لا يلزم أن يكون الكاتب شيخا ولا مصلحا اجتماعيا ولا عالما نفسيا حتى يتحدث عن عقوق الوالدين، ولكن مَنْ يعيش في المجتمع ويسمع من قصص الجفاء والعقوق ما تتفطر له القلوب لا بد أن يتفاعل معها كما يتفاعل مع مواضيع الساعة في مجتمعه سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو فنية أو رياضية ويفرد لها مقالا أو أكثر، فلا أعتقد أن هناك أخطر ولا أهم من مواضيع التفكك الأسري والجفاء والقطيعة بين الأهل والأقارب وأكثرها ألما وكمدا ما يحدث من عقوق الأبناء.
ولما لعشر ذي الحجة من فضل كما ورد في الحديث، الذي رواه الإمام أبو داود عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ....فقالوا ولا الجهاد في سبيل الله فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجل خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيء» كان لا بد من طرح موضوع العقوق عل وعسى.
وكل مصيبة ونكران وكل جفاء وخصومة مهما كانت قاسية على النفس تهون أمام عقوق الأم بالذات... فالأم ملاك يمشي على الأرض وتتمتع بخمس خصال دون غيرها من البشر:
الخاصية الأولى (الحب قبل أن ترى) وهذا العشق يحدث مع الأم فقط، التي تعيش قصة الحب مع أول أيام الحمل رغم رحلة العناء مع الوحام وتقلباته، الذي جعلها تحب ما كانت تكره أو تكره ما كانت تحب، تبقى عندها كل الحب!.
الخاصية الثانية (التناقض الإيجابي) عادة مفردة تناقض سلبية ولكنها مع الملاك الإنساني الأم إيجابية، ففي ساعة الولادة، التي لم يفصل بين الموت والحياة في ساعات المخاض سوى ثوانٍ معدودة، ولكن ما أن تسمع الأم المنهكة صراخ المولود حتى تنسى ذلك الألم وتكسوها أجمل ابتسامة ويا له من تناقض لكنه مؤثر وإيجابي..
الخاصية الثالثة، (المشاركة الخارقة) نحن نعلم أهمية مشاركة مَنْ نحب أفراحهم وأتراحهم ولكن لا نستطيع ذلك ما لم نسمع أو نشاهد ما يدل على ذلك، الأم غير إذ تشعر عندما يحدث مكروه لأبنائها حتى لو كانت بعيدة عنهم وتعيش في قارة أخرى تشعر في نفس اللحظة بما يحدث لهم.. يا له من قلب. مثال أن تكون الأم في جلسة عائلية يعمها الفرح وفجأة ينقبض قلبها.. وعند ملاحظة مَنْ حولها تقول لهم أشعر بأن ابني يعاني من أمر ما (اللهم اجعله خير)، يكتشفون في اليوم التالي بأنها كانت محقة.. وهذا الشعور الخارق يختص به قلوب الأمهات!!
الخاصية الرابعة (العطاء بلا حدود) طبيعي أن تقوم الحياة على مبدأ الأخذ والعطاء، فرجل الأعمال والموظف وغيرهم يفكرون في الأخذ والعطاء والأهم الأخذ والأرباح والفوائد والعوائد، بل حتى عملية التنفس التي لا نستطيع الحياة بدونها تقوم على الأخذ والعطاء بينما لا يوجد في قاموس الأمهات سوى العطاء!!
الخاصية الخامسة (مقياس ريختر)، لقد استطاع العلم أن يقيس درجات الحرارة مهما زادت أو نقصت واستطاع أن يقيس أعماق البحار والمرتفعات، وكذلك جميع الأوزان صنع لها مقاسات، حتى إذا اهتزت الأرض، التي تحوي جميع الأمهات الأحياء منهن والأموات، هناك جهاز ريختر يستطيع أن يقيس درجة الاهتزاز، ولكن لن يستطيع العلم أن ياتي بمقياس قلب الأم ودرجة العطاء وعمق المحبة والتضحية!
أخيرا يا مَنْ عققت والديك خاصة أمك، هل تعود لها لتكسب رضا الله ثم رضاها، وإن لم تفعل، سيقوم أبناؤك بسداد فواتير كل ما قدمت..
Saleh_hunaitem@
ولما لعشر ذي الحجة من فضل كما ورد في الحديث، الذي رواه الإمام أبو داود عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ....فقالوا ولا الجهاد في سبيل الله فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجل خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيء» كان لا بد من طرح موضوع العقوق عل وعسى.
وكل مصيبة ونكران وكل جفاء وخصومة مهما كانت قاسية على النفس تهون أمام عقوق الأم بالذات... فالأم ملاك يمشي على الأرض وتتمتع بخمس خصال دون غيرها من البشر:
الخاصية الأولى (الحب قبل أن ترى) وهذا العشق يحدث مع الأم فقط، التي تعيش قصة الحب مع أول أيام الحمل رغم رحلة العناء مع الوحام وتقلباته، الذي جعلها تحب ما كانت تكره أو تكره ما كانت تحب، تبقى عندها كل الحب!.
الخاصية الثانية (التناقض الإيجابي) عادة مفردة تناقض سلبية ولكنها مع الملاك الإنساني الأم إيجابية، ففي ساعة الولادة، التي لم يفصل بين الموت والحياة في ساعات المخاض سوى ثوانٍ معدودة، ولكن ما أن تسمع الأم المنهكة صراخ المولود حتى تنسى ذلك الألم وتكسوها أجمل ابتسامة ويا له من تناقض لكنه مؤثر وإيجابي..
الخاصية الثالثة، (المشاركة الخارقة) نحن نعلم أهمية مشاركة مَنْ نحب أفراحهم وأتراحهم ولكن لا نستطيع ذلك ما لم نسمع أو نشاهد ما يدل على ذلك، الأم غير إذ تشعر عندما يحدث مكروه لأبنائها حتى لو كانت بعيدة عنهم وتعيش في قارة أخرى تشعر في نفس اللحظة بما يحدث لهم.. يا له من قلب. مثال أن تكون الأم في جلسة عائلية يعمها الفرح وفجأة ينقبض قلبها.. وعند ملاحظة مَنْ حولها تقول لهم أشعر بأن ابني يعاني من أمر ما (اللهم اجعله خير)، يكتشفون في اليوم التالي بأنها كانت محقة.. وهذا الشعور الخارق يختص به قلوب الأمهات!!
الخاصية الرابعة (العطاء بلا حدود) طبيعي أن تقوم الحياة على مبدأ الأخذ والعطاء، فرجل الأعمال والموظف وغيرهم يفكرون في الأخذ والعطاء والأهم الأخذ والأرباح والفوائد والعوائد، بل حتى عملية التنفس التي لا نستطيع الحياة بدونها تقوم على الأخذ والعطاء بينما لا يوجد في قاموس الأمهات سوى العطاء!!
الخاصية الخامسة (مقياس ريختر)، لقد استطاع العلم أن يقيس درجات الحرارة مهما زادت أو نقصت واستطاع أن يقيس أعماق البحار والمرتفعات، وكذلك جميع الأوزان صنع لها مقاسات، حتى إذا اهتزت الأرض، التي تحوي جميع الأمهات الأحياء منهن والأموات، هناك جهاز ريختر يستطيع أن يقيس درجة الاهتزاز، ولكن لن يستطيع العلم أن ياتي بمقياس قلب الأم ودرجة العطاء وعمق المحبة والتضحية!
أخيرا يا مَنْ عققت والديك خاصة أمك، هل تعود لها لتكسب رضا الله ثم رضاها، وإن لم تفعل، سيقوم أبناؤك بسداد فواتير كل ما قدمت..
Saleh_hunaitem@