مها العبدالعادي - الدمام

متورط بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.. ومكانه في قفص «الجنائية الدولية»

تسلم رئيس إيران المنتخب إبراهيم رئيسي مهامه أمس، وأعلن علي خامنئي تنصيبه في الحفل الثالث عشر لتنصيب رئيس جمهورية إيران، بعد انتخابات قاطعها الكثير من الشعب الإيراني والسياسيين ومنهم الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، وفي حين لا يزال اثنان من المرشحين الرئاسيين قيد الإقامة الجبرية في إيران منذ 12 عامًا، أدعى خامنئي أن نقل السلطة في إيران تم بهدوء وأمان، متجاهلاً احتجاجات الشعب على الانتخابات الشكلية الفاسدة.

وتأتي تصريحات خامنئي في الوقت الذي كانت فيه الانتخابات الرئاسية الأخيرة واحدة من الانتخابات الأكثر برودة والأقل منافسة في النظام الإيراني، التي قاطعها أكثر من نصف الإيرانيين، وفقا للأرقام الرسمية وحطمت الرقم القياسي للمقاطعة في إيران، ومن المقرر أن تقام مراسم أداء اليمين لرئيس الجمهورية في البرلمان الإيراني، يوم غد الخميس.

وقال مسؤولون إيرانيون إنه بالإضافة إلى القيود المفروضة على حركة المرور في أيام التنصيب وأداء اليمين، سيتم إغلاق مطاري طهران و«ألبرز» بعدة ساعات.

ويأتي تنصيب رئيسي في الوقت، الذي تشهد فيه إيران موجة مظاهرات واحتجاجات واسعة ضد النظام وحكومة الملالي، بدأت من إقليم الأحواز وتوسعت في باقي المناطق حتى وصلت للعاصمة طهران، وإلى أصفهان ومشهد والعديد من المناطق، وقوبلت بالقمع والإخماد عن طريق السلاح والاعتقالات بالآلاف والقتل.

تظاهرات عالمية

وخرج الإيرانيون أمس الثلاثاء في 15 مدينة حول العالم متظاهرين ومطالبين بمحاكمته للتورط في الجرائم ضد الإنسانية.

وطالب المتظاهرون في برلين من أمام مبنى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الحكومة الألمانية بالانضمام إلى دعوة منظمة العفو الدولية والممثل الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران لمحاكمة رئيسي، جزار مذبحة عام 1988.

وقال المتظاهرون: «نريد مقاطعة شاملة لنظام يكون رئيسه شخص مثل رئيسي مجرم ضد الإنسانية. ففي مقدمة برنامج أنشطة إبراهيم رئيسي تصعيد القمع داخل إيران وزيادة الإرهاب والتشدد في المنطقة»، وطالبوا الحكومة الألمانية بعدم الاعتراف بإبراهيم رئيسي رئيسًا للجمهورية، ومنعه من اكتساب الشرعية بإعلان منع رئيسي وأعضاء حكومته من دخول أوروبا.

وطالبت المعارضة الإيرانية في الخارج، المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الأوروبية، بمنع إبراهيم رئيسي من دخول الدول الأوروبية. كما طلبت من المجتمع الدولي والدول الأوروبية الاعتراف بمجزرة عام 1988، التي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف سجين سياسي، واعتبارها عملية إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية.

مؤكدين أن مكان إبراهيم رئيسي وخامنئي في قفص المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. إذ إنه يجب محاكمتهم على عمليات القتل الجماعي عام 1988، التي نجم عنها 30 ألف ضحية، إضافة إلى عمليات القمع الوحشي للانتفاضات الشعبية في نوفمبر 2019.

يذكر أنه في عام 1988، كان إبراهيم رئيسي عضوًا رئيسيًا في لجنة الموت بطهران، التي أعدمت الآلاف من السجناء السياسيين - معظمهم من المنتسبين إلى منظمة مجاهدي خلق، ولم يقف إرهاب رئيسي عند هذا الحد، إذ امتد إلى هجمات الطائرات بدون طيار، والسلوك العدواني للدول في الإقليم.

بداية دموية

وقالت المعارضة الإيرانية إن الرئيس الجديد استهل فترة حكمه بتلطيخ يده بمزيد من الدماء، إذ أقدم نظام الملالي على إعدام ثلاثة سجناء عشية تنصيب سفاح مجزرة 1988م إبراهيم رئيسي.

إذ أعدم صباح الإثنين سبهر عباس نجاد (من أورمية) وإسكندر زارع وحمزة رضائي (من سلماس) في سجن أورمية.

وفي الوقت نفسه، تجمع عدد كبير من أقارب ومعارف السجناء أمام سجن أورمية، لكن قوات الوحدة الخاصة تدخلت خوفًا من اتساع نطاق الاحتجاج وقامت بتفريق الحشد وضبطت بهواتف النقالة لبعض من المحتجين.

بالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق السجين محمد علي شريفي في سجن جيرفت يوم الأحد، 1 أغسطس، بعد أن أمضى 16 عامًا في السجن. وفي اليوم نفسه، تم إعدام سجينين آخرين، حسن (57 عاما)، وعلي (61 عاما)، في سجن مشهد.