خالد إبراهيم أبوغانم

للموسم الثالث على التوالي يثبت بيتروس أنه لاعب مهم في خارطة الفريق النصراوي وأنه إضافة ليس للفريق بل للدوري السعودي، فما يملكه من روح وقتالية يبحث عنها أكبر الفرق مما جعله أيقونه الفريق، وأصبح له طابعه الكروي الخاص بترابط خطوط الفريق مما جعله هدفا رئيسيا للخصوم لإخراجه من التركيز ليتأثر الفريق، لكنه بذكائه وقدراته يعكس ذلك ليصبح هو من يؤثر على لاعبي الخصوم لا العكس..

ولم يقتصر تأثير بيتروس على لاعبي الخصوم بل وصل إلى إعلامييهم، فقد شنوا عليه هجوما بلا هوادة بهدف التأثير عليه مما ينعكس ذلك على النصر -رغم أن الفريق بعيد عن مستواه المعروف عنه وعن قوته المعتادة- ولاعبيه، لكن كلما زاد هجومهم زاد بيتروس إبداعاً وتألقاً، الروح التي يمتلكها تجعل المتابع يظن أنه نشأ وتدرج في الفئات السنية النصراوية، لم لا وبيئة النصر تصنع أكثر من ذلك، بل إنه دائم التفاعل مع كل ما هو سعودي في الكثير من الأحداث والمناسبات..

حديث الإعلاميين المنتمين لمنافسي النصر ومغرديهم وحتى ومن تقاعد منهم لم يخل عن ذكر بيتروس في أي موضوع رياضي، حتى وهم يحللون أو يعلقون على مباريات البطولة الأوربية، مع العلم أن الموسم منتهٍ من أكثر من شهر وأحداث رياضية كثيرة حدثت لكن تأثير بيتروس على هؤلاء مازال مسيطراً، وأكاد أجزم لو أتيح لهم حتى النشرات الجوية سيتحدثون عن بيتروس.. وكل هذا وبيتروس يتمتع بالأجواء الصيفية في البرازيل مع نجم النصر الجديد تالسكا، فكيف سيكون الحال الموسم القادم؟!

الهجوم على بيتروس غير مستغرب منهم فلم يكن الأول ولن يكون الأخير، فكثير من لاعبي النصر أو حتى اللاعب الذي ينافس لاعبيهم المفضلين شربوا من ذات الكأس، لكن أن يصل بهم الحال لتأليف ونسج القصص الخيالية، ووصفه بعبارات خارجة عن الذوق العام بل وخارجة عن الأدب فهذا مؤشر أن حالتهم أصبحت صعبة جداً وتحتاج لعلاج من الإدارة القانونية في النادي..

بيتروس لاعب ذكي كما قلت ويعرف كيف يجرد خصومه من أسلحتهم ويقاتلهم بها، كما أنه لاعب قتالي من الطراز الأول دون خشونة أو إيذاء للخصم عكس لاعبهم الأجنبي الذي كاد أن ينهي حياة نيمار الرياضية في بطولة كوبا أمريكا المقامة حالياً، ناهيك عن الحالات الكثيرة المشابهة لها خلال الموسم المنصرم، ولم يتطرقوا لها مما يؤكد ازدواجية المعايير لديهم وأن تبرير هذا الهجوم - لن أقول النقد لأنه تعدى حدود النقد- للمصلحة العامة تبرير غير صحيح..

بيتروس اللاعب الخلوق لم نلاحظ عليه الخروج عن النص ونحن شعب مضياف وشعب كرم، وكإعلام نسعى لصناعة احتراف قولا وفعلا وهدفنا وطرحنا أسمى وأكبر من أن يتحكم به ميول.. وعلى الخير نلتقي..