لخص تقرير اقتصادي حديث أسباب زيادة نسبة تملك الأسر السعودية لمنازلها خلال السنوات القليلة الماضية لتقفز إلى ما يزيد عن 62%، بحسب الهيئة العامة للإحصاء، إلى 5 أسباب رئيسية يأتي من بينها الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص لبناء المنازل الميسرة، والاستحقاق الفوري الإلكتروني للدعم السكني عبر تطبيق سكني، وتحمل الدولة لضريبة التصرفات العقارية، وتوفير الأراضي المجانية المطورة، وتأسيس الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري، كانت من أهم أسباب زيادة أعداد الأسر المتملكة لمسكنها.
وأوضح تقرير صادر عن شركة HSBC للبحوث الدولية أن التطور التقني الكبير الذي استحدثه تطبيق سكني في سوق العقارات السكنية في المملكة أسهم في تحسين إجراءات التملك إلكترونياً بشكل مبسط وفوري من خلال قنواته الرقمية السريعة التي تربط الراغبين في التملك بالجهات التمويلية والمطورين العقاريين على شاشة الهواتف الذكية.
ولفت التقرير إلى أن الشراكة الفاعلة بين وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان من خلال الاتفاقيات المباشرة مع أكثر من 70 مطوراً عقارياً من القطاع الخاص أسهمت في زيادة المعروض من المشاريع السكنية في السوق بأسعار ميسرة ومدعومة لشراء خيارات متنوعة من الوحدات السكنية تحت الإنشاء والجاهزة عبر قروض عقارية مدعومة الأرباح.
وأشار التقرير إلى أن ما أسهم فيه برنامج سكني من توفير للأراضي السكنية المجانية عبر تطبيق سكني وإتاحة حجزها وإصدار عقودها إلكترونياً، مما ساعد في نمو الإقبال على بناء المنازل ذاتياً وزيادة نسبة التملك، بالإضافة إلى تحمل الدولة لضريبة التصرفات العقارية والتي تصل إلى 15% من قيمة العقارات التي تصل أسعارها إلى مليون ريال كحد أقصى.
وأشاد التقرير بالنموذج الذي استحدثته وزارة الإسكان –سابقاً- في السوق السعودي إذ لعبت الوزارة دور التحفيز للقطاع الخاص لزيادة المعروض من الوحدات والمشاريع وكذلك تمكين الطلب من قبل المواطنين بتقديم القروض العقارية المدعومة، وفي ذلك السياق أنشأت الدولة سلسلة من التغييرات الرئيسية في السوق العقاري كان أبرزها تأسيس الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري (SRC)، والمملوكة بالكامل من قبل صندوق الاستثمارات العامة لتعزيز استدامة التمويل المدعوم للأسر السعودية للوصول إلى نسبة تملك 70% بحلول العام 2030م.
وتطرق تقرير شركة HSBC للبحوث الدولية إلى تحول صندوق التنمية العقارية إلى نموذج الإقراض المدعوم عبر البنوك وشركات التمويل في عام 2018، مما شكل نقلة نوعية لتسريع وتيرة التملك ونمو القروض العقارية السكنية وتخفيف الضغط على الميزانية العامة للدولة عبر دعم الفوائد على القروض، وتقليل الدفعة الأولى المقدمة من 30% إلى 5% ليتحمل المواطن تقسيط 90-95% من قيمة المسكن، وتقديم ضمانات لما يصل إلى 80% من الحد الأقصى للرهن العقاري المدعوم والمقدر بنحو 500 ألف ريال