الأحساء الواحة الغنية بنخيلها وعيونها المُتدفقة، مدينتي التي تألقت مؤخراً إثر تميزها في مجالات مُتعددة. وكان لوسائل التواصل الاجتماعي الدور الكبير في رسم صور نمطية مختلفة لأحسائنا. ومن هنا أحببت أن أُركز على بعض الصور النمطية الشائعة، التي انتشرت عبر الوسائل المختلفة. على سبيل المثال، الصورة النمطية «اللغوية» أي اللهجة الأحسائية ذات الألحان المُخْتَلِفةِ، التي يعتمدها البعض ويعتقد بها البعض الآخر عن جهل. مساحة مدينة الأحساء تتضمن العديد من القرى المُتفرقة والأحياء المُخْتَلِفةِ، التي تحيط بها المزارع من عدة جهات، وهذا أحد عوامل وجود الألحان المتعددة للهجة واحدة.
وعلى المستوى العالمي، فإن تعدد اللهجات واختلاف تردد ألحانها في المجتمع الواحد يعتبر ظاهرة عامة -ربما- لا يميزها إلا مَنْ كان يهتم بعلم اللغويات والصوتيات. ومن أسباب تعدد ألحان اللهجة الأحسائية، تعدد الطبقات الاجتماعية المحلية على اختلاف أعراقها أو مذاهبها أو انتمائها والتداخل فيما بينها سواء عن طريق المُصاهرة أو التعارف وغيرها. وكذلك، فإن للثقافة والأدب دورا كبيرا في تغيير ألحان اللهجة الأحسائية، التي قد يصعب فهمها على الآخرين. فالكثير من الأدباء والعلماء والمثقفين الأحسائيين اجتهدوا في استخدام اللغة الأكاديمية لأسباب علمية ومعرفية ساعدت على إضافة لحن عام حتى يفهمه السامع، وذلك لنشر علومهم وثقافاتهم.
تعدد القرى وتنوع سُكانها المحليين ساعد على استمرار ثقافتهم المحلية سواء كانت تربوية أو لغوية أو سلوكية وغيرها. وبشكل عام فإن بعض القرى لم تتأثر كثيراً بالتطور العمراني، الذي يجلب -عادةً- معه الأجنبي الذي يساهم في عملية التحديث الثقافي لأي مجتمع كان. وبما أن مساحة الشهرة في مجتمعنا واسعة، فإن لبعض المشاهير الدور الكبير في تكوين صورة نمطية عن اللهجة الأحسائية للآخرين. في حين أن بعض من الأحسائيين يتحدثون باللهجة البيضاء، التي لا تنتمي إلى عرق أو مدينة معينة وتتميز بالوضوح بشكل عام.
ومن المُضحك أنني شخصياً لا أُميِّز ألحان لهجة مدينتي بالرغم من أني من سُكانها الأصليين. وفِي موقف طريف، كنت أتحدث مع موظف في أحد المطاعم السريعة وسألني عن مدينتي وتوسع النقاش حتى تعلمت منه بأن سُكَّان القرى تختلف لهجاتهم باختلاف قراهم. فاللهجة البيضاء هي الغالبة بالنسبة لي وهي الأسهل في التعبير على مسامع الآخرين.
وأخيراً، فإن لوسائل التواصل الاجتماعي وبعض المؤثرين الدور الكبير في إعطاء صور نمطية عن المجتمعات وثقافاتهم. لذلك، أتمنى أن نكون أكثر وعياً حتى في أبسط الأمور لأن الصور النمطية تساهم في تكوين انطباعات سلبية أو إيجابية إما على الفرد أو المجتمعات وثقافاتهم.
@FofKEDL
وعلى المستوى العالمي، فإن تعدد اللهجات واختلاف تردد ألحانها في المجتمع الواحد يعتبر ظاهرة عامة -ربما- لا يميزها إلا مَنْ كان يهتم بعلم اللغويات والصوتيات. ومن أسباب تعدد ألحان اللهجة الأحسائية، تعدد الطبقات الاجتماعية المحلية على اختلاف أعراقها أو مذاهبها أو انتمائها والتداخل فيما بينها سواء عن طريق المُصاهرة أو التعارف وغيرها. وكذلك، فإن للثقافة والأدب دورا كبيرا في تغيير ألحان اللهجة الأحسائية، التي قد يصعب فهمها على الآخرين. فالكثير من الأدباء والعلماء والمثقفين الأحسائيين اجتهدوا في استخدام اللغة الأكاديمية لأسباب علمية ومعرفية ساعدت على إضافة لحن عام حتى يفهمه السامع، وذلك لنشر علومهم وثقافاتهم.
تعدد القرى وتنوع سُكانها المحليين ساعد على استمرار ثقافتهم المحلية سواء كانت تربوية أو لغوية أو سلوكية وغيرها. وبشكل عام فإن بعض القرى لم تتأثر كثيراً بالتطور العمراني، الذي يجلب -عادةً- معه الأجنبي الذي يساهم في عملية التحديث الثقافي لأي مجتمع كان. وبما أن مساحة الشهرة في مجتمعنا واسعة، فإن لبعض المشاهير الدور الكبير في تكوين صورة نمطية عن اللهجة الأحسائية للآخرين. في حين أن بعض من الأحسائيين يتحدثون باللهجة البيضاء، التي لا تنتمي إلى عرق أو مدينة معينة وتتميز بالوضوح بشكل عام.
ومن المُضحك أنني شخصياً لا أُميِّز ألحان لهجة مدينتي بالرغم من أني من سُكانها الأصليين. وفِي موقف طريف، كنت أتحدث مع موظف في أحد المطاعم السريعة وسألني عن مدينتي وتوسع النقاش حتى تعلمت منه بأن سُكَّان القرى تختلف لهجاتهم باختلاف قراهم. فاللهجة البيضاء هي الغالبة بالنسبة لي وهي الأسهل في التعبير على مسامع الآخرين.
وأخيراً، فإن لوسائل التواصل الاجتماعي وبعض المؤثرين الدور الكبير في إعطاء صور نمطية عن المجتمعات وثقافاتهم. لذلك، أتمنى أن نكون أكثر وعياً حتى في أبسط الأمور لأن الصور النمطية تساهم في تكوين انطباعات سلبية أو إيجابية إما على الفرد أو المجتمعات وثقافاتهم.
@FofKEDL