هند المسند

لطالما وقفت حائرة فيما يجب كتابته كرسالة تصل لقرائي وتكون هذه الرسالة هادفة وواضحة ومعالجة ومساعدة لمن يتعرض لنفس الظروف، رسالة لا تمس حياتي الشخصية ولا تجاربي لإيقاني التام باختلافنا واختلاف ظروفنا وشخصياتنا عن بعضنا البعض، وأعجب كثيرا من أنه وبالرغم من تطورات جميع الأمور من حولنا إلا أنه ما زال هناك من البشر من يكرر ذات غيره في حياته مما يحود به إلى خسائر لا يمكن إدراكها مع مرور الوقت.

كثيرون هم المؤثرون عبر الميديا بجميع أنواعها من بيننا وكثير هو التنوع المطروح من قبلهم للأمور سواء أكان سياسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا والحق قليل منهم هم الصادقون في هذا الطرح وذاك الإعلان وغريب من بينهم أولئك الذين جعلوا حياتهم على مرأى من الجميع حتى يتسنى لهم استقطاب أكبر عدد ممكن من المشاهدات حتى يبدأ في استغلالهم بكل ما هو ممكن من الإعلانات غير الصحيحة والمبالغ فيها والتي لا يهدف من وراءها مصلحة لغيره بل تكون من البداية مصلحة لنفسه ومن ثم مصلحة البائع، وللمشتري الخيار في أن يقبل أو يرفض هذا الإعلان والغريب أني أرى التهافت الكبير على كل معروض من قبلهم برغم التحذيرات المتكررة ممن وقع في الفخ قبلهم.

وبين هذا وذاك تكون المفارقة الغريبة من حيث تجد الكثير ممن تحاول أن تنقل إليه تجربتك الشخصية حتى يتعظ منها ولا يكرر نفس الأخطاء فتجده يرفض الاستماع بحجة أن لكل شخصيته وحياته وأسلوبه في التعامل مع ما يدور حوله، ومن جهة أخرى تجده يستمع وبكل جدية للمؤثرين من الميديا مطبقا ما يقال من قبلهم غير معترف بتعارض الشخصيات والمواقف والظروف، بل يوجد الحجج والبراهين من أن ما يقوله هذا الشخص هو الصحيح ويعمد لنشر كل ما يقال مثبتا إياه بكلامه بأنه جرب هذا الأمر ووجده حقا وهو غير صحيح.

والأعجب من هذا كله تدفق المشاعر الذي يكاد ينضب بين الأهل والقرابه ويزداد مع من لا يعلم إلا من خلال الهاتف النقال والبرامج الإذاعية. أصبحت حياة البشر سلسلة من المتابعات اليومية في كل وقت ونسي الكثير جمال الحياة والتي لا بد أن يعيشها طالما أنه بصحة وعافية وما زالت في حياته أيام متبقية.

بعد ذلك هل سيراجع الكثير موقفه من هذا السيل العرم من المؤثرين في حياته ومن ثم مجتمعاتنا بالرغم من التحذيرات الكثيرة، هل سيتعلم الكثير من الأخطاء المتكررة من الغير ليعرف خطأ تصرفاته، هل سيتوقف عن وضع أمواله في غير مكانها ويجعل لعقله مجالا للتفكير بطريقة صحيحة أم سيظل تابعا لما تبقى من حياته مسلوب الإرادة. هي حياتكم فاصنعوا فيها ما شئتم وهي عقولكم طوعوها لما أردتم. منا الكلمة ومنكم التصرف.. دمتم بخير..

Almsned_hm@hotmail.com