أغلب شكاوى العمل التي يمكن ملاحظتها هي الشكوى من استغلال الموظف الذي تُستنزف طاقاته بدون وجه حق، وهو المرهون بوظيفته التي توفر له ضمانا ماليا قد يكون هو الوحيد الذي يحميه، لذا يمكن أن يضحي بوقت وجهد مضاعف في سبيل استقراره الوظيفي هذا. وهذه الحاجة تشجع بعض أصحاب الأعمال في القطاع الخاص والمسؤولين في القطاع العام على استغلاله بصورة لا يمكن تصورها في بعض الأحيان.
ذلك النوع من الاستغلال اسميه الجهد المسروق، قطعا هو ليس جهدا عاديا، إنه يأتي ضريبة لطموح عال أو خوف متنام، يسلب البعض طاقاته ويحول البعض إلى مدمنين للعمل أو كارهينه، والأمر الغريب أن هؤلاء الموظفين بالذات في الغالب لا يحدث لهم أي تغيير على المدى الطويل، وكأنهم يستسلمون لقدرهم، وإن حدث تغيير يأتي بسيطا أو بعد عناء ووقت طويل.
من أنواع الجهد المسروق توظيف شخص على سبيل المثال كمدير مكتب، يسجل في عقد العمل فقط والحقيقة أنه يقوم بكل شيء، فيصبح تابعا مطيعا لصاحب العمل فتتعدد وظائفه ليتحول إلى سائق ومخلص ومسئول مشتريات وسكرتيرة وأحيانا يدفع من جيبه الخاص لينال رضا صاحب العمل هذه نيته في البداية ثم تتحول إلى عادة، ولكن هذه العادة التي رضي بها في البداية تكون تكلفتها باهظة مع الوقت، وقد تقتل كل طموح وإنجاز وتضيع كل الجهود لتتحول بعدها إلى صلب مهامه الوظيفية التي يسأل عليها في حال تراخى أو تكاسل، وبعد سنوات من الاستسلام يحاول الكثير أن يتمرد بعد أن لبث في العذاب المهين ولكن بالطبع فإن جهدهم المسروق يظل مسروقا فلا يمكن تعويضه بما رضي هو به. إنني استغرب من هؤلاء، لم يرضى بهذه الأعمال ولديه كامل الحق في الرفض، إنه ملام أيضا على أي حال.
ومن أكثر أنواع الجهد المسروق انتشارا بالذات في القطاع العام، هو سرقة الأفكار والأنشطة التي يعمل عليها شخص بكل حرفيته ومجهوده ولكن يقدمها المسؤول وكأنه هو من قام بعملها بنفسه، بل هناك طاقات لأفراد تميزهم إلا أن هذا التميز لا يعود عليهم بنفع بل قد يضرهم أكثر، فإنهم أمام سلوكين فإما يتم التضييق عليهم حتى لا يكتب لهم النجاح، وانتقادهم بطريقة تحد من هذا التميز بشكل لافت، أو أن يتم لجمهم بكثرة العمل والتكليفات حتى تتشتت جهودهم، وقليلون من يحظون بفرصة النجاح.
الجهد المسروق في بيئات العمل لدينا هو من أكثر الهنات التي تساهم بشكل كبير في عرقلة أي تقدم وتطور سريع، فهو يحد من الكفاءات والإنتاجية فيغلب الروتين والنمطية على الابتكار والتفاعل الإيجابي، ويشعر الموظف بخيبة وأحيانا يتراجع عن أداء مهامه بالسرعة والجودة المطلوبة حتى لا يكون مستهلكا ومُستغلا، فأنماط العمل هذه تؤدي إلى وأد الطاقات الشبابية في بيئات العمل التي تسحق النجاحات، فإما رتابة في العمل تجعله موظفا مغمورا يؤدي عمله وأعمالا يكلف بها من مسئولين كآلة مطيعة، أو مجهود ذو أفكار متقدة يتم لجمها حتى لا يكتب لها النجاح، أو حتى محاربته فلا تكون في مكانها الصحيح بسبب أفراد متجاسرين يقوضون نجاحات غيرهم حتى لا يتفوقوا عليهم أو حتى لا يغيروا روتينهم أو لأن في قلوبهم مرضا.
ومن هنا نعود لأصل المشكلة وهو وضع الشخص غير المناسب وغير المؤهل كمسئول يفتقر للكثير من الصفات التي تؤهله لمنصب يكون فيه هو صاحب الأمر.
ولعل أسوأ ما يحدث في تلك البيئات في العمل هو التدريب المتقن لكل فرد جديد ينضم لهم فإنه يتحول نسخة مكررة بل وأحيانا سيئة لمن اشتكى منهم يوما وكأنه ينتقم لنفسه، لا ضير فإن سنوات العمل التي قضاها معهم أصابته بدائهم، لذا نحتاج لتغيير مناهج وسلوكيات وأخلاقيات العمل، ولرقابة رقمية وحاضنة للكفاءات.
لنعمل على تغيير مفاهيم العمل السيئة الشائعة بالحذر والحرص في اختيار المسئولين، وتكليف الموظفين بالمشاركة في اختياره، أشبه بعملية انتخاب ولكن بوعي وحرص، على أن يتم تقييمه بشكل دوري حتى لا يأمن العقاب فيسيء لمنصبه.
@hana_maki00
ذلك النوع من الاستغلال اسميه الجهد المسروق، قطعا هو ليس جهدا عاديا، إنه يأتي ضريبة لطموح عال أو خوف متنام، يسلب البعض طاقاته ويحول البعض إلى مدمنين للعمل أو كارهينه، والأمر الغريب أن هؤلاء الموظفين بالذات في الغالب لا يحدث لهم أي تغيير على المدى الطويل، وكأنهم يستسلمون لقدرهم، وإن حدث تغيير يأتي بسيطا أو بعد عناء ووقت طويل.
من أنواع الجهد المسروق توظيف شخص على سبيل المثال كمدير مكتب، يسجل في عقد العمل فقط والحقيقة أنه يقوم بكل شيء، فيصبح تابعا مطيعا لصاحب العمل فتتعدد وظائفه ليتحول إلى سائق ومخلص ومسئول مشتريات وسكرتيرة وأحيانا يدفع من جيبه الخاص لينال رضا صاحب العمل هذه نيته في البداية ثم تتحول إلى عادة، ولكن هذه العادة التي رضي بها في البداية تكون تكلفتها باهظة مع الوقت، وقد تقتل كل طموح وإنجاز وتضيع كل الجهود لتتحول بعدها إلى صلب مهامه الوظيفية التي يسأل عليها في حال تراخى أو تكاسل، وبعد سنوات من الاستسلام يحاول الكثير أن يتمرد بعد أن لبث في العذاب المهين ولكن بالطبع فإن جهدهم المسروق يظل مسروقا فلا يمكن تعويضه بما رضي هو به. إنني استغرب من هؤلاء، لم يرضى بهذه الأعمال ولديه كامل الحق في الرفض، إنه ملام أيضا على أي حال.
ومن أكثر أنواع الجهد المسروق انتشارا بالذات في القطاع العام، هو سرقة الأفكار والأنشطة التي يعمل عليها شخص بكل حرفيته ومجهوده ولكن يقدمها المسؤول وكأنه هو من قام بعملها بنفسه، بل هناك طاقات لأفراد تميزهم إلا أن هذا التميز لا يعود عليهم بنفع بل قد يضرهم أكثر، فإنهم أمام سلوكين فإما يتم التضييق عليهم حتى لا يكتب لهم النجاح، وانتقادهم بطريقة تحد من هذا التميز بشكل لافت، أو أن يتم لجمهم بكثرة العمل والتكليفات حتى تتشتت جهودهم، وقليلون من يحظون بفرصة النجاح.
الجهد المسروق في بيئات العمل لدينا هو من أكثر الهنات التي تساهم بشكل كبير في عرقلة أي تقدم وتطور سريع، فهو يحد من الكفاءات والإنتاجية فيغلب الروتين والنمطية على الابتكار والتفاعل الإيجابي، ويشعر الموظف بخيبة وأحيانا يتراجع عن أداء مهامه بالسرعة والجودة المطلوبة حتى لا يكون مستهلكا ومُستغلا، فأنماط العمل هذه تؤدي إلى وأد الطاقات الشبابية في بيئات العمل التي تسحق النجاحات، فإما رتابة في العمل تجعله موظفا مغمورا يؤدي عمله وأعمالا يكلف بها من مسئولين كآلة مطيعة، أو مجهود ذو أفكار متقدة يتم لجمها حتى لا يكتب لها النجاح، أو حتى محاربته فلا تكون في مكانها الصحيح بسبب أفراد متجاسرين يقوضون نجاحات غيرهم حتى لا يتفوقوا عليهم أو حتى لا يغيروا روتينهم أو لأن في قلوبهم مرضا.
ومن هنا نعود لأصل المشكلة وهو وضع الشخص غير المناسب وغير المؤهل كمسئول يفتقر للكثير من الصفات التي تؤهله لمنصب يكون فيه هو صاحب الأمر.
ولعل أسوأ ما يحدث في تلك البيئات في العمل هو التدريب المتقن لكل فرد جديد ينضم لهم فإنه يتحول نسخة مكررة بل وأحيانا سيئة لمن اشتكى منهم يوما وكأنه ينتقم لنفسه، لا ضير فإن سنوات العمل التي قضاها معهم أصابته بدائهم، لذا نحتاج لتغيير مناهج وسلوكيات وأخلاقيات العمل، ولرقابة رقمية وحاضنة للكفاءات.
لنعمل على تغيير مفاهيم العمل السيئة الشائعة بالحذر والحرص في اختيار المسئولين، وتكليف الموظفين بالمشاركة في اختياره، أشبه بعملية انتخاب ولكن بوعي وحرص، على أن يتم تقييمه بشكل دوري حتى لا يأمن العقاب فيسيء لمنصبه.
@hana_maki00