د. لمياء عبدالمحسن البراهيم

يتزامن موعد مقالي الأسبوعي مع مناسبة عيد الأضحى المبارك لعام 1442 من الهجرة، التي نتشرف فيها برفع أسمى آيات التهاني لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وسيدي سمو ولي العهد الأمين ولصاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه حفظهم الله، وللأسرة الحاكمة، والشعب السعودي والأمة الإسلامية جمعاء داعين الله أن يمن عليهم وعلينا بالخير واليمن والبركات.

ولأن الأعياد هي مناسبات ترتبط بالإجازات والتجمعات التي تحمل في ثناياها السعادة والفرح، وتستوجب الحذر في جائحة كورونا حفاظا على المكتسبات التي تحققت بسبب تعميم اللقاحات، والاستمرار في الإجراءات الاحترازية، ومحاولة للوقاية من الفيروسات المتحورة التي تتميز بسرعة انتشارها ونخشى أن تصل لمرحلة مقاومة للقاحات في حال تأخير الحصول على اللقاح.

في التجمعات الكبيرة كالحج والعمرة والاحتفالات والمهرجانات فطب الحشود Mass Gathering Medicine وهو فرع طبي يعنى باستكشاف الآثار والمخاطر الصحية للحشود والتجمعات الجماهيرية ووضع الإستراتيجيات التي تسهم بشكل إيجابي في تقديم خدمات صحية فعالة لتجنب الإصابات والأمراض وعليه نلامس كثيرا من الإجراءات التي تهدف إلى تقليل العدوى برعاية مؤسسية نحمد الله تعالى على اهتمام وطننا الغالي بتطبيقها لحماية شعبها وسكان هذه المعمورة.

وتكمن المشكلة في التجمعات العائلية والخاصة ومدى الاحتياطات المطبقة فيها ونسبة التحصين في هذه التجمعات.

في 23 يونيو من عام 2021، أعلنت الصحة السعودية تغطية برنامج التحصين 70% من السكان البالغين في المملكة بالجرعة الأولى على الأقل، حيث تسعى الصحة لتوفير التغطية لأكبر شريحة ممكنة من السكان خلال الفترة القليلة القادمة.

في ظل تقنين فرص السفر بسبب انتشار الوباء وضرورة الحصول على جرعتين من اللقاح، وكذلك اختلاف الأجواء بين المناطق في السعودية، تتكشف ضرورة مراعاة اختلاف الأساليب الوقائية للحماية من كورونا وكذلك الالتزام بالاحتياطات الصحية.

فهناك فرق في مستوى الخطورة للتجمعات بين مناطق المملكة بسبب طبيعة الجو والعادات الاجتماعية من حيث التجمعات ومدى التقارب الجسدي في الفلكلور الشعبي وولائم العيد والمعايدة في أماكن مفتوحة أو مغلقة وكذلك في مستوى الوعي والإدراك والنظافة والصحة العامة بين الأشخاص.

فالتجمعات في مناطق مفتوحة بسبب الجو العليل تختلف عن التجمع في غرف مغلقة وقليلة التهوية ومكتظة بالحضور لفترة طويلة.

لهذا من الضرورة التنبيه على الالتزام بالإجراءات الوقائية بشكل عام وتخصيص الإجراءات بشكل خاص، من ذلك أخذ اللقاح إلا لمن يستثنى من ذلك لأسباب صحية وجيهة أو عمرية، وتقنين عدد الحضور في المناسبات بما يحقق التباعد الجسدي بمسافة متر على الأقل لمن لا يسكنون في منزل واحد أو يتعاملون بشكل مباشر، والاهتمام بتطهير الأيدي باستمرار سواء أكان باستخدام الماء والصابون أو مطهرات الأيدي والتأكد من ذلك قبل ملامسة الوجه، واستخدام المناديل النظيفة عند العطاس أو البدائل مثل الذراع في حال عدم وجود مناديل حينها، ومراعاة تجنب التقارب الجسدي المباشرالذي قد يتلاقى فيه النفس مع كبار السن والمعرضين لمضاعفات صحية بحال الإصابة بفيروس كورونا، وتذكر أن الأطفال قد يحملون الفيروس بأعراض خفيفة أو بدون أعراض وينقلونه لغيرهم، والاعتذار عن حضور المناسبات بحال أحس الشخص بوعكة صحية أو كان مخالطا أو مصابا بكورونا أو أي مرض معد.

حتى تستمر فرحة وليمة العيد فاستمر بالتزامك بالاحتياطات الوقائية لأن جائحة كورونا لم تنته حتى الآن.

DrLalibrahim@