د. جاسم المطوع

قالت لي هل أنت تعالج بالطاقة؟ قلت: لا، قالت: أنا أحب شابا وأريده أن يحبني فهل تعلمني قانون الجذب حتى أجذبه إليّ؟ قلت: هل تقصدين الجذب أم الجهد؟ قالت: ما الفرق بينهما، قلت: الفرق كبير، فقانون الجذب هو أن تقومي بالعمل وتتوقعين حصول النتائج، التي يحققها لك قانون الجذب من خلال تفكيرك وإرادتك، أما قانون الجهد فأنت تعملين العمل وهو الجهد وتفوضين أمرك لله فهو الذي يقدر الأمور، قالت: كأنهم متشابهون، قلت: لا الفرق بينهما كبير، فقانون الجذب أنت معتمدة على إرادتك وقوتك وإيمانك بذاتك في تحقيق ما تريدين، أما قانون الجهد فأنت معتمدة في تحقيق النتائج على الله وليس على ذاتك.

قالت: الآن فهمت، طيب كوني مسلمة إذن أنا سأفوض أمري لله وأستخدم قانون الجذب؟ قلت: في هذه الحالة لا نسميه قانون الجذب وإنما نسميه قانون الجهد أو قانون التوكل أو قانون الدعاء، قالت: المسميات ليست مهمة، قلت: بل المسمى أهم شيء، فأنت تتعرفين على الأشياء بمسمياتها، فلو قلت لشخص أريد أن أركب (الطاقة المتحركة) وتقصدين السيارة فهل سيفهمك؟ ابتسمت وقالت: لا، قلت: إذا لا بد أن نسمي الأشياء بمسمياتها حتى نعرف حقيقة الأشياء.

قلت: إن مَنْ يسمون أنفسهم بمعالجي العلاقات بالطاقة يروجون لقدرتهم في حل المشاكل العائلية وجذب مَنْ تحبين مستفيدين بطبيعة الإنسان عندما يتعرض لمشكلة ويشعر بالإحباط فإن عقله يبدأ في البحث باللاواعي عن وسائل متاحة تصدق أن عند الآخرين القدرة الخارقة في حل المشاكل، وهذا الظن خطأ لأن العلاج بالطاقة عبارة عن توهمات لا تدركها الحواس، ولا يمكن أن تقاس بالأجهزة، وبعض منها مستوحى من أديان وحضارات الشرق والمفاهيم الفلسفية بالقدرات الكونية الخارقة، وهو مختلف عن الطاقة المعروفة بعلم الفيزياء.

ولهذا نجد الكثير يتوجهون إلى العلاج الطاقي بحسن النوايا لإعادة العلاقات والحب، وذلك باستخدام وسائل مثل البندول أو الجذب أو جلسات تنظيف الشاكرات وإرسال ما يسمى بطاقة التسامح، قالت: أنا مطلقة وحاولت كثيرا استخدم علاج الطاقة وقانون الجذب أن أرد طليقي ولم أنجح، قلت: هناك فرق كبير بين علم النفس السلوكي، وهو علم له قوانينه العلمية في علاج المشكلات، وبين تمارين الطاقة القائمة على معتقدات لا يوجد لها مصدر، وتروج لمعتقدات مثل عدم توافق العناصر، فلو كان حوض الماء بالمطبخ بقرب الفرن والنار، فإن هذا له دور بإشعال المشاكل الزوجية والطلاق وكذا عدم توافق الأبراج هكذا هم يقولون، وينصحون بتبخير البيت بالأعشاب واللبان والرش بالملح أو امتلاك القطط، التي تصد موجات الكراهية، فهذه كلها من الشركيات، التي لا أساس لها من الصحة.

وبعض العلاجات الطاقية ما هي إلا ممارسات لها علاقة بالسحر والشعوذة ولكن تم تبديل مسمياتها لتكون مقبولة في المجتمعات، وتم إدراجها تحت مسميات علوم الطاقة، قالت: أليس علم الطاقة مشابه للرقية في الإسلام؟ قلت: لا غير صحيح، فالرقية مستمدة من القرآن والسنة ولها خصائص ربانية، والأحجار في معتقدنا لا تمنع الحسد والكراهية ولا تبث الحب والسلام، قالت: ولكن الله ذكر (الطاقة) بالقرآن في آية، فابتسمت وقلت لها: تقصدين (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) فليس تفسيرها العلاج بالطاقة وإنما معناها السعة والجهد، قالت: شكرا لك على التوضيح وسأستخدم قانون الجهد بدل قانون الجذب.

drjasem@