجابي المتفائل المتصالح يجلب الصحة النفسية و(العضوية)! للفرد والعكس صحيح فإن عدوى الاكتئاب تنتقل لا شعوريا مهما حاول الفرد ارتداء واقيات العدوى.
يمكن للمرء أن يكون سعيدا ويسعد من حوله من والدين أو أبناء أو زوجة أو أصدقاء وجيران وقد يمتد أثر سعادته لأبعد من ذلك، وأعجبتني إحدى الصديقات وهي تحكي عن قريب لها كيف كان يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في صناعة الفرح فقد كان لحضوره نكهة مختلفة عن الآخرين وكيف كان لفقده فراغ لم يملأه أحد، تقول كان يشعر صاحب النعمة بأنه متفرد بها وأنه لم يحزها سواه كان يصرخ بابتهاج ليكون وقع السعادة أقوى على صاحبها، كان يغدق الهدايا ولا ينسى صاحب مناسبة إلا هنأه وربما ذكرها قبله ! كان الأطفال يتسابقون حين مجيئه لطيفا عليهم كلما جاء من موعده في مستشفاه لا يتحدث عن مرضه ولا عن تطورات أزمته بل يستجمع كل أحاديث التفاؤل والمرح كان يعتقد أن (التنفيس) للآخرين إثم وأن من حقهم عليه ألا يكونوا مكبا لمآسيه وهم ليسوا أهل اختصاص ! هو ليس شمعة تحترق كما يعتقد الآخرون بل شمعة مضيئة غير قابلة للاحتراق ! فمشاعر الرضا غلبت السخط.
الكثير من الأسر تجتمع وتتعالى صرخات سعادتهم حتى في أوقات الحظر الكئيبة ! حتى أنك تتمنى أن تكون فردا فيهم وجزءا من ضجيجهم هم لا يملون من خلطتهم يقتنصون لحظات الفرح ليحتفلوا بها فهم في مصنع من الفرح لا تتوقف دوامته لم يحتج لرأس مال كبير بل بزهيد المال قام مصنعهم قوامه الامتنان الدائم للمولى عز وجل واستشعار النعم التي لا تنتهي في عرفهم بينما بعض الاجتماعات ما هي إلا نظرات مسلطة وارتياب نحو أي زلة وسكينة مملة !
وما أحوجنا اليوم لصناعة الفرح في أجواء مليئة بالكورونا والشائعات والترهيب وعالم مزدحم بالتشاؤم والقلق فالبيت السعيد الواحد يخرج منه أفراد أسوياء لمجتمع يحتاجه ويعول عليه مستقبله.
ولأن صناعة الفرح فن فهي ليست في كثير الخلطة والكلام والضحك ولا بفرط الحفلات والمناسبات وبذل الكثير من المال فكم من حفل باذخ كانت فيه (أبواز) أصحابه ممدودة ! هي صناعة متوازنة لا تحيد الحزن ولا تلغيه بل تعطي القياسات الصحيحة لكل موقف وتقرن الحزن والبلاء بألف نعمة.
وفي هذه الأبيات لابن لبان الشريشي وصف جميل لصانع الفرح:
تكاملت فيك أوصاف خصصت بها
فكلنا بك مسرور ومغتبط
فالسن ضاحكة والكف مانحة
والصدر متسع والوجه منبسط
@ghannia