عندما يموت الكبار تموت أشياؤهم!!
ماتت أمي رحمها الله فانتحرت نخلتها، التي زرعتها في (فِناء) المنزل وكأنما مالت إلى (الفَناء) حزنا عليها!!
زرعتها نواة وظلت تحميها وتربيها يوما إثر يوم حتى طالت وكبرت وأنتجت، كسيدة عشقت الطين والنبتة وخافت عليها من الريح!!
كنا نشعر وكأنما نخلتنا تدمع بعد وفاة أمنا.
كانت النخلة تموت شيئا فشيئا حتى ودعت الحياة.
••• «الأشجار تموت واقفة»، وهي كائن حي يتنفس ويتكاثر ويتحرك، ونخلة أمي انتهت حياتها وقوفا، وكأنها تعلن نهايتها أسى وكمدا على الرحيل المر.
••• عائلة مات والدهم، فتوالى الموت فيهم: تجارتهم، تكاتفهم، و... كل شيء.
خطوات التراجع كانت متسارعة حتى توقفت نبضات الحياة في كل أوصالهم برغم تدخلات الخيرين لإعادة الدماء إلى شرايين ما فقدوه.
ذهبت مشاريعهم التجارية مع... العاصفة!!
••• أحد المطاعم في الخبر، الذي كنا نتردد عليه أغلق أبوابه فجأة، وعندما سألنا عن السبب. بطل العجب.
قالوا لنا إن المالك انتقل إلى رحمة ربه فانتقل المطعم إلى الاختفاء.
هذه أمثلة على موت الأشياء بعد موت أصحابها، وكأنها لا تتحمل الفراق فترحل معهم.
ليست الأشياء هي التي تموت فقط، بل يتداعى الحزين على موت الكبير حتى يودع قبرا!!
تتجمع الأمراض على الأحياء، ويبقون في دائرته بعد شعورهم بالحزن.
كل منا أحس بلوعة الفراق واكتوى بناره ولفه غباره... كل منا ازداد ألما بغم وتوالت الأحزان في حياته.
لا يوجد مَنْ لم يذق طعم الفراق... لا يوجد مَنْ لم تكويه نيران الأشواق.
لا بد ألا نستسلم للحزن، بل نجعل منه انطلاقة لتفاؤل أكبر حتى ننعم بالسعادة.
••• الحزن قاسٍ والفقد مؤلم إلا أنه يجب ألا يسيطر على حياتنا ثم ينهيها أو يجعل الحياة كئيبة.
تجاوز الألم مطلوب لحياة أفضل، ونحن قادرون على ذلك، فلماذا لا نسير في هذا الطريق... طريق التفاؤل وقذف الحزن وراء ظهورنا.
وكما يقولون: «قد يختلف أسلوب الحياة من شخص إلى آخر تبعا للظروف والوعي الثقافي والفكري ومدى قدرة هذا الشخص على تحمل المسؤوليات والتحديات، وتطوير الظروف وصنع السعادة الذاتية، وتكمن السعادة الذاتية في مدى تأثير الطاقة الإيجابية على الفرد».
ولذلك فالموت -حتى لو كان نهاية- لا بد أن يكون بداية من نوع آخر واستهلالا لمشاريع أخرى تنقل المرء من حالة الجمود إلى سبيل الإيجابية.
وإذا اندمجت الإيجابية مع التفاؤل تحسنت حياة الناس، وأصبحت أفضل دون منغصات.
••• نهاية
الموت... ليس نهاية العالم.
@karimalfaleh
ماتت أمي رحمها الله فانتحرت نخلتها، التي زرعتها في (فِناء) المنزل وكأنما مالت إلى (الفَناء) حزنا عليها!!
زرعتها نواة وظلت تحميها وتربيها يوما إثر يوم حتى طالت وكبرت وأنتجت، كسيدة عشقت الطين والنبتة وخافت عليها من الريح!!
كنا نشعر وكأنما نخلتنا تدمع بعد وفاة أمنا.
كانت النخلة تموت شيئا فشيئا حتى ودعت الحياة.
••• «الأشجار تموت واقفة»، وهي كائن حي يتنفس ويتكاثر ويتحرك، ونخلة أمي انتهت حياتها وقوفا، وكأنها تعلن نهايتها أسى وكمدا على الرحيل المر.
••• عائلة مات والدهم، فتوالى الموت فيهم: تجارتهم، تكاتفهم، و... كل شيء.
خطوات التراجع كانت متسارعة حتى توقفت نبضات الحياة في كل أوصالهم برغم تدخلات الخيرين لإعادة الدماء إلى شرايين ما فقدوه.
ذهبت مشاريعهم التجارية مع... العاصفة!!
••• أحد المطاعم في الخبر، الذي كنا نتردد عليه أغلق أبوابه فجأة، وعندما سألنا عن السبب. بطل العجب.
قالوا لنا إن المالك انتقل إلى رحمة ربه فانتقل المطعم إلى الاختفاء.
هذه أمثلة على موت الأشياء بعد موت أصحابها، وكأنها لا تتحمل الفراق فترحل معهم.
ليست الأشياء هي التي تموت فقط، بل يتداعى الحزين على موت الكبير حتى يودع قبرا!!
تتجمع الأمراض على الأحياء، ويبقون في دائرته بعد شعورهم بالحزن.
كل منا أحس بلوعة الفراق واكتوى بناره ولفه غباره... كل منا ازداد ألما بغم وتوالت الأحزان في حياته.
لا يوجد مَنْ لم يذق طعم الفراق... لا يوجد مَنْ لم تكويه نيران الأشواق.
لا بد ألا نستسلم للحزن، بل نجعل منه انطلاقة لتفاؤل أكبر حتى ننعم بالسعادة.
••• الحزن قاسٍ والفقد مؤلم إلا أنه يجب ألا يسيطر على حياتنا ثم ينهيها أو يجعل الحياة كئيبة.
تجاوز الألم مطلوب لحياة أفضل، ونحن قادرون على ذلك، فلماذا لا نسير في هذا الطريق... طريق التفاؤل وقذف الحزن وراء ظهورنا.
وكما يقولون: «قد يختلف أسلوب الحياة من شخص إلى آخر تبعا للظروف والوعي الثقافي والفكري ومدى قدرة هذا الشخص على تحمل المسؤوليات والتحديات، وتطوير الظروف وصنع السعادة الذاتية، وتكمن السعادة الذاتية في مدى تأثير الطاقة الإيجابية على الفرد».
ولذلك فالموت -حتى لو كان نهاية- لا بد أن يكون بداية من نوع آخر واستهلالا لمشاريع أخرى تنقل المرء من حالة الجمود إلى سبيل الإيجابية.
وإذا اندمجت الإيجابية مع التفاؤل تحسنت حياة الناس، وأصبحت أفضل دون منغصات.
••• نهاية
الموت... ليس نهاية العالم.
@karimalfaleh