n تحديات ندرة الماء في بلدنا حفظها الله وقادتها، تفرض الحذر في التعامل مع استخدامه، يعزز ذلك كون الزراعة أكبر مستهلك للمياه في العالم، ومحليا تستهلك الزراعة أكثر من (80) بالمائة من المياه، أكثر من (25) مليار متر مكعب سنويا. بخلاف الاستهلاك الصناعي والمنزلي. التحدي الأكبر أن معظم هذه المياه تأتي من المخزون الاستراتيجي للمياه الجوفية غير المتجددة. ماذا يعني هذا؟
n العبث بالمياه النادرة والمحدودة على زراعات عشوائية تهور وتهلكة، فخلال العقود الماضية ومنذ بداية الطفرة الأولى في سبعينيات القرن الماضي، ركزت وزارة الزراعة والمياه والبيئة على زراعة مناطق الصخور الرسوبية الصحراوية الشحيحة المطر. حيث تعتمد الزراعة على المخزون الاستراتيجي من المياه الجوفية غير المتجددة والمحدودة. متجاوزين بهذا الخطوط الحمراء. كأننا معتمدون على مقولة العرب (الاتكالية) الشهيرة [اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب]. أو مثلنا الآخر [خذ بيوم السعد حده]. نعيد ونكرر هذه المقولات حتى أصبحت فلسفة حياة. فهل أصبحت كذلك عند واضعي السياسة الزراعية وخططها؟
n البعض يعيش في طبقات عالية من (الاتكالية). فهم يرمون بمشاكلهم دوما على الله. يطلبون من الله تصحيح أوضاعهم وهم لا يعملون لتصحيحها. يطلبون من الله أن يساعدهم وهم لا يساعدون أنفسهم. يتقاعسون ويطلبون من الله النجاح. يستنزفون المياه بشكل جائر وغير حكيم ورشيد ويرددون عند الله خير، وهم لا يفعلونه لأنفسهم. لماذا لا نعمل على تلافي مؤشرات المحاذير؟ لماذا لا (نعقلها) أولا ثم نتوكل على الله. اتكالية نعيشها بشكل قاس على أنفسنا وعلى البيئة وعلى المياه. محصلتها جور على أجيالنا القادمة. سنجعلهم وفقا للمؤشرات في مأزق العطش البغيض.
n حتى تاريخ ما قبل الطفرة، ومنذ بداية 1970م، كان توجه وزارة البيئة والمياه والزراعة نحو استثمار سهول تهامة. وكان العمل يجري لجعل سهول تهامة سلة خبز المملكة، فكانت البداية بوادي جيزان الممتد طولا لأكثر من 100 كيلو متر. وكان ذلك وفق دراسات جدوى اقتصادية في عهد الملك فيصل رحمه الله. ولتعزيز تلك الاستراتيجية تم بناء سد وادي جيزان، كجزء أساسي من المشروع الطموح. في حينه تحدثت جميع وسائل الإعلام المحلية عن هذا المشروع. ما زلت أذكر عندما كنت طالبا في الثانوية والجامعة عبارة: (جيزان سلة خبز المملكة). رسخت في ذهني، ثم تأكد لشخصي صحة ذلك التوجه الذي توقف فجأة. تحولت الجهود إلى مناطق الصخور الرسوبية الصحراوية. فأصبح مشروع استثمار وادي جيزان نسيا منسيا.
n تزداد قناعتي بصحة أن تكون سهول تهامة سلة خبز المملكة. وليس سلة فواكه المملكة. لماذا؟ أعد الله لنا سهول تهامة أرضا لزراعة الحبوب الضرورية لحياتنا وحياة أجيالنا. عليها يعتمد أمننا الغذائي. زراعة الفواكه ناجحة في سهول تهامة. لكنها ليست ضرورية لاستدامة الحياة. القمح أهم. القمح قوت الحياة. من يملك القمح يملك قوة الحياة ومقوماتها. من يملك القمح يملك سيادته. علينا تجنب التوسع في زراعة الفواكه والتركيز على زراعة الحبوب. موسم القمح ثلاثة أشهر. ماذا يعني هذا؟ سهول تهامة بتربتها الغنية، والتي تجمعت وترسبت في هذه السهول منذ العصور المطيرة وحتى اليوم، هي من أفضل الترب لزراعة القمح في ظل ندرة الماء وشحه.
n سهول تهامة أودية خصبة. ينقصها الاهتمام. سهول تهامة موطن مياه السيول الشتوية القادمة من السفوح الغربية لجبال الحجاز والسراة. مياه كافية لجعل المملكة أحد أكبر منتجي القمح في العالم. مع الإرادة ومع فهم مقومات البيئة وإمكانياتها يمكن أن ننجح. استثمار سهول تهامة لزراعة القمح سيجعلنا دولة تمتلك الميزة النسبية. ميزة ستكسر حاجز الاتكال على غيرنا في إنتاج حبوب رغيف العيش الذي نأكل. لتكن نظرتنا شمولية واعية بأهمية تنوع بيئتنا وإمكانياتها.
twitter@DrAlghamdiMH
n العبث بالمياه النادرة والمحدودة على زراعات عشوائية تهور وتهلكة، فخلال العقود الماضية ومنذ بداية الطفرة الأولى في سبعينيات القرن الماضي، ركزت وزارة الزراعة والمياه والبيئة على زراعة مناطق الصخور الرسوبية الصحراوية الشحيحة المطر. حيث تعتمد الزراعة على المخزون الاستراتيجي من المياه الجوفية غير المتجددة والمحدودة. متجاوزين بهذا الخطوط الحمراء. كأننا معتمدون على مقولة العرب (الاتكالية) الشهيرة [اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب]. أو مثلنا الآخر [خذ بيوم السعد حده]. نعيد ونكرر هذه المقولات حتى أصبحت فلسفة حياة. فهل أصبحت كذلك عند واضعي السياسة الزراعية وخططها؟
n البعض يعيش في طبقات عالية من (الاتكالية). فهم يرمون بمشاكلهم دوما على الله. يطلبون من الله تصحيح أوضاعهم وهم لا يعملون لتصحيحها. يطلبون من الله أن يساعدهم وهم لا يساعدون أنفسهم. يتقاعسون ويطلبون من الله النجاح. يستنزفون المياه بشكل جائر وغير حكيم ورشيد ويرددون عند الله خير، وهم لا يفعلونه لأنفسهم. لماذا لا نعمل على تلافي مؤشرات المحاذير؟ لماذا لا (نعقلها) أولا ثم نتوكل على الله. اتكالية نعيشها بشكل قاس على أنفسنا وعلى البيئة وعلى المياه. محصلتها جور على أجيالنا القادمة. سنجعلهم وفقا للمؤشرات في مأزق العطش البغيض.
n حتى تاريخ ما قبل الطفرة، ومنذ بداية 1970م، كان توجه وزارة البيئة والمياه والزراعة نحو استثمار سهول تهامة. وكان العمل يجري لجعل سهول تهامة سلة خبز المملكة، فكانت البداية بوادي جيزان الممتد طولا لأكثر من 100 كيلو متر. وكان ذلك وفق دراسات جدوى اقتصادية في عهد الملك فيصل رحمه الله. ولتعزيز تلك الاستراتيجية تم بناء سد وادي جيزان، كجزء أساسي من المشروع الطموح. في حينه تحدثت جميع وسائل الإعلام المحلية عن هذا المشروع. ما زلت أذكر عندما كنت طالبا في الثانوية والجامعة عبارة: (جيزان سلة خبز المملكة). رسخت في ذهني، ثم تأكد لشخصي صحة ذلك التوجه الذي توقف فجأة. تحولت الجهود إلى مناطق الصخور الرسوبية الصحراوية. فأصبح مشروع استثمار وادي جيزان نسيا منسيا.
n تزداد قناعتي بصحة أن تكون سهول تهامة سلة خبز المملكة. وليس سلة فواكه المملكة. لماذا؟ أعد الله لنا سهول تهامة أرضا لزراعة الحبوب الضرورية لحياتنا وحياة أجيالنا. عليها يعتمد أمننا الغذائي. زراعة الفواكه ناجحة في سهول تهامة. لكنها ليست ضرورية لاستدامة الحياة. القمح أهم. القمح قوت الحياة. من يملك القمح يملك قوة الحياة ومقوماتها. من يملك القمح يملك سيادته. علينا تجنب التوسع في زراعة الفواكه والتركيز على زراعة الحبوب. موسم القمح ثلاثة أشهر. ماذا يعني هذا؟ سهول تهامة بتربتها الغنية، والتي تجمعت وترسبت في هذه السهول منذ العصور المطيرة وحتى اليوم، هي من أفضل الترب لزراعة القمح في ظل ندرة الماء وشحه.
n سهول تهامة أودية خصبة. ينقصها الاهتمام. سهول تهامة موطن مياه السيول الشتوية القادمة من السفوح الغربية لجبال الحجاز والسراة. مياه كافية لجعل المملكة أحد أكبر منتجي القمح في العالم. مع الإرادة ومع فهم مقومات البيئة وإمكانياتها يمكن أن ننجح. استثمار سهول تهامة لزراعة القمح سيجعلنا دولة تمتلك الميزة النسبية. ميزة ستكسر حاجز الاتكال على غيرنا في إنتاج حبوب رغيف العيش الذي نأكل. لتكن نظرتنا شمولية واعية بأهمية تنوع بيئتنا وإمكانياتها.
twitter@DrAlghamdiMH