عبدالله الحمدان

بمجرد أن اتخذت قراري مؤخرا بالانتقال لمنزل جديد، حتى صادفت مشكلة جديدة لم أكن أتوقع وجودها، ألا وهي ارتفاع أسعار الخدمات والحرف مقابل السعر الأصلي للمنتجات التي قررت الاستعانة بها في منزلي الجديد.

فعلى سبيل المثال قمت بشراء مجموعة معدات لمشاهدة القنوات الفضائية. اشتريت الصحن والريسيفر وما إلى ذلك بحوالي ٢٠٠ ريال. وفوجئت بالفني الذي سيقوم بالتركيب وبرمجة الريسيفر يطلب حوالي ٥٠٠ ريال مقابل الخدمة التي سيؤديها!

وكنت أظن أن هذه المبالغة في الأسعار سببها أن الخدمة المقدمة مميزة مثلا أو خمسة نجوم وهذا عكس ما حصل. فوجئت بعدها بنفس الأمر عندما طلب الكهربائي حوالي ٣٠٠ ريال لتركيب نجفة أو ثريا في السقف العلوي. فيما أن سعر شرائها كلفني حوالي ٢٨٠ ريالا! وهو سعر أقل من تكلفة تركيبها، ونفس الأمر تكرر مع السباك الذي طلب ٢٥ ريالا لتركيب شطاف سعره الأساسي ٣٥ ريالا!

على الرغم من أن العاملين في هذه الحرف يعللون ارتفاع أسعار خدماتهم بأن بعض أجزاء عملهم تتطلب مهارة استثنائية أو أن أنواع السلع المشتراة تتطلب مهارة تركيب خاصة. إلا أن الحقيقة التي لاحظتها أن عملية تقدير تكلفة التركيب والتشغيل مزاجية تماما ولا تخضع لأي نوع من المنطق، وتفتح بابا كبيرا للمساومة ومحاولات التخفيض وأنت وحظك إلى أين تصل مرحلة التفاوض.

في السنوات القريبة الماضية كانت أسعار الخدمات تتناسب مع أسعار السلع نفسها. فكان هناك فارق كبير بين ثمن المنتج وثمن تركيبه أو تشغيله. لكن من الواضح أن محاولة تحقيق مكاسب كبيرة أصبحت تلهم البعض بالمغالاة في أسعار الخدمات التي يقومون بتقديمها.

في رأيي أن الحل الأمثل للتغلب على هذه المشكلة هو محاولة تركيب وتشغيل ما يمكن تشغيله بأنفسنا، إن أمكن، والاستفادة من الدروس على مواقع التواصل الاجتماعي وفيديوهات اليوتيوب التي يمكن الاستعانة بها لنؤدي الخدمات البسيطة لأنفسنا دون الحاجة للفنيين.

ويمكن أيضا الاتفاق مع الفني قبل البدء في مباشرة العمل على السعر وموعد الانتهاء من العمل ودفع جزء من المبلغ لضمان سير الأمور في الإطار الذي نتوقعه من البداية دون مماطلة أو مغالاة في الأسعار أثناء العمل.

مؤخرا بدأت في ملاحظة انتشار بعض التطبيقات التي تلعب دور الوساطة بين صاحب المنزل وأصحاب الحرف بحيث يحصل صاحب المنزل على تقدير ملائم لتكلفة التشغيل والتركيب أو الصيانة. بشكل يضمن للطرفين الحصول على المقابل المادي المرضي، متى ما كان تقييم مقدم الخدمة يتماشى مع ما هو مسجل في صفحة التطبيق. في مقابل حصول صاحب الخدمة على مبلغ يتناسب مع السعر الأصلي للمنتج. بدون اللجوء للوسائل التقليدية في المساومة ومحاولة تخفيض السعر.

يا أهل الحرف رفقا بنا، فلا نريد أن نبخس حقوقكم، كل ما هو مطلوب خدمات يتناسب سعرها مع قيمة السعر الأصلي للمنتج لتركيبه وتشغيله!

@Abdul85_