راكان الغفيلي

لم يعد تطبيق سناب شات كما في بداياته يقتصر على التقاط الصور وإرسالها إلى الأصدقاء، بل أصبح التطبيق وسيلة للمراسلات الفورية والاطلاع على أحدث الأخبار وتبادل مقاطع الفيديو ونشر اليوميات، وفي الآونة الأخيرة نشاهد على مرأى ومسمع المجتمع استغلال (المفلسات) في سناب شات للنقاب!!

والكثير منا قد يستغرب احتدام المنافسة بين (المفلسات) من أجل زيادة المتابعين ورفع نسبة المشاهدة، ومن أجل ذلك يقوم البعض بتمزيق الفضيلة وهتك الستر، فالسباق الآن احتدم والرابح فيهم هو مَنْ يصل إلى قاع الانحلال الأخلاقي، فالجسد أصبح سلعة وأداة يستخدمونها لجذب المزيد من المشاهدات!! ولا ننسى أيضاً أن هناك ذكورا يمارسون نفس النهج الهابط أخلاقياً، وحيث نجد أن بعض الأزواج (نسأل الله لهم الهداية) يوثق وينشر أسرار بيته بالصوت والصورة وينقلها للعامة، بل وصل حال البعض منهم يستعرض جسد زوجته ويتعمد بالتقاط بعض المقاطع، التي تخدش الحياء ويقوم بنشر ذلك من أجل رفع نسبة المشاهدة!!

وللأسف الشديد هذا الأمر يشوه صورة المجتمع السعودي المحافظ على تطبيق الشريعة الإسلامية والأخلاق الحميدة، ولا ريب أن هناك من الفتيات المراهقات قد تتأثر بفكر (المفلسات) اللاتي يقمن بالتبرج بعد أن كانت محجبة، أو مَنْ خلعت نقابها وتخلت عن حشمتها من أجل الحصول على نجمة التوثيق، حيث إن من سياسة شركة السناب في توثيق الحسابات النسائية (كشف الوجه)!! والمضحك أيضاً أن هناك مَنْ تقمن بارتداء النقاب واستغلاله لفترة (محددة) ثم تعلن عن خلع النقاب وتعود على تبرجها من أجل زيادة الشهرة على السناب!! والبعض منهم تنصّل عن الأخلاق والقيم الواجبة علينا ويعتقدون بأن التعري وسيلة للرقي وشرط من أجل الكسب المادي، فهؤلاء المفلسون: لا فكر، ولا محتوى، ولا كرامة!!

ونحن هنا ندق ناقوس الخطر؛ لأن هذا الأمر يهدد أمن بيوتنا الأخلاقي، ومع الأسف أن هناك قنوات وبرامج إعلامية تستضيف هؤلاء وتبرزهم وهذا ما ساعد على شهرتهم!! وبلا شك أن هناك تقاعسا كبيرا في دور الرقابة الإعلامية، والجهات ذات الاختصاص في منع دعم بعض القنوات والبرامج لهم وفيما نشاهده من يوميات مقززة تنشر عبر حسابات المفلسين عبر سناب شات، فإن تغريب المجتمع باستخدام تطبيقات السوشيال ميديا بهذه التصرفات الدنيئة أو بغيرها انتشر كالنار في الهشيم، فالعمل على هدم الأخلاق سيؤدي إلى انحلال المجتمع وانغماسه في المنكرات، فالبداية تكون في تقبل وجود مثل هذه التصرفات في الفضاء الإلكتروني، ثم في تعميمها على أرض الواقع!!

وأخيراً السؤال يطرح نفسه: أين الجهات الرقابية في تنفيذ لائحة المحافظة على الذوق العام وفرض العقوبات على المخالفين؟!!

@i_rakan010