د. خالد الغامدي

تشهد المملكة نقلة حضارية تنموية من خلال العديد من الشواهد والمنجزات التنموية والتطويرية على كافة الأصعدة والمجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وبناء الإنسان السعودي.

وفي ظل هذا التطور والبناء انتشر العديد من الكافيهات والمطاعم والأسواق والشاليهات وأماكن الجلوس والاسترخاء وهذا جيد ويعد نقله نوعية في مجال السياحة وجذب السياح، ومن المؤسف أن بعض هذه الأماكن لا تفي بالهدف الذي أنشئت من أجله، على سبيل المثال الكافيهات أنشئت من أجل الترويح عن النفس ويلجأ لها البعض بعد عمل شاق أو عندما يتعرض لضغوط نفسية بحثا عن الاسترخاء والهدوء، ولكن ما يحدث هو العكس تماما حيث تنقلب هذه الأماكن إلى عصبية ونرفزة بسبب التلوث السمعي والصوت العالي من الموسيقى الصاخبة التي لا تتناسب مع طبيعة المكان علما بأن هناك دراسات عديدة أكدت تأثير الموسيقى على أدمغة الناس وأجسامهم وعواطفهم، فنلاحظ بعض الشعوب تستخدم الموسيقى في علاج حالات مرضية معينة أو عمل استرخاء مثل فرنسا (الرائدة في هذا المجال) واليونان وإيطاليا وإسبانيا، لكن عندما يستمع الإنسان مرغما إلى إيقاع لا يتفق ولا يتناغم مع طبيعة جسمه فإن ذلك يشكل ضغطا وجهدا وإرهاقا على الجسم وقد يكون عرضة للإصابة بالأمراض النفسية مثل التوتر والقلق والكآبة، وأكثر من ذلك الاستماع للموسيقى الصاخبة لفترات متكررة قد يسبب خللا خطيرا في التوازن النفسي والذهني وضعفا في المناعة، ولا أبالغ إن قلت إنه قد يصاب بأمراض انفصام الشخصية والانهيارات العصبية من بكاء وغيره بدلا من أن يكون المكان هو للراحة والاسترخاء وقضاء وقت ممتع وعقد صفقات تجارية.

ولكوننا حديثي التجربة في هذا المجال أتمنى من المسؤولين عن هذه الأماكن الاهتمام والحرص على اختيار المقاطع الغنائية أو الموسيقي الراقية التي تناسب طبيعة مجتمعنا وكذلك طبيعة المكان وعدم ترك المجال مفتوحا لشخص غير واع أو لاختيارات الزبائن.

هناك معايير وأنظمة وقوانين تتحكم في مصادر الضوضاء أو الأصوات الخارجية فنجد أن ارتفاع الصوت عن ٦٥ ديسيبيل يعتبر مخالفا للنظام ولا يجوز له استخدام الصوتيات والمكبرات إلا بعد أخذ تصريح من الجهات المسؤولة وتكون عن طريق مركز الالتزام البيئي‬ وهو مركز وطني، يسعى إلى الارتقاء بالالتزام البيئي والحد من تلوث الأوساط البيئية. ولكن هذا المركز مختص في التحكم بمصادر الضوضاء الخارجية وليس داخل المباني والمنشآت.

أخيرا كل الأصوات خاضعة لنظام الضوضاء وفق معايير علمية سمعية هي قوة الديسيبيل (dB) وهي وحدة قياس تقيس شدة الضوضاء التي تتعرض لها الأذن البشرية في مجال تردد محدد.

@drkali2008