قد كتبت مقالا منذ فترة بأن الشرقية ينقصها مركز ثقافي، تحدثت فيه عن الدور المجتمعي المتناقص لأرامكو السعودية وبعدها عن محيطها المحلي والحاجة لمركز ثقافي يجسد ويمكن من تطلعات المستقبل. ويأتي ذلك رغم «إثراء» ذاك الصرح الجميل والمركز الثقافي التابع لأرامكو السعودية بمبناه الضخم والذي بإيحاء عمارته يشابه الحجارة البركانية المتآكلة بفعل عوامل التعرية بلونها الداكن الرمادي الملقى بعد ثوران على رمال كلسية متحجرة على هضبة مرتفعة بلون شاي الحليب «كرك»، فإن رأيت هذا الوصف نوعا ما غريبا فكذلك هو مركز «إثراء» لبيئتها ومجتمعها المحلي.
وكما في موقعها الإلكتروني فدور المركز اختصر بسلوك أرامكو السعودية مما يميزها من تغذية الإبداع والشغف بالتعلم من خلال رعاية الفنون والآداب والعلوم. فإن تبحرنا لنشاهد تطبيقها للتعريف عن الرعاية فقد أتت برامجها مختصرة على التواجد بالمناسبات العامة ورعاية استيراد المكون الثقافي ومن دورات مصغرة هنا وهناك.
وفي المقابل نرى مثيلاتها من مراكز ثقافية يتحدث عن المجتمع من التعلم والتطور في مجالات الأعمال والمجالات الأدبية والثقافية والعلوم الاجتماعية والتكنولوجية وعبر إطلاق المبادرات والبرامج وعقد الشراكات العالمية. ومن الواضح غياب دور المجتمع من خلال أوليات «إثراء» بالمقارنة.
و«إثراء» هي تجسيد لما يدور بذهن المهندس الفخور بالإنجازات من سلوك تاركا بعد الانتهاء من أعمال البناء والتشييد الدور الأخير والأهم لعامل الديكور والأثاث وللصيانة. فعندما تذهب لتبحث عن التعريف «بإثراء» تجده يتحدث بإسهاب عن المبنى وكأنه المقصود بالعمل برؤية المهندس من مساحة بناء وموقع للأرض لا عن أهمية المحتوى. كما نرى عند الزيارة للمكتبة على سبيل المثال أن يضع كتبا عامة للقراءة من غير أهداف واضحة وتخصص، ومن غير دراسة الاحتياج المجتمعي من محتوى مرئي ومكتوب. كذلك من عدم الاشتراك العنكبوتي بالشبكات العلمية البحثية العالمية أو من تواصل وربط إلكتروني مع محتوى مكتبات الجامعات المختلفة. ولا يوجد من خلال «إثراء» شهادات تمنح أو أعمال علمية وأبحاث ومحاضرات تقدم أو من رواد عمل فتكرم أو من تواصل اجتماعي فتؤثر. فلا غرض حقيقي فيما بدا للمكتبة سوى أعداد الكتب ولا تميز بالمحتوى رغم جمالها وتعدد أدوارها وكلفة الإنشاء.
كما نرى المهندس من حرصه على مبناه بعد افتتاحه كإشارة لما هو قادم إن قام بمنع دخول العامة له ثم ما لبث بعد سماحه أن وضع قيودا على الدخول والكتاب يعرف من خلال عنوانه. فلم نر دعوات توجه عند الافتتاح أو بعده أو من مشاركات للجمعيات والمدارس والمؤسسات الأهلية ولجمعيات الفنون المحلية وبأنماطها، كذلك من دعوات للرواد بالعمل التطوعي الاجتماعي لفعالياتها.
كما نرى «إثراء» كأسلوب عمل تقدم الوجبات الجاهزة فيكتفى على سبيل المثال بالاستيراد من الخارج مكونات المعارض المختلفة ومن استخدام متعهدين لأغراضها، وكذلك من اقتصار الدعوات عن طريق الإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فلا قاعدة بيانات محلية لمناسباتها المختلفة. كما لا يوجد «بإثراء» فعاليات لمسرح ثقافي يخدم الجهد السياحي من فنون وعروض ومسرحيات محلية. وحتى بالإضافة لا تجد فيها حيزا للآثار المحلية وحتى الإسلامية منها للعرض ولا متحفا كما كان بمبناها القديم.
وحتى مبادرة «إثراء» من جائزة للفنون إن نظرنا إليها رغم سماحتها فإنها أتت فردية وشكلية لا تنم عن مساهمة مجتمعية لإثراء المحتوى المحلي العام أو الدعم له، فلا معارض أو برامج لدعم الفنانين ولا مشاركات لجمعيات الفنون. كما أن معرضها لأعمال الفنون رغم جماله وإبداع إتقانه، إلا أنه ركز على عنصر الإبهار بغرار المحتوى التعليمي أو الإلهام.
فحينما تذهب إلى اثراء تجد انعكاس كل ذلك بقلة أعداد الزوار بذاك المبنى الذي لوهلة حين تشاهده تعتقد بضمه متحفا طبيعيا أو للبترول، ومن كثرة مريديه من الطلبة والأساتذة والمجتمع العام ومن دور له تفاعلي مع الجمعيات والمؤسسات الأهلية والفنون والجامعات.
و«إثراء» هي مكملة للجهد الثقافي ورغم نقدنا بما فيه من إثراء للمعرفة ومن سعي للتطوير. ونتمنى بالفعل أن يؤدي ذاك الصرح رسالة ويكون له دور مجتمعي فاعل مشترك يثري المعرفة ويلهم جيل المستقبل. كما نتمنى ألا يكون كما في منفى نائيا بنفسه عن مجتمعه يغني فلا يسمعه أو يصله أحد.
@SaudAlgosaibi
وكما في موقعها الإلكتروني فدور المركز اختصر بسلوك أرامكو السعودية مما يميزها من تغذية الإبداع والشغف بالتعلم من خلال رعاية الفنون والآداب والعلوم. فإن تبحرنا لنشاهد تطبيقها للتعريف عن الرعاية فقد أتت برامجها مختصرة على التواجد بالمناسبات العامة ورعاية استيراد المكون الثقافي ومن دورات مصغرة هنا وهناك.
وفي المقابل نرى مثيلاتها من مراكز ثقافية يتحدث عن المجتمع من التعلم والتطور في مجالات الأعمال والمجالات الأدبية والثقافية والعلوم الاجتماعية والتكنولوجية وعبر إطلاق المبادرات والبرامج وعقد الشراكات العالمية. ومن الواضح غياب دور المجتمع من خلال أوليات «إثراء» بالمقارنة.
و«إثراء» هي تجسيد لما يدور بذهن المهندس الفخور بالإنجازات من سلوك تاركا بعد الانتهاء من أعمال البناء والتشييد الدور الأخير والأهم لعامل الديكور والأثاث وللصيانة. فعندما تذهب لتبحث عن التعريف «بإثراء» تجده يتحدث بإسهاب عن المبنى وكأنه المقصود بالعمل برؤية المهندس من مساحة بناء وموقع للأرض لا عن أهمية المحتوى. كما نرى عند الزيارة للمكتبة على سبيل المثال أن يضع كتبا عامة للقراءة من غير أهداف واضحة وتخصص، ومن غير دراسة الاحتياج المجتمعي من محتوى مرئي ومكتوب. كذلك من عدم الاشتراك العنكبوتي بالشبكات العلمية البحثية العالمية أو من تواصل وربط إلكتروني مع محتوى مكتبات الجامعات المختلفة. ولا يوجد من خلال «إثراء» شهادات تمنح أو أعمال علمية وأبحاث ومحاضرات تقدم أو من رواد عمل فتكرم أو من تواصل اجتماعي فتؤثر. فلا غرض حقيقي فيما بدا للمكتبة سوى أعداد الكتب ولا تميز بالمحتوى رغم جمالها وتعدد أدوارها وكلفة الإنشاء.
كما نرى المهندس من حرصه على مبناه بعد افتتاحه كإشارة لما هو قادم إن قام بمنع دخول العامة له ثم ما لبث بعد سماحه أن وضع قيودا على الدخول والكتاب يعرف من خلال عنوانه. فلم نر دعوات توجه عند الافتتاح أو بعده أو من مشاركات للجمعيات والمدارس والمؤسسات الأهلية ولجمعيات الفنون المحلية وبأنماطها، كذلك من دعوات للرواد بالعمل التطوعي الاجتماعي لفعالياتها.
كما نرى «إثراء» كأسلوب عمل تقدم الوجبات الجاهزة فيكتفى على سبيل المثال بالاستيراد من الخارج مكونات المعارض المختلفة ومن استخدام متعهدين لأغراضها، وكذلك من اقتصار الدعوات عن طريق الإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فلا قاعدة بيانات محلية لمناسباتها المختلفة. كما لا يوجد «بإثراء» فعاليات لمسرح ثقافي يخدم الجهد السياحي من فنون وعروض ومسرحيات محلية. وحتى بالإضافة لا تجد فيها حيزا للآثار المحلية وحتى الإسلامية منها للعرض ولا متحفا كما كان بمبناها القديم.
وحتى مبادرة «إثراء» من جائزة للفنون إن نظرنا إليها رغم سماحتها فإنها أتت فردية وشكلية لا تنم عن مساهمة مجتمعية لإثراء المحتوى المحلي العام أو الدعم له، فلا معارض أو برامج لدعم الفنانين ولا مشاركات لجمعيات الفنون. كما أن معرضها لأعمال الفنون رغم جماله وإبداع إتقانه، إلا أنه ركز على عنصر الإبهار بغرار المحتوى التعليمي أو الإلهام.
فحينما تذهب إلى اثراء تجد انعكاس كل ذلك بقلة أعداد الزوار بذاك المبنى الذي لوهلة حين تشاهده تعتقد بضمه متحفا طبيعيا أو للبترول، ومن كثرة مريديه من الطلبة والأساتذة والمجتمع العام ومن دور له تفاعلي مع الجمعيات والمؤسسات الأهلية والفنون والجامعات.
و«إثراء» هي مكملة للجهد الثقافي ورغم نقدنا بما فيه من إثراء للمعرفة ومن سعي للتطوير. ونتمنى بالفعل أن يؤدي ذاك الصرح رسالة ويكون له دور مجتمعي فاعل مشترك يثري المعرفة ويلهم جيل المستقبل. كما نتمنى ألا يكون كما في منفى نائيا بنفسه عن مجتمعه يغني فلا يسمعه أو يصله أحد.
@SaudAlgosaibi