كلمة اليوم

* نعيش يوم عيد الأضحى في هذه البلاد المباركة، وقد مَنَّ الله على الجميع ببلوغه، وعلى من قُدِّر له من المسلمين أداء فريضة الحج، فالجميع من حجاج ومسلمين ينعمون أيضًا ببلوغ مراحل مطمئنة من السيطرة على جائحة كورونا المستجد، بفضل الجهود المستديمة لحكومة المملكة العربية السعودية، منذ بدأت هذه الأزمة غير المسبوقة في التاريخ الحديث، والتي بذلت الدولة كافة التضحيات اللا محدودة في سبيل حماية النفس البشرية، المواطن والمقيم والزائر على حدٍّ سواء، من هذا الفيروس، فذلك كان ولا يزال أولوية قصوى فوق كل اعتبار في خطط وإستراتيجيات الدولة، وتحقيقًا لتعاليم الدين الحنيف والشريعة السمحة التي تنطلق منها ركائز التخطيط ورؤية التدبير منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر الميمون.

* المراحل الحالية من خطط أمن الحج، والصور التي بيَّنت تلك الاستعدادات الفائقة لقوات أمن الحج خلال تنفيذ مهامها للمحافظة على أمن وسلامة ضيوف الرحمن، منذ لحظة وصولهم، وكذلك تنقّلهم بين المشاعر، تأتي كأطر ترسم ملامح المشهد المتكامل من جهود الدولة في خدمة حجاج بيت الله تحديدًا والحرمين الشريفين، ومَن قصدهما حاجًا أو معتمرًا أو زائرًا على وجه العموم، وكيف أن هذه الجهود تستشرف مختلف التحديات مهما بلغت، وكيفما تبلورت، ولعل ما يُرصَد من نجاح ويُسر وسلامة وأمن وعافية بين حجاج بيت الله، رغم جائحة كورونا التي أثرت على دورة الحياة الطبيعية العالمية، دلالة أخرى على ذلك.

* دون شك أن مشاعر الفرح التي تعمُّ المملكة العربية السعودية، واحتفاء الجميع بعيد الأضحى المبارك، تأتي تعظيمًا لشعائر الله، ولكن الدين أيضًا أوصى بالوقاية من الوباء، وكل داء.. فالالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية والمبادرة بأخذ اللقاح الذي وفّرته الدولة للجميع وبالمجان، مسؤولية المجتمع المشتركة (خاصة بعد ما أثبتته الدراسات والأبحاث العلمية المعتبرة من أن تلقي جرعتين من اللقاح كفيل ــ بإذن الله ــ بالحماية من مضاعفات متحورات الفيروس)، فذلك هو سلاح المرحلة للحفاظ على المكتسبات وبلوغ بر الأمان بإذن الله.