في ظل الأوضاع، التي تعيشها الدول في فترة الاحترازات الوقائية لمكافحة انتشار كورونا، فقد تم افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثانية والخمسين في الأول من يوليو 2021، ويرصد كتاب «حكاية أول معرض دولي للكتاب» للباحث في التاريخ الثقافي محمد سيد ريان تفاصيل قصة افتتاح المعرض الدولي الأول للكتاب في يناير 1969، حيث اشتركت فيه 46 دار نشر تمثل 32 دولة من أوروبا وأمريكا وآسيا والدول العربية، ويعتبر معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر المعارض على مستوى العالم.
إن أهم ما لفت انتباهي في المعرض وأنا أتجول بين أروقته ضعف شهية الزوار، وأنه أشبه بمستودع كبير لكتب التراث الإسلامي والقصص والأدب القديم والكتب التربوية الجامعية والمقالات العربية، وبعض الكتب العلمية القديمة، وتقوم دور النشر بعرض كتبها وإصداراتها القديمة والموجودة في المكتبات أصلا وتأخذ دور المسوق لها ومحاولة التخلص منها بأسعار منافسة، وإذا قمنا بتصنيف الزوار وتواجدهم واقتنائهم للكتب فسوف يكون النصيب الأكبر للكتب ذات الطابع الإسلامي لكتب السيرة والتراث وشروحاتها وتفسيرها والقصص والروايات، والضعف الأكبر سوف ينال كتب الفكر والثقافة والنقد والأدب والعلم الحديث رغم تواضعها في العرض.
تقول منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة «اليونسكو»، إن معدل نشر الكتاب في العالم العربي لا يتجاوز7 في المئة، وإن نصيب كل مليون عربي من الكتب المنشورة في العالم لا يتجاوز 30 كتابا، مقابل 584 كتابا لكل مليون أوروبي، و212 مليون أمريكي، وهذه الأرقام ليست صادمة كما نتوقعها؛ لأن المجتمعات العربية لم ينضج لديها مفهوم القراءة بعد، الذي يعتمد في الأساس على عملية ميكانيكية تتمثل في تعرف القارئ على الكلمات والجمل والعبارات تعرفا بصريا، وعملية عقلية تتمثل في تعرف المخ على الرموز المكتوبة من خلال خبرة وطبيعة القارئ بالموضوع وسهولة وصعوبة المادة القرائية والسياق والبيئة القرائية، فضلا عن عمليات التحليل والاستنتاج والتنظيم والنقد والإبداع.
فمعارض الكتب في الوطن العربي تواجه إشكالية معقدة أفرزتها نُظم التعليم في انعدام معالجة مفهوم القراءة والحاجة والدافعية لها لدى المتعلم ومدى العائد منها، فالقراءة لا تعدو كونها عملية ميكانيكية لا أثر لها في السلوك والأداء والارتقاء، وأن طرح شعار في القراءة حياة كعنوان لأكبر معرض للكتاب في العالم العربي لن يجذب القارئ ولن يجعله يقف في طوابير طويلة انتظارا لفتح أبوابه والدخول في الأنس والاستمتاع ورغد العيش والرفاهية، فهو على قناعة تامة أن معارض الكتب معارض تأريخ الأمم السابقة وسيرتها وتفسير أحداثها وشرح كتب تراثها الإسلامي والعربي وآدابها وقصصها وفنون البكاء على أطلالها وندب أبطالها والتأسي على عدم امتثال الحاضر لأمجاد الماضي في ظل غياب تام لصناعة كتاب الحاضر والمستقبل، الذي ينفتح على الآخر ويتعايش معه ويحاكي الواقع وتحدياته وسبل التغلب على مشكلاته في جميع نواحي الحياة ويجعل منه محورا للتقدم والازدهار، وبعد ما تقدم كيف يكون في القراءة حياة والمقروء منعدم الحياة؟
baker4443@gmail.com
إن أهم ما لفت انتباهي في المعرض وأنا أتجول بين أروقته ضعف شهية الزوار، وأنه أشبه بمستودع كبير لكتب التراث الإسلامي والقصص والأدب القديم والكتب التربوية الجامعية والمقالات العربية، وبعض الكتب العلمية القديمة، وتقوم دور النشر بعرض كتبها وإصداراتها القديمة والموجودة في المكتبات أصلا وتأخذ دور المسوق لها ومحاولة التخلص منها بأسعار منافسة، وإذا قمنا بتصنيف الزوار وتواجدهم واقتنائهم للكتب فسوف يكون النصيب الأكبر للكتب ذات الطابع الإسلامي لكتب السيرة والتراث وشروحاتها وتفسيرها والقصص والروايات، والضعف الأكبر سوف ينال كتب الفكر والثقافة والنقد والأدب والعلم الحديث رغم تواضعها في العرض.
تقول منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة «اليونسكو»، إن معدل نشر الكتاب في العالم العربي لا يتجاوز7 في المئة، وإن نصيب كل مليون عربي من الكتب المنشورة في العالم لا يتجاوز 30 كتابا، مقابل 584 كتابا لكل مليون أوروبي، و212 مليون أمريكي، وهذه الأرقام ليست صادمة كما نتوقعها؛ لأن المجتمعات العربية لم ينضج لديها مفهوم القراءة بعد، الذي يعتمد في الأساس على عملية ميكانيكية تتمثل في تعرف القارئ على الكلمات والجمل والعبارات تعرفا بصريا، وعملية عقلية تتمثل في تعرف المخ على الرموز المكتوبة من خلال خبرة وطبيعة القارئ بالموضوع وسهولة وصعوبة المادة القرائية والسياق والبيئة القرائية، فضلا عن عمليات التحليل والاستنتاج والتنظيم والنقد والإبداع.
فمعارض الكتب في الوطن العربي تواجه إشكالية معقدة أفرزتها نُظم التعليم في انعدام معالجة مفهوم القراءة والحاجة والدافعية لها لدى المتعلم ومدى العائد منها، فالقراءة لا تعدو كونها عملية ميكانيكية لا أثر لها في السلوك والأداء والارتقاء، وأن طرح شعار في القراءة حياة كعنوان لأكبر معرض للكتاب في العالم العربي لن يجذب القارئ ولن يجعله يقف في طوابير طويلة انتظارا لفتح أبوابه والدخول في الأنس والاستمتاع ورغد العيش والرفاهية، فهو على قناعة تامة أن معارض الكتب معارض تأريخ الأمم السابقة وسيرتها وتفسير أحداثها وشرح كتب تراثها الإسلامي والعربي وآدابها وقصصها وفنون البكاء على أطلالها وندب أبطالها والتأسي على عدم امتثال الحاضر لأمجاد الماضي في ظل غياب تام لصناعة كتاب الحاضر والمستقبل، الذي ينفتح على الآخر ويتعايش معه ويحاكي الواقع وتحدياته وسبل التغلب على مشكلاته في جميع نواحي الحياة ويجعل منه محورا للتقدم والازدهار، وبعد ما تقدم كيف يكون في القراءة حياة والمقروء منعدم الحياة؟
baker4443@gmail.com