لن يساعد في عودة إيران لطاولة المفاوضات المتعلقة ببرنامجها النووي
واجه قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالانسحاب من أفغانستان، انتقادات شديدة من جانب كثير من السياسيين والباحثين، ويتهمه البعض بالتسرع والتسبب في خيبة أمل الأفغان وشعورهم بالتعرض للخذلان.
ويقول يورجن أورستروم مولر، الزميل الزائر في «معهد إسياس - يوسف إسحق» للأبحاث الأمنية والسياسية بسنغافورة «إنه من خلال خروج القوات الأمريكية من أفغانستان أدرك الإرهابيون، أينما كانوا، أن كل ما يحتاجونه هو انتظار الوقت المناسب حتى تفقد الولايات المتحدة عزمها وإصرارها».
ويقول مولر في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنتريست» الأمريكية: إن تخطيط الإرهابيين يرتكز على تعاليم الإستراتيجي الصيني الراحل صن تزو - ذاع صيته في عام 500 قبل الميلاد بسبب عبقريته العسكرية - القائمة على تجنب المواجهة حتى يكون هناك توازن ملائم.
الحلفاء والخصوم
ويضيف مولر، وزير الدولة الأسبق بوزارة الخارجية الملكية الدنماركية «إن الحلفاء والخصوم والأعداء المحتملين، يراقبون السياسات ويفسرونها ويفحصونها ويضعون تصورًا للمواقف، لتشكيل صورة لإستراتيجية الولايات المتحدة وتخطيطها، ويحاولون معرفة ما يعنيه الانسحاب بالنسبة للأمور الأخرى التي تهمهم».
وأوضح مولر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رجل لا يضيع الوقت، فقد قال في 12 يوليو الماضي: صرت مقتنعًا أكثر وأكثر بهذا الأمر وهو «أن كييف، ببساطة، لا تحتاج إلى دونباس».
وتساءل مولر: «كيف سترد روسيا على أي تصرف من جانب الولايات المتحدة في حال اندلعت الاضطرابات في منطقة دونباس من جديد؟ ما الدروس التي ستستخلصها الصين فيما يتعلق بتايوان وبحر الصين الجنوبي؟ وهل سيساعد انسحاب القوات في عودة إيران لطاولة المفاوضات المتعلقة ببرنامجها النووي؟».
يقول مولر: إنه في عام 1965، أرسلت الولايات المتحدة قواتها إلى فيتنام، والتي بلغ قوامها في النهاية 500 ألف جندي، لمحاربة «الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام» (المعروفة بـالفيت كونغ) والجيش الشعبي لفيتنام (فيتنام الشمالية). وبعد مرور عشرة أعوام، غادر آخر جندي البلاد على متن مروحية، من على سطح مبنى السفارة الأمريكية في سايغون، وتوقفت الإمدادات العسكرية لجيش جمهورية فيتنام (جنوب فيتنام)، الذي تم تدريبه وتجهيزه لخوض حرب ذات نمط أمريكي، وأصبح عاجزًا.
الوفاء بالوعود
وأضاف مولر: إنه تم ترك الملايين من الفيتناميين الجنوبيين - الذين كانوا يتوقعون أن يتم الوفاء بالوعود - لمواجهة الفيتناميين الشماليين، وأدى ذلك إلى إعادة توطين نحو 1.6 مليون فيتنامي جنوبي، إما كلاجئين، أو بموجب «برنامج المغادرة المنظم» الذي كان يسمح بهجرة الفيتناميين إلى الولايات المتحدة ودول أخرى، وقد تم إرسال ما لا يقل عن 300 ألف منهم إلى معسكرات التأهيل، وهناك احتمالات بأن يحدث شيء مشابه لعدد كبير من الأفغان الذين كانوا يعتقدون أنه من الممكن أن يثقوا بالولايات المتحدة، وسوف يتركون تحت رحمة «طالبان»، مما سيؤدي حتمًا إلى مأساة إنسانية، بحسب مولر.
ويقول مولر: إن 26 دولة، قامت بإرسال قوات إلى أفغانستان، بإيعاز من الولايات المتحدة، وكل هذه الدول ستشعر بأنها قد تعرضت للخذلان وأنه تم غمرها ضمنيًا في السياسات المحلية للولايات المتحدة، دون أن توافق على ذلك.
وفي الوقت نفسه، قُتل أو أصيب أكثر من 23 ألف جندي أمريكي، ومن المعروف أن هناك عددا من الجنود الذين يعانون من الاكتئاب، أو من مشاكل مماثلة بعد حرمانهم وعائلاتهم من التمتع بحياة طبيعية.
العبء الأكبر
أما الأفغان، فقد تحملوا العبء الأكبر، حيث قُتل منهم 60 ألف جندي و120 ألف مدني، ويقول مولر: «لقد قاتلوا لأنهم كانوا يريدون نظاما مجتمعيا آخر من المحتمل أن يكون معدوما حاليا، وبدون أمل في مستقبلهم»، أما السؤال المحرج والمؤلم الذي يجب الإجابة عنه فهو: «هل كان الأمر يستحق كل هذا الجهد، دون أن يكون هناك هدف؟».
لقد تم اتهام الصين بارتكاب عمليات إبادة جماعية، وبانتهاك حقوق الإويغور والأقليات في إقليم شينغ يانغ، ومن جانبها، رفضت الصين الاتهامات، ولكن تم قبول استخدام معسكرات لإعادة التأهيل لفترة من الوقت، ومن المفترض أن الحملة التي يتم شنها في شينغ يانغ ضرورية من أجل منع الإرهاب واستئصال التطرف، بحسب مولر.
يشار إلى أن هناك ارتباطا بين أفغانستان وشينغ يانغ، حيث يحصل مَن يزعم أنهم إرهابيون في شينغ يانغ على المساعدة من الجماعات التي تستخدم الأراضي الأفغانية كمركز لها، كما أن هناك مفارقة، حيث وجدت الولايات المتحدة أنه من المقبول تماما إرسال قوات إلى أفغانستان لمحاربة الإرهابيين، إلا أنها ترفض التفسيرات الصينية بأنها تواجه نفس العدو داخل أراضيها.
ومن غير المحتمل أن تُترك أفغانستان كمركز للإرهابيين، حيث إن الصين وروسيا والهند وباكستان وإيران - وهي الدول التي تبغض طالبان - بالإضافة إلى الدول القومية الأخرى في آسيا الوسطى، ستتخذ خطوات لمنع حدوث ذلك. وهي لن تقوم بإرسال قوات، ولكنها ستحقق التأثير من خلال وسائل أخرى.
ويقول يورجن أورستروم مولر، الزميل الزائر في «معهد إسياس - يوسف إسحق» للأبحاث الأمنية والسياسية بسنغافورة «إنه من خلال خروج القوات الأمريكية من أفغانستان أدرك الإرهابيون، أينما كانوا، أن كل ما يحتاجونه هو انتظار الوقت المناسب حتى تفقد الولايات المتحدة عزمها وإصرارها».
ويقول مولر في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنتريست» الأمريكية: إن تخطيط الإرهابيين يرتكز على تعاليم الإستراتيجي الصيني الراحل صن تزو - ذاع صيته في عام 500 قبل الميلاد بسبب عبقريته العسكرية - القائمة على تجنب المواجهة حتى يكون هناك توازن ملائم.
الحلفاء والخصوم
ويضيف مولر، وزير الدولة الأسبق بوزارة الخارجية الملكية الدنماركية «إن الحلفاء والخصوم والأعداء المحتملين، يراقبون السياسات ويفسرونها ويفحصونها ويضعون تصورًا للمواقف، لتشكيل صورة لإستراتيجية الولايات المتحدة وتخطيطها، ويحاولون معرفة ما يعنيه الانسحاب بالنسبة للأمور الأخرى التي تهمهم».
وأوضح مولر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رجل لا يضيع الوقت، فقد قال في 12 يوليو الماضي: صرت مقتنعًا أكثر وأكثر بهذا الأمر وهو «أن كييف، ببساطة، لا تحتاج إلى دونباس».
وتساءل مولر: «كيف سترد روسيا على أي تصرف من جانب الولايات المتحدة في حال اندلعت الاضطرابات في منطقة دونباس من جديد؟ ما الدروس التي ستستخلصها الصين فيما يتعلق بتايوان وبحر الصين الجنوبي؟ وهل سيساعد انسحاب القوات في عودة إيران لطاولة المفاوضات المتعلقة ببرنامجها النووي؟».
يقول مولر: إنه في عام 1965، أرسلت الولايات المتحدة قواتها إلى فيتنام، والتي بلغ قوامها في النهاية 500 ألف جندي، لمحاربة «الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام» (المعروفة بـالفيت كونغ) والجيش الشعبي لفيتنام (فيتنام الشمالية). وبعد مرور عشرة أعوام، غادر آخر جندي البلاد على متن مروحية، من على سطح مبنى السفارة الأمريكية في سايغون، وتوقفت الإمدادات العسكرية لجيش جمهورية فيتنام (جنوب فيتنام)، الذي تم تدريبه وتجهيزه لخوض حرب ذات نمط أمريكي، وأصبح عاجزًا.
الوفاء بالوعود
وأضاف مولر: إنه تم ترك الملايين من الفيتناميين الجنوبيين - الذين كانوا يتوقعون أن يتم الوفاء بالوعود - لمواجهة الفيتناميين الشماليين، وأدى ذلك إلى إعادة توطين نحو 1.6 مليون فيتنامي جنوبي، إما كلاجئين، أو بموجب «برنامج المغادرة المنظم» الذي كان يسمح بهجرة الفيتناميين إلى الولايات المتحدة ودول أخرى، وقد تم إرسال ما لا يقل عن 300 ألف منهم إلى معسكرات التأهيل، وهناك احتمالات بأن يحدث شيء مشابه لعدد كبير من الأفغان الذين كانوا يعتقدون أنه من الممكن أن يثقوا بالولايات المتحدة، وسوف يتركون تحت رحمة «طالبان»، مما سيؤدي حتمًا إلى مأساة إنسانية، بحسب مولر.
ويقول مولر: إن 26 دولة، قامت بإرسال قوات إلى أفغانستان، بإيعاز من الولايات المتحدة، وكل هذه الدول ستشعر بأنها قد تعرضت للخذلان وأنه تم غمرها ضمنيًا في السياسات المحلية للولايات المتحدة، دون أن توافق على ذلك.
وفي الوقت نفسه، قُتل أو أصيب أكثر من 23 ألف جندي أمريكي، ومن المعروف أن هناك عددا من الجنود الذين يعانون من الاكتئاب، أو من مشاكل مماثلة بعد حرمانهم وعائلاتهم من التمتع بحياة طبيعية.
العبء الأكبر
أما الأفغان، فقد تحملوا العبء الأكبر، حيث قُتل منهم 60 ألف جندي و120 ألف مدني، ويقول مولر: «لقد قاتلوا لأنهم كانوا يريدون نظاما مجتمعيا آخر من المحتمل أن يكون معدوما حاليا، وبدون أمل في مستقبلهم»، أما السؤال المحرج والمؤلم الذي يجب الإجابة عنه فهو: «هل كان الأمر يستحق كل هذا الجهد، دون أن يكون هناك هدف؟».
لقد تم اتهام الصين بارتكاب عمليات إبادة جماعية، وبانتهاك حقوق الإويغور والأقليات في إقليم شينغ يانغ، ومن جانبها، رفضت الصين الاتهامات، ولكن تم قبول استخدام معسكرات لإعادة التأهيل لفترة من الوقت، ومن المفترض أن الحملة التي يتم شنها في شينغ يانغ ضرورية من أجل منع الإرهاب واستئصال التطرف، بحسب مولر.
يشار إلى أن هناك ارتباطا بين أفغانستان وشينغ يانغ، حيث يحصل مَن يزعم أنهم إرهابيون في شينغ يانغ على المساعدة من الجماعات التي تستخدم الأراضي الأفغانية كمركز لها، كما أن هناك مفارقة، حيث وجدت الولايات المتحدة أنه من المقبول تماما إرسال قوات إلى أفغانستان لمحاربة الإرهابيين، إلا أنها ترفض التفسيرات الصينية بأنها تواجه نفس العدو داخل أراضيها.
ومن غير المحتمل أن تُترك أفغانستان كمركز للإرهابيين، حيث إن الصين وروسيا والهند وباكستان وإيران - وهي الدول التي تبغض طالبان - بالإضافة إلى الدول القومية الأخرى في آسيا الوسطى، ستتخذ خطوات لمنع حدوث ذلك. وهي لن تقوم بإرسال قوات، ولكنها ستحقق التأثير من خلال وسائل أخرى.