يظن البعض منا، أن الرجولة والقوامة، تنحصر في فرض الرأي والتسلط على الزوجة بحق أو بغير حق، وعلى إثر ذلك يرون أنه لا يحق للمرأة أن تناقش زوجها في أمر ما، بل عليها أن تسمع وتطيع وتنفذ الأوامر دون تردد، ويظنون كذلك أن تلطف الرجل مع أهله، يعد تنزيلًا من قدره وتقليلًا من مقامه، فأين نحن من وصية ربي العالمين وهدي سيد المرسلين ؟قال جل وعلا: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) يقول ابن كثيرٍ: (أَيْ طَيِّبُوا أَقْوَالَكُمْ لَهُنَّ، وَحَسِّنُوا أَفْعَالَكُمْ وَهَيْئَاتِكُمْ بِحَسَبِ قُدْرَتِكُمْ كَمَا تُحِبُّ ذَلِكَ مِنْهَا، فَافْعَلْ أَنْتَ بِهَا مِثْلَهُ). المرأة كأن بشري لها من الحقوق كما للرجل كذلك، قال عز من قائل: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، والنبي الكريم -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-، أوصانا كذلك بهن فقال: (استَوصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عندَكُم عَوانٍ ليسَ تملِكونَ منهنَّ شيئًا غيرَ ذلِكَ). والزوجة هي مسكن الرجل ومصدر راحته، لذا فإن إكرامها وحسن معاشرتها أمر مطلوب وهدي نبوي كريم، فقد كان -عليه الصلاة والسلام- يداعب أهله ويمازحهم ويضاحكهم وهو نبي الأمة وقائدها، فعن أم المؤمنين عائشةَ، -رضيَ اللَّهُ عنها وعن أبيها-، أنَّها كانَت معَ النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- في سفَرٍ، قالت: فسابقتُهُ فسبقتُهُ على رجليَّ، فلمَّا حَملتُ اللَّحمَ سابقتُهُ فسبقَني، فقالَ: هذِهِ بتلكَ السَّبقةِ، بل إنه -عليه الصلاة والسلام- تحمل نساءه وصبر عليهن ليعلمنا أن الحياة الزوجية لا تستمر على صفاءٍ دائم، بل قد يعتريها ما يعتريها، ويكدر صفوها بعض الهموم والمشاكل، والزوجة تتحمل عنا مهاما كثيرة، كتربية الأبناء ومراجعة دروسهم والاهتمام بالمنزل وتجهيز الطعام، بل وقد تكون فوق ذلك كله موظفة وعليها القيام بمهامها الوظيفية كذلك، فتعرضها لكل هذه الضغوط يجعلها أحياناً تتفوه بكلمات لا تقصدها ولا تعرف تبعاتها، لذا أوصانا -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ، أَوْ قالَ: غَيْرَهُ). قال الحافظ العراقي وأعلم أنه ليس حسنُ الخُلُقِ معها كفُّ الأذى عنها، بل احتمالُ الأذى منها، والحِلم عن طيشها وغضبها، اقتداءً برسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-؛ فقد كانت أزواجه تراجعنه الكلام. ختامًا، لقد خرجت نساؤنا من بيوتهن معززات ومكرمات وغاليات على أهليهن، ولا يعرف قدر هذا الأمر إلا مَنْ رزق بفتاة، وكتب الله لها الخروج لبيت زوجها، هنالك فقط، سيدرك أحدنا كم أن دمعة المرأة غالية وكم تحرق تلك الدموع قلوب آباء وأمهات، فالله الله فيمن أسترعنا الله، ولنعمل جاهدين على حفظ ودهن وتضحياتهن.
قال عثمان قدري:
هذه الدنيا متاعٌ خيرُها الزوجُ الوفيّةْ
مَنْ إذا ناديتُ لبّتْ تسرعُ الخطوَ رضيّةْ
بسمة الانسِ لَدَيها تجعلُ النفسَ هنيَّةْ
azmani21@
قال عثمان قدري:
هذه الدنيا متاعٌ خيرُها الزوجُ الوفيّةْ
مَنْ إذا ناديتُ لبّتْ تسرعُ الخطوَ رضيّةْ
بسمة الانسِ لَدَيها تجعلُ النفسَ هنيَّةْ
azmani21@