بشاير الخالدي - الدمام

محاصرة من المدربين الرجال لقلة الكوادر النسائية

تتجه بعض الأندية النسائية لاستقطاب كوادر رجالية، نظير خبرتهم القديمة في مختلف الرياضات، وتدريب الفتيات وتخريج مدربات قادرات على شق طريقهن في رحلة التدريب، ويعتقد البعض أنه من الأفضل إعطاء الفرص للكوادر النسائية، وتفاوتت الآراء، ويقوم (الميدان الرياضي) برصد وجهات النظر المختلفة.

انتظار الدعم والفرصة

قالت مدربة التنس ريما بن عيدان: المرأة السعودية أثبتت جدارتها في قيادة المنشآت الرياضية، فهي بحاجة إلى دعمها وإعطائها الفرصة لتنافس، سواء في الإدارة أو مجال التدريب لتكتسب الخبرة لفهم احتياجات المجتمع، ليصبح ما تقدمه أكثر تميزًا وفعالية، تحديدًا الأنشطة الرياضية النسائية، وهنالك أمثلة كثيرة في مجتمعنا لسيدات أصبحن قادة ومشرفات للألعاب النسائية بكل جدارة ونجاح وإتقان، حيث يتميزن بالحرص على الإنجاز في الموعد المحدد.

وأضافت: قد واجهنا صعوبات لتحقيق أهدافنا من أجل تشجيع بنات وطننا الغالي، وبدعم من حكومتنا الرشيدة ووزير الرياضة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل آل سعود، فقد فتح لهن المجال وحققن إنجازات رائعة «ولله الحمد»، ونحن نفتخر بهن وهن قدوة للسيدات في المجال الرياضي.

افتقار مدرب حارسات

وذكر مدرب الحراس محمد الخلفان أن المدربين الرجال لديهم خبرة أكبر منذ زمن، كونها المدرب حينما كان لاعبًا بالنادي ولديه الخبرة الكافية في الأندية كلاعب ومرَّ عليه عدة مدربين محليين ودوليين، ومن ثمَّ تدرج في التدريب بأخذ دورات تخصصية ثم تطبيق ميداني، أما المدربة النسائية فلديها القدرة على قيادة المنظومة التدريبية بحكم وجود شهادات، لكن ينقصها العمل الميداني مع مدرب لديه خبرة لتكتسب خبرة لنفسها وتكوّن أسلوبها التدريبي، متى ما أعطيت الفرصة الكاملة سيكون للمدربة السعودية شأن كبير في الخليج والعالم العربي «بإذن الله».

وأضاف: اتخذت الخطوة هذه بناءً على أنه لا يوجد مدربو حراس مرمى نسائي، تحديت نفسي في هذا المجال وقلت لماذا لا أكون أنا السبّاق في هذا الأمر، وبدأ الأمر مع فريق شعلة الشرقية في مدينة الخبر كأول مدرب حراس مرمى نسائي بالمملكة، ولدي حارسة مرمى عملت على صقل موهبتها والوصول بها إلى الاحتراف، ألا وهي سارة الدوسري، أول حارسة مرمى تم اكتشافها، وبإذن الله ستصل إلى الاحتراف في الأيام القادمة، والآن بدأ البعض يخرج لتدريب الحراس النسائي كاجتهادات شخصية.

احتكار رجالي

وقال المدرب براك الجيعان: من وجهة نظري من الطبيعي جدًا الاستعانة بالمدربين؛ كون أغلب الرياضات كانت محتكرة من قِبل الرجال في الوطن العربي، ومارسوها واكتسبوا الخبرة فيها، بعكس بعض القادة النساء اللاتي تنقصهن الخبرة في المجال، لكن مع قرارات الاتحاد السعودي ومع تخريج أكثر من ثلاث دفعات مدربات معتمدات من الاتحاد السعودي والآسيوي، هنالك أمل «بإذن الله» أن في المستقبل سيكون الكادر نسائيًا بحتًا.تسريع تطوير الأداء

وقال غسان قواص الشريك المؤسس لنادي موج جدة النسائي: من المعروف أن تعزيز الحضور النسائي في المناصب القيادية أو تلك المرتبطة بعمليات اتخاذ القرار يمثل تحديًا لدى الجهات والمؤسسات، وتزيد صعوبة هذا التحدي في مجال الرياضة النسائية على المستويَين الدولي والمحلي، فمثلًا في ألمانيا تمثل السيدات العاملات في مناصب قيادية في المؤسسات الرياضية ما نسبته 16٪، وتوجد المدربات بنسبة 13٪، مع العلم بوجود أكثر من (10) ملايين امرأة يشاركن في الأندية الرياضية المحلية، وهو ما يمثل حوالي 40٪ من إجمالي الرياضيين المسجلين في الأندية الألمانية، حسب تقرير صادر في عام 2020 من منظمة Girls In Sport، وتعددت الأسباب لهذه النسب المنخفضة، وأهمها الاعتقاد بهيمنة الرجل على الرياضة، والعادات الاجتماعية لهذا السبب، وقد لجأ العديد من الدول الأوروبية لتبني مبدأ تحقيق المساواة بين الجنسين Gender Equality، بالإضافة إلى مبدأ تمكين المرأة Women Empowerment والذي سوف يؤثر بطريقة غير مباشرة في تعزيز الحضور النسائي بمجال الرياضة عند تطبيقه بمنهجية علمية، مما ينتج عنه توفير بيئة عمل تدعم السيدات الحاصلات على درجات علمية في الإدارة الرياضية أو الحاصلات على رخص وشهادات تدريب فني.

ويمكن القول إن الرياضة النسائية المحلية تواجه نفس الأسباب الموجودة في الدول الأوروبية، فتلجأ الأندية الرياضية النسائية أو بالأحرى السيدات المهتمات واللاعبات الهواة في الفترة الحالية للاستعانة بالعنصر الرجالي في مجال الإدارة والتدريب، بصفة مباشرة أو غير مباشرة؛ لتسريع عملية تطوير الأداء الفني والإداري والاستعداد للبطولات أو المشاركات المجتمعية التي أصبحت متوافرة في هذه الفترة. وهو ما يتم تطبيقه حاليًا مع فريق موج جدة النسائي لكرة القدم، حيث نقوم بتوفير الكفاءات النسائية للقيام بمهام التدريب والإدارة للاعبات، مع وجود دعم غير مباشر من العنصر الرجالي.

اللجوء لغير المتعارف

وذكرت مدربة الكروس فيت أمل باعطية تجربتها الشخصية قائلة: في بدايتي برياضة الكروس فيت قبل سبعة أو ثمانية أعوام، من جانب التدريب لجأت إلى مدربين أجانب رجال؛ كونها رياضة غير معروفة حينها في المملكة، أما في وقتنا الحالي نشاهد وجود مدربات في مختلف أندية المناطق.

وأضافت: هنالك رياضات معينة نلجأ فيها إلى مدرب في حال لم نجد مدربة محترفة، كرفع الأثقال الأولمبية، فلا توجد أي سيدة حتى الآن محترفة في هذه اللعبة، كذلك تسلق الصخور، فاللجوء يكون فقط عندما لا نجد سيدات في هذا المجال.