د. أحمد عبدالله الكويتي

يتعرض جميع البشر لاختبارات ومشكلات طوال حياتهم دون استثناء، ولكن ما يفرق شخصا عن آخر هو كيفية التعامل مع هذه المشكلات، والله سبحانه وتعالى خلقنا لغاية سامية وأهداف نبيلة، فأسع وراءها بكل ما أوتيت من قوة، وأعمل جاهدا لتخطي العديد من الصعوبات التي تواجهك على الطريق، لذا لا بد لكل شخص أن يجاهد نفسه ليحصل على أعلى المنازل فهي ليست بالأمر السهل، ولو أن النجاح سهل لنجح الجميع ولكن لا بد من التمحيص والاختبار والجهاد قال تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) وعلى قدر جهاد المسلم لنفسه على قدر ما يهديه الله إلى السبيل القويم الذي لا عوج فيه ولا أمتا.

ومن أصعب الجهاد هو محاولة تعديل سلوك الفرد (المنتج أو المستهلك) من سلوك سيئ إلى سلوك جيد. ومن الطرق التي لها تأثير مباشر على حياة الأفراد داخل المجتمعات (الجودة) ولهذا السبب كانت هناك العديد من الدراسات التربوية والاجتماعية حول مفهوم الجودة وأثرها على السلوك.

لقد طرحت العديد من التساؤلات حول كيف يمكن للجودة أن تؤثر على حياة الأفراد، وكيف يمكن لها أن تؤثر على الشخص وتعمل على التفاعل بينه وبين بيئته.

وتتضح الإجابة عن هذه التساؤلات حينما نعلم أن للجودة دورا كبيرا في تفعيل مجموعة من الأعمال والأداءات والأنشطة، والخبرات التي يتدرب عليها الفرد بطريقة منتظمة فتؤثر على حياته بشكل إيجابي حتى تدخل في أسلوب تفاعله مع الأشخاص، أو الأشياء من حوله، مما يجعله قادرا على إدراك ومعرفة الموقف الاجتماعي من خلال ما تعلمه واكتسبه في التفاعل مع الآخرين، وترجمته إلى سلوكيات تحقق له الاتصال والتفاعل بنجاح مع الآخرين، يؤدي إلى تحقيق الهدف الاجتماعي المنشود الذي يرضى عنه دون ترك آثار سلبية عند الآخرين.

ونستطيع القول إن إتقان الجودة والعمل عليها يجعل المرء أكثر قدرة على التفكير بطريقة إبداعية، ويكسبه العديد من المهارات أهمها التفكير بشكل صحيح وسرعة البديهة.

إن الأفراد الذين طبقوا الجودة كمنهج عمل في حياتهم عن طريق (التدريب والتطوير الذاتي) لديهم القدرة في التأثير على الآخرين، فهم يعملون بكل ما لديهم من قوة وجهد حتى يفيدوا الآخرين، فالجودة لا شك لها تأثير مباشر وإيجابي على الجميع.

ويكفي أن نبرهن على أن الأفراد الذين يطبقون الجودة تكون لديهم مهارات وأنشطة تجعلهم قادرين على تحقيق تفاعل اجتماعي إيجابي مع الآخرين أكثر من غيرهم، وتؤدي إلى تقييم الشخص نفسه (وكذلك تقييم الآخرين له).

إن من ليس لديهم سلوكيات جيدة لدى مجتمعاتهم هم أفراد يعيشون جودة حياة رديئة من الممكن أن تعكس هذه السلوكيات إلى مجتمعاتهم (نتيجة عدم شعوره بالمساواة) وذلك بمحاولة تغيير معايير ونظام المجتمع بأكمله، كالقيام بالسخط على المجتمعات التي تعيش فيها، أو القيام بالسرقة من مصادر المجتمع أو الأذى لأشخاص يظن بأنهم يعيشون أعلى جودة منه.

@Ahmedkuwaiti