انتهى العيد ولم يتبق منه إلا مجسمات مختلفة الأحجام والأشكال لخروف العيد ذلك المجسم الجماد الذي أصبح رمزا لعيد الأضحى المبارك وفرضا واجبا لا يتم العيد إلا به كما أصبح الهلال والفانوس رمز رمضان، والحقيقة أن هذه الظاهرة إن صح التعبير يدركها المتسوقون في الفترة التي تسبق تلك المناسبات الدينية، فالمخابز حولت معظم منتجاتها لمجسم خروف وكذلك محلات الكماليات التي صنعت من مجسم الخروف أشكالا وألوانا وأحجاما وامتلأت البيوت بهذا الرمز.
وإن كانت الأضحية شعيرة من شعائر الله تعالى يوم الحج الأكبر وكائنا حقيقيا محببا في بيوت الناس يتباهون به كلما كبر حجمه يريقون به الدم تعبدا لله تعالى وتقربا إليه في مشهد تعبدي يوصل رسالة لكافة الأسرة بحقيقة هذا العمل فهو ليس لحما يطبخ ويؤكل فقط لكنه أعمق من ذلك.
وفي عصر التطبيقات التي سهلت وقربت كل شيء لم نعد نستشعر تلك المشاهد الجمالية التي أكسبتنا ذكريات جميلة لا ننساها وطفولة ذات طعم ومذاق خاص حرم منه هذا الجيل الذي يعد الأوفر حظا، منهم من يرى الكيس الأسود داخل المطبخ وبداخله اللحم متسائلا هل هي ضمن «مقاضي» البيت المعتاد !
في الماضي كانت البيوت صغيرة لكنها كانت تتسع لذلك الضيف مربوطا في أفنيتها الصغيرة يداعبه الأطفال ويسمرون معه حتى يأتي الموعد المنتظر ويتحلقون حوله يساهمون ويساعدون الكبار في تذكيته وكأني أرى ذلك المشهد الممتلئ جدا واجتهادا ومتعة، فلم يكن ذلك المشهد رغم قساوته مؤثرا سلبا على نفسيات الصغار ولم «يسطو» على براءتهم فلم نسمع عن جريمة قلد فيها طفل ذبح الخروف كما نسمع اليوم من تقليد جرائم الألعاب الإلكترونية والأفلام الموجهة للطفل والتي تمتلئ رعبا وخوفا وجريمة وانتحارا. إن مشهد الأضحية كان أقسى مشهد يشاهده الأطفال في ذلك الزمان واقتصر تقليد هذا المشهد على أي جماد في البيت «يسدحونه» ويجرون عليه يدهم ! وهم يذكرون الله !
وأنا استمع لأحد علماء النفس وهو يحلل شخصية الطفل ويدعو لعدم تعريضه لتلك المشاهد جال في خاطري مشاهدنا وتساءلت هل انعدمت مشاعرنا حين تجلدت واستمتعت بذلك المنظر دون سابق تهيئة !! أم أن مشاعر طفل اليوم وصحته النفسية خارت فأصبح لا يقوى عليها بينما قويت لمشاهد الرعب الإلكترونية بل كان أحد أبطالها فغالب ألعاب «البلاي ستيشن» تعتمد على القتل للوصول لأعلى المستويات فيها، أم أن علماء النفس بالغوا في دراساتهم حتى رسخت صورة ذهنية مغايرة لحقيقة الطفل الذي لو أوصلت له رسالة الأضحية وتكرر عليه مشهدها لانتظرها كل عام بفارغ الصبر ولكانت أحد طقوس العيد المنتظرة وكان مشهدها هو أبسط مشاهد العنف التي تمر عليه في عالمه الحقيقي مقارنة بما يراه ويشارك فيه في عالمه الافتراضي، أم أن مشائخنا بالغوا في فتاواهم حتى صرفوا الناس عن تطبيق هذه السنة ! أم أن متداولي رسائل منصات التواصل لم ينشروا سوى مقاطع الأطفال الخائفين دون مشاهد المرح والاستمتاع!!
وحتى لا أخترق عالم المتخصصين فقط أقول إن الطفل الذي يعاني «خلقة» من اعتلال نفسي جنبوه كل شيء لأنه سيفسد عليكم كل شيء وسينشأ على الخوف والتوجس من كل شيء وربما تكونون أنتم الآباء زرعتم هذا السلوك ورميتم بلاءكم على الخروف المسكين !! ولا تمنعوا متعة خروف العيد عن الأطفال الأسوياء فضلا عن متعة الكبار وتعلموا الذبح والسلخ والتقطيع من أجلهم ومن أجل إحياء الشعائر الجميلة !
@ghannia
وإن كانت الأضحية شعيرة من شعائر الله تعالى يوم الحج الأكبر وكائنا حقيقيا محببا في بيوت الناس يتباهون به كلما كبر حجمه يريقون به الدم تعبدا لله تعالى وتقربا إليه في مشهد تعبدي يوصل رسالة لكافة الأسرة بحقيقة هذا العمل فهو ليس لحما يطبخ ويؤكل فقط لكنه أعمق من ذلك.
وفي عصر التطبيقات التي سهلت وقربت كل شيء لم نعد نستشعر تلك المشاهد الجمالية التي أكسبتنا ذكريات جميلة لا ننساها وطفولة ذات طعم ومذاق خاص حرم منه هذا الجيل الذي يعد الأوفر حظا، منهم من يرى الكيس الأسود داخل المطبخ وبداخله اللحم متسائلا هل هي ضمن «مقاضي» البيت المعتاد !
في الماضي كانت البيوت صغيرة لكنها كانت تتسع لذلك الضيف مربوطا في أفنيتها الصغيرة يداعبه الأطفال ويسمرون معه حتى يأتي الموعد المنتظر ويتحلقون حوله يساهمون ويساعدون الكبار في تذكيته وكأني أرى ذلك المشهد الممتلئ جدا واجتهادا ومتعة، فلم يكن ذلك المشهد رغم قساوته مؤثرا سلبا على نفسيات الصغار ولم «يسطو» على براءتهم فلم نسمع عن جريمة قلد فيها طفل ذبح الخروف كما نسمع اليوم من تقليد جرائم الألعاب الإلكترونية والأفلام الموجهة للطفل والتي تمتلئ رعبا وخوفا وجريمة وانتحارا. إن مشهد الأضحية كان أقسى مشهد يشاهده الأطفال في ذلك الزمان واقتصر تقليد هذا المشهد على أي جماد في البيت «يسدحونه» ويجرون عليه يدهم ! وهم يذكرون الله !
وأنا استمع لأحد علماء النفس وهو يحلل شخصية الطفل ويدعو لعدم تعريضه لتلك المشاهد جال في خاطري مشاهدنا وتساءلت هل انعدمت مشاعرنا حين تجلدت واستمتعت بذلك المنظر دون سابق تهيئة !! أم أن مشاعر طفل اليوم وصحته النفسية خارت فأصبح لا يقوى عليها بينما قويت لمشاهد الرعب الإلكترونية بل كان أحد أبطالها فغالب ألعاب «البلاي ستيشن» تعتمد على القتل للوصول لأعلى المستويات فيها، أم أن علماء النفس بالغوا في دراساتهم حتى رسخت صورة ذهنية مغايرة لحقيقة الطفل الذي لو أوصلت له رسالة الأضحية وتكرر عليه مشهدها لانتظرها كل عام بفارغ الصبر ولكانت أحد طقوس العيد المنتظرة وكان مشهدها هو أبسط مشاهد العنف التي تمر عليه في عالمه الحقيقي مقارنة بما يراه ويشارك فيه في عالمه الافتراضي، أم أن مشائخنا بالغوا في فتاواهم حتى صرفوا الناس عن تطبيق هذه السنة ! أم أن متداولي رسائل منصات التواصل لم ينشروا سوى مقاطع الأطفال الخائفين دون مشاهد المرح والاستمتاع!!
وحتى لا أخترق عالم المتخصصين فقط أقول إن الطفل الذي يعاني «خلقة» من اعتلال نفسي جنبوه كل شيء لأنه سيفسد عليكم كل شيء وسينشأ على الخوف والتوجس من كل شيء وربما تكونون أنتم الآباء زرعتم هذا السلوك ورميتم بلاءكم على الخروف المسكين !! ولا تمنعوا متعة خروف العيد عن الأطفال الأسوياء فضلا عن متعة الكبار وتعلموا الذبح والسلخ والتقطيع من أجلهم ومن أجل إحياء الشعائر الجميلة !
@ghannia