الحج لغة هو القصد والزيارة والإتيان وفي الديانات المختلفة غالبا ما يعرف بأنه رحلة طويلة أو بحث عن دلائل معنوية عظيمة. ويرجع تاريخ الحج في الإسلام إلى فترة سابقة على بعثة النبي محمد بآلاف السنين، وبالتحديد إلى عهد النبي إبراهيم الخليل. وبعد بعثة النبي محمد بتسع سنوات، أو عشر، فرض الحج على من آمن بدعوته ورسالته.
يأتينا موسم الحج لهذا العام تحت ظروف استثنائية بسبب جائحة الكورونا وتبعاتها. ولا يخفى على الجميع الإجراءات التي تقوم بها الدولة السعودية بتوجيهات من قيادتنا الرشيدة التي لا تألو جهدا ومالا في الحرص على صحة حجاج بيت الله، وتقدم جميع الخدمات بقيادة خادم الحرمين وولي عهده الأمين الذين وجهوا بتسخير جميع مرافق الدولة لخدمة ضيوف بيت الله، وتوفير جميع سبل الرعاية والراحة لهم ليكملوا شعيرة الإسلام في يسر وجو روحاني، بعيد عن أخطار الأوبئة والتجاذبات السياسية وغيرها من المشتتات.
وهناك جانب نفسي مهم لهذه الشعيرة يحس به كل من قام بأدائها أو حتى من ساهم في خدمة الحجيج. عن أبي هريرة أنه قال: سمعت رسول الله يقول: «من حج، فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
وذكر الناشط الحقوقي الأمريكي مالكولم اكس أحاسيسه في كتاب سيرته الذاتية أثناء قيامه بالحج فقال:
«الحج وسع أفقي، ومنحني بصيرة جديدة. خلال أسبوعين في الديار المقدسة رأيت ما لم أره خلال ثلاثين عاما هنا في الولايات المتحدة. رأيت كل الأعراق، كل الألوان من أصحاب العيون الزرقاء إلى الأفارقة أصحاب الجلود السوداء ضمن أخوة صادقة! في اتحاد! ... في تلك الأرض المقدسة تغيرت توجهاتي بسبب ما عايشته هناك، وما رأيته في ذلك المكان من أخوة ليست أخوة نحوي فقط وإنما بين كل البشر من كل الجنسيات وألوان البشرة، ممن كانوا هنالك».
التضامن الذي يبديه الحجاج من مختلف الجنسيات يعود على المسلمين بإحساس الطمأنينة والهيبة والوقار في حضرة المولى عز وجل، كما يعزز روح المساواة بينهم، وينمي روح التعارف والتعاون والتآخي والمؤازرة والترابط، وهذا من شأنه تعزيز التوافق النفسي والاجتماعي لدى الفرد، ويزيد من استقرار وتماسك المجتمع وصلاحه، كما أن هذا الشعور الإنساني بين المسلمين له أثر في تهذيب النفس البشرية بحيث ينعكس على سلوكه وتعامله مع مجتمعه ومن حوله فهذا التأثير النفسي لهذه الظاهرة الإسلامية الروحانية يعد انعكاسا وجدانيا عميقا، ويعود بالشعور الإيجابي البالغ والفعال على النفوس البشرية، ويعطي الانطباع الكامل للامتثال لأوامر الله عز وجل والخضوع له كسبا في رضاه ومرضاته، كما أنه يظهر المساواة كمبدأ يتعامل به الأفراد بين بعضهم البعض، كما يعلن ذوبان الفوارق بين الناس فلا أفضلية بينهم إلا بالتقوى وهذا المظهر هو أقوى رسالة نظهرها لجميع الأديان، فقد قام هذا الدين على مبدأ المساواة «لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى». ولا يخفى على أي شخص الأثر النفسي والروحاني البالغ لهذا المبدأ على المجتمعات والأمم التي تعاني من الكراهية والعنصرية ونراها جلية حتى في مجتمعات ما يسمى الدول المتحضرة.
ومن الآثار النفسية العميقة للباس الأبيض للحجاج هو لون الإحرام الذي يرتديه الرجال من منطلق قول الرسول ﷺ: البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم، وقوله «البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب». ويعد اللون الأبيض أكثر الألوان دلالة نفسية على النقاء والصفاء، والإيحاء بالراحة والطمأنينة والسكينة، ويرمز هذا اللون إلى التفاؤل والسرور والحب والطهارة.
كما أن لرؤية البيت الحرام هيبة في نفوس المسلمين تتجلى عند رؤية الكعبة الشريفة والشعائر مثل الصفا والمروة وتحرك الكثير من المشاعر الجياشة والتي نرى علاماتها بكل وضوح على الحجاج وتبقى ذكرياتها في نفوسهم بقية حياتهم.
@almaiahmad2
يأتينا موسم الحج لهذا العام تحت ظروف استثنائية بسبب جائحة الكورونا وتبعاتها. ولا يخفى على الجميع الإجراءات التي تقوم بها الدولة السعودية بتوجيهات من قيادتنا الرشيدة التي لا تألو جهدا ومالا في الحرص على صحة حجاج بيت الله، وتقدم جميع الخدمات بقيادة خادم الحرمين وولي عهده الأمين الذين وجهوا بتسخير جميع مرافق الدولة لخدمة ضيوف بيت الله، وتوفير جميع سبل الرعاية والراحة لهم ليكملوا شعيرة الإسلام في يسر وجو روحاني، بعيد عن أخطار الأوبئة والتجاذبات السياسية وغيرها من المشتتات.
وهناك جانب نفسي مهم لهذه الشعيرة يحس به كل من قام بأدائها أو حتى من ساهم في خدمة الحجيج. عن أبي هريرة أنه قال: سمعت رسول الله يقول: «من حج، فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
وذكر الناشط الحقوقي الأمريكي مالكولم اكس أحاسيسه في كتاب سيرته الذاتية أثناء قيامه بالحج فقال:
«الحج وسع أفقي، ومنحني بصيرة جديدة. خلال أسبوعين في الديار المقدسة رأيت ما لم أره خلال ثلاثين عاما هنا في الولايات المتحدة. رأيت كل الأعراق، كل الألوان من أصحاب العيون الزرقاء إلى الأفارقة أصحاب الجلود السوداء ضمن أخوة صادقة! في اتحاد! ... في تلك الأرض المقدسة تغيرت توجهاتي بسبب ما عايشته هناك، وما رأيته في ذلك المكان من أخوة ليست أخوة نحوي فقط وإنما بين كل البشر من كل الجنسيات وألوان البشرة، ممن كانوا هنالك».
التضامن الذي يبديه الحجاج من مختلف الجنسيات يعود على المسلمين بإحساس الطمأنينة والهيبة والوقار في حضرة المولى عز وجل، كما يعزز روح المساواة بينهم، وينمي روح التعارف والتعاون والتآخي والمؤازرة والترابط، وهذا من شأنه تعزيز التوافق النفسي والاجتماعي لدى الفرد، ويزيد من استقرار وتماسك المجتمع وصلاحه، كما أن هذا الشعور الإنساني بين المسلمين له أثر في تهذيب النفس البشرية بحيث ينعكس على سلوكه وتعامله مع مجتمعه ومن حوله فهذا التأثير النفسي لهذه الظاهرة الإسلامية الروحانية يعد انعكاسا وجدانيا عميقا، ويعود بالشعور الإيجابي البالغ والفعال على النفوس البشرية، ويعطي الانطباع الكامل للامتثال لأوامر الله عز وجل والخضوع له كسبا في رضاه ومرضاته، كما أنه يظهر المساواة كمبدأ يتعامل به الأفراد بين بعضهم البعض، كما يعلن ذوبان الفوارق بين الناس فلا أفضلية بينهم إلا بالتقوى وهذا المظهر هو أقوى رسالة نظهرها لجميع الأديان، فقد قام هذا الدين على مبدأ المساواة «لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى». ولا يخفى على أي شخص الأثر النفسي والروحاني البالغ لهذا المبدأ على المجتمعات والأمم التي تعاني من الكراهية والعنصرية ونراها جلية حتى في مجتمعات ما يسمى الدول المتحضرة.
ومن الآثار النفسية العميقة للباس الأبيض للحجاج هو لون الإحرام الذي يرتديه الرجال من منطلق قول الرسول ﷺ: البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم، وقوله «البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب». ويعد اللون الأبيض أكثر الألوان دلالة نفسية على النقاء والصفاء، والإيحاء بالراحة والطمأنينة والسكينة، ويرمز هذا اللون إلى التفاؤل والسرور والحب والطهارة.
كما أن لرؤية البيت الحرام هيبة في نفوس المسلمين تتجلى عند رؤية الكعبة الشريفة والشعائر مثل الصفا والمروة وتحرك الكثير من المشاعر الجياشة والتي نرى علاماتها بكل وضوح على الحجاج وتبقى ذكرياتها في نفوسهم بقية حياتهم.
@almaiahmad2