صالح الشمراني يكتب :@shumrany

من فريق ينافس لموسمين في قاع الترتيب، باحثاً عن طوق نجاة ينقذه من شبح الهبوط لفريق ينافس آخر جولتين بالموسم من أجل ذهب الدوري، ولم يكتف بذلك بل ظهر هذه الأيام جلياً وهو يسابق الزمن ليتجاوز أكثر منافسيه حينما لم يضيع في الصيف اللبن.

في اللغة اسم (أنمار) علم مذكر وهو جمع لكلمة (نمر) ذلك الوحش المفترس الذي يعتبره المدرج من أجمل ألقاب العميد، مما يؤكد أن هناك موسيقى كيميائية بين الرئيس وفريقه أعادت لنا الاتحاد لمكانه الطبيعي في الواجهة التي لا تقبل إلا المقدمة والتوهج والبذخ الفني الفاره جداً.

لقد أشعل أنمار الحائلي الميركاتو بملايينه التي أجاد استقطابها أو تكرّم بدفعها من حر ماله (وكلا الأمرين) تفرّد في زمن جائحة كورونا التي أكملت على جائحة اقتصادية عالمية زادت (بلال الطين) في كل أنحاء العالم.

عندما ينهي الاتحاد موسمه الفائت وهو ثالث ترتيب الدوري ليبدأ موسمه القادم بصفقات من العيار الثقيل محافظاً على أهم لاعبيه، فإن كل ذلك مؤشر أداءٍ عالٍ لإدارة تحملت المسؤولية بديونها وهمومها والتزاماتها وأزمة اختلافها وخلافاتها، بل وتفننت في النجاحٍ الذي جعل الكل عنها راضيا ومتصالحا معها.

ما حدث للاتحاد من تأرجح بين الابتعاد والعودة والهبوط والنهوض والفقر والغنى إنما هو درس لهواة الرمزية المبالغ فيها للأشخاص على حساب الكيانات، ولعلنا نتذكر عهد الانقسامات بين محبي العميد بمن فيهم (عتاولة) إعلامه الذين فضل أكثرهم خوض غمار الانشقاقات، إذ بات الجمهور على فريق لقبه (مونديالي) يجمعه شعار أصفر واحد وأصبحوا على لقبي (المطانيخ والعتاريس) وحرب ضروس بينهم، فكانت النتيجة قاسية على العشاق وخيم ذلك على جدة بأكملها كآبة كادت أن تعصف بروح الاتحاد وجماله لولا عودة نفس العميد ونسقه بعد التفاف شبه مكتمل حول (الحائلي) الذي انطوت بوجوده صفحة التراشقات والتحزبات.

آن للمحبين أن يعوا بأن الكيانات تبقى شامخة ما لم تظهر في جدرانها الشروخات الداخلية التي تعنى بخدمة أسماء معينة على حساب أخرى، دون مراعاة المصلحة العامة التي تتطلب تنازلات المتنازعين.

ولأن الجار بالجار يذكر فإن الأهلي لم يكن بحاجة لإقالة رئيس وتنصيب آخر بقدر ما كان بحاجة لدعم شرفي كبير، يبعث الاستقرار الفني للفريق من خلال استقطابات مليئة بطاقة متجددة يفتقدها معظم نجومه في الوقت الراهن، وإلا فالوضع سيبقى متشبثاً بمكانه، فالعلة مادية وليست إدارة بشرية كما صورها محاربو الرئيس السابق.

توقيعي

الاستعجال في منح الرمزية للأحياء، قد يكون سلاحا تشنق به الكيانات.