عبدالرحمن المرشد

رقم كبير جدا لأعداد المخالفين لنظام الإقامة والعمل وأمن الحدود الذين تم ضبطهم خلال ثلاث سنوات ونصف السنة يشير إلى ضرورة تفعيل الجانب التوعوي لدى المواطن واستشعاره بأهمية الحفاظ على مكتسبات الوطن ووحدته وأمنه التي تهددها تلك العمالة التي تعيث فسادا وإجراما داخل البلد بحكم أنها عمالة متخلفة لا يوجد لديها سجل أو مواقع يمكن الاستدلال عليها في حال البحث عنهم، ومما يزيد من خطورة تلك العمالة شعورهم الداخلي أنهم غير مراقبين ولا يمكن الوصول إليهم بسبب عدم وجود سجلات لدى الجهات الرقابية على شخصياتهم كأنك تبحث عن سراب مما يعزز النزعة الإجرامية لدى هؤلاء وارتكاب المخالفات المتعددة ومن ثم الهرب.

الخبر الذي تم نشره مؤخرا في الصحف يشير إلى أن عدد المخالفين الذين تم ضبطهم خلال ثلاث سنوات ونصف السنة في الحملات الميدانية الأمنية المشتركة في مناطق المملكة كافة أكثر من خمسة ملايين وستمائة ألف مخالف سواء لنظام الإقامة أو نظام العمل أو نظام أمن الحدود، بالتأكيد رقم مخيف جدا عندما نعلم أن بين ظهرانينا ملايين البؤر المعرضة للانفجار في أي لحظة بحكم أننا لا نستطيع التحكم بها بل لا نعلم متى تنفجر لأن ميزان الضبط ليس في أيدينا بسبب اختفائها عن أنظارنا.

التعامل مع تلك العمالة بالتأكيد يسبب أضرارا أمنية واقتصادية ويعزز التستر التجاري بكافة أشكاله، عندما نتحدث عن الأضرار الأمنية لا يخفى على أحد أن العامل المتخلف تزداد النزعة الإجرامية لديه عندما يشعر أنه خارج الرقابة ويبدأ في الضرب بالأنظمة عرض الحائط وارتكاب الجرائم المختلفة دون وجل لأنه خارج المجهر، أما الأضرار الاقتصادية فكثيرة ومنها: تحويل الأموال بطرق غير نظامية وتهريب وتسويق البضائع ذات الجودة الرديئة، أما التستر التجاري فتشير التقديرات إلى أن حجمه في قطاعات التجارة والأعمال في السعودية 300 مليار ريال سنويا خلاف مضاره الكثيرة ولعل من أهمها ما يضر المواطن نظير حصوله على خدمات ضعيفة وبجودة متدنية أو من خلال استهلاكه لمنتجات فاسدة تدمر صحته.

تغليظ العقوبات ضروري جدا بسبب تهاون بعض ضعاف النفوس من المواطنين في نقل وإيواء الوافدين المخالفين.. وأتمنى إضافة التشهير وتكريس الجانب التوعوي من خلال الإعلام التقليدي أو وسائل التواصل.

جهود كبيرة للجهات الأمنية في ضبط المخالفين ويتبقى دور المواطن لنصبح سدا منيعا في وجه أعداء الوطن.

@almarshad_1