دلال عبدالله يوسف تكتب:

لو كنت أرد على كل انتقاد هدّام وحشرت أنفي في المشاجرات العقيمة وتعاركت مع مَنْ لا يعجبه طرحي البنّاء، ولو قللت من ثقل ذاتي بالرد على كل مَنْ هب ودب لأصبحت مثلهم تماماً سطحية وفارغة وتافهة لا أكثر، فأحياناً ستحتاج إلى الهدوء لإعادة ترتيب أولوياتك ثم أهدافك لتنهض من جديد، الدروب التي تقودنا إلى مستقبل مشرق بالأبدية التفوقية والتميّز تبدأ بخطوة النضال وعدم الاستسلام.

«الهدوء ما قبل العاصفة» يحمل في أساريره الكثير من الأسرار والحلول، التي تهدأ من ثوران مشاعرك وتحميك من التسرع والوقوع في الأخطاء الفادحة، ويمكنك إتقانها عند مواجهة العدو وحتى عندما تتعرض إلى ما يستفزك ويثير حفيظتك فمن خلال هدوئك تستطيع أن تشتت الطاقة السلبية بإيجابيتك مما سيحميك بالابتعاد قدر الإمكان عن أسلحة الضعفاء كالصوت العالي والتراشق بالألفاظ السيئة، التي توهمهم بانتصارهم المؤقت فلا تقع في هذا الفخ، استمتع بالهدوء الحكيم عند المواجهة والخوض في المعارك الجدالية، كن حليم الخلق وأنيقا بأخلاقك حتى مع خصومك ومَنْ لا يتفق معك، فالأخلاق وعمق الثقافة تُكشف عند التصادمات، أما الذكاء الاجتماعي والعاطفي فن يستر عيوب الفكر إلى حد ما.

القوة أن تصر على عدم الانسحاب، والشجاعة في مواجهة أخطائك فن لا يتقنه سوى الأذكياء الطامحين للأعلى والأسمى والأرقى لحياتهم، لذلك إما أن تصحح مساراتك أو تسلّم أمرك للفشل، تعلّم ألا تفعل الأشياء لمجرد أن تبهر الآخرين، أبهر نفسك بنفسك لنفسك أمام الجميع، والكاريزما المتفرّدة تحتاج إلى فكر مرن ولباقة وأخلاق عالية مهما اختلفت الموازين من حولك ويجب ألا تنسى أن الجمال الخارجي وحده لا يكفي، تأنق في رسم خطواتك لنيل التفوق ولا تستنسخ أحلام الآخرين لتعمّر طموحاتك، انظر إلى نفسك وأبعد مدى لها وتمعن فيها ثم كافح من أجل ما يليق بها، أن الطريق ما بين الطموحات وتحقيقها ليس كما يظنّه البعض خالياً من العقبات والخذلان، لا تكن أبداً مثل هؤلاء المُفلسين، الذين يبحثون عن محاولات للفت الانتباه ويربطون قيمتهم بقيمة أكسسواراتهم أو سياراتهم والكماليات الفاخرة، لذلك قبل أن تبذر مبالغ خيالية حتى تواكب الموضة احرص حرصاً شديداً على أناقة نواياك وروحك ولسانك قبل كل شيء، إنسانيتك وأخلاقك هما ثروتك الحقيقية الدائمة لك.

@DalalAlMasha3er