ماجد عبدالله السحيمي

في حوار جميل مع زملاء أعرفهم ولا أعرفهم في إحدى المنصات التقنية، طرح سؤال عام للنقاش عن رأي كل منا في المظهر العام وآدابه أو بالأصح الذوق العام ولكن ليس من منظور إجرائي وقانوني بل من نظرة مجتمعية صرفة، فمثلا ما رأيك بمن ينزل للتسوق مرتديا (شورت) أو سيدة متزينة زينة مبالغة فيها كزينة الأعراس أو رائحة عطر فواحة في مكان أقل من ذلك بكثير وعلى هذا المنوال، كان الحوار عن نظرة المجتمع لهذا الشخص وليس للعقوبة المقررة تجاهه إن كان مخطئا، فبدأ الكثيرون بالمهاجمة وبإطلاق الأحكام والأوصاف على مرتكبي الأفعال أعلاه بينما جاء آخرون مدافعين رافعين رايات الحرية وأن كل إنسان حر في ما يلبسه ويختاره للظهور أمام الناس ما دام غير مخالف للقانون ولم يتجاوز على غيره، ثم رد الفريق المهاجم بأن التربية والأعراف لهما ثقل ودور في ذلك التصرف، فبادر المدافعون قائلين إن ذاك الثقل في أمور أخرى أكبر وأهم وأكثر جدية وليست لهذه الأمور البسيطة في نظرهم وبين مد وجزر في تلك النقاشات التي حقيقة كانت مثرية بغض النظر عن مدى الاتفاق والاختلاف معها، إلا أن لكل فريق وجهة نظر لا يمكن تهميشها أو على الأقل إلغاؤها فإما الاتفاق جزئيا أو الاختلاف جزئيا، لكنني وجدت أن الموضوع من كلا الفريقين أخذ أكبر من حجمه، فإن كان من يلبس قصيرا جدا أو من كانت متعطرة أكثر من اللازم وجب علينا ألا نطلق أحكامنا على من لم نعرفهم ولا نعلم ظرفهم؟ أعلم تماما ليس بالضرورة أن يكون لكل منهم مبرر ولكني أتكلم عن مبدأ هل نحن مكلفون بإطلاق الأحكام على البشر وتصنيفهم وفق ظواهرهم وصمتهم؟ من أوكل لنا هذه المهمة وصرنا حراسا ومراقبين بل وآمرين على تصرفات البشر والوصاية عليهم، لست مهاجما ولا مدافعا فلي رأيي الخاص ولكني أتحدث عن القضية برمتها، فعلا أناس كثيرون وكلوا أنفسهم قضاة على تصرفات البشر بل وصلوا حتى إلى النوايا التي لا يعلمها لا الله سبحانه، فلان كذا وفلانة كذا، دعوا الخلق للخالق فلكل ألف عذر وعذر، نعم يبقى الخطأ خطأ مهما كان والصواب صوابا مهما كان ولكن ليس مطلوبا منا التحري والتأكد والحكم فالحياة أكثر أهمية من أمور جانبية كهذه. كم يمضي هؤلاء من الوقت والتفكير في تصرفات الآخرين وتفسير أفعالهم دون أي حاجة، مؤسف أن يحكم على الإنسان من خلال موقف لا يتجاوز عدة دقائق يصل هذا الحكم لنواياه وتربيته بل وقد يصل إلى علاقته مع ربه ومدى ضعفها وحجمها والعياذ بالله. قبل أن أختم أكرر بأني لا أبيح الخطأ إطلاقا بل وأؤكد على الصواب دائما ولكن ترك الفعل والذهاب إلى صاحبه أم المصائب وأبوها وجدتها ولا يقل فعل الواصف قبحا عن خطأ الموصوف.

وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل بإذن الله أودعكم قائلا (النيات الطيبة لا تخسر أبدا).. في أمان الله.

@Majid_alsuhaimi