شوق السماعيل

نلحظ بشدة في هذه الفترة الزمنية إسهام العديد من نُخبة الكتّاب في إثراء الثقافة العربية، وأخص في ذلك «الكتّاب السعوديين»، حيثُ كان لهم قدم صِدقٍ في نهضة الثقافة العربية، والأدب السعودي «على وجه الخصوص»، وفضل جزيل في تشغيل عجلة الثقافة السعودية والرنو نحو نهضتها وازدهارها.

ونرى في مُجمل ذلك، بروز «الإناث» الناشطات السعوديات في مجال الكتابة، حيثُ ارتفعت أعدادهن وتزايدت إصداراتهن، وكان لهنّ صوتٌ مسموع وأثرٌ محسوس، مما أضاف للمجالات الإعلامية، التي تتسم بالأصالة العربية والمُعاصرة المشهودة، وتألّقت الشاعرات والكاتبات السعوديات على مرّ هذه السنين، وإنما تمّ حيازة هذه الحقيقة المؤكدة في عصرنا الحالي من الإحصائية، التي تم اختبارها في قسم الثقافة بجريدة «اليوم»، فقد اتّضح أن نسبة الكاتبات السعوديات حققت عدداً قياسياً في وقتٍ وجيز، وفوارق جلية عن عام 2020، حيثُ السمو والتوقّل، مما وضع ذلك اعتباراً في «الحُكم القياسي» وطيّات الفخر والاعتزاز لهذا الإنجاز السعودي العظيم، ثم هتافاً بمفاخر النساء السعوديات ومؤزارةً لهنّ في عوالم الأدب وسماوات الثقافة، ولكننا وبلا شك نلتمس للمزيد من الدعائم ونتطّلع إلى ما يعود بالطائلة إلينا كـ كاتبات وشاعرات سعوديات، من حيثُ الفعاليات المقامة والأنشطة التي تُبرز جهودنا بشكلٍ مضاعف، وتهفو بإنجازاتنا الأدبية أكثر من السابق، مثل أن تُقام مسابقة شاعرة العرب، أو شاعرة المليون، أو مسابقة الأدب السعودي للنساء السعوديات، والعديد من المنافسات الأدبية التي تؤجج مساهمة المرأة في عالم الأدب، فضلاً عن إقامة منافسات لفروع نسائية مثل «شخصية المرأة المثقفة» و«مسابقة الكاتبة السعودية» و«أبرز كاتبة سعودية للعام» أي أن معظم المنافسات الرياضية والثقافية ما زالت تستهدف فئة الذكور بالعديد من جوانبها المطروحة، وأجزم قطعاً بأن لكلٍ من هذه المنافسات المتنوعة مُستحقيها من الذكور والإناث، إلا أننا نطمح لتسليط الضوء بشكلٍ أكبر للنساء السعوديات، لما بذلك دعمٌ لإمكانات المرأة، ومُساندتها من جميع النواحي على بلوغ قِمم النجاح «نسبةً إلى نساء العالم»، وإنما نرجو أن يكون أبناء وفتيات شعبنا العظيم هم الأجدر في بلوغ مبالغ التفوق، واعتلاء قِمم البراعة، والتمركز في مصاف النُخبة من كتّاب العالم العربي، والعالم كافة.

ومما في ذلك من خطواتٍ تُرسخ تقدم فتياتنا عن أقرانهن، والظفور بغلبتهن، إضافةً إلى العديد من الأفكار الحصيفة، التي سيكن لها دورٌ فعال في تحسين الوضع الثقافي السعودي بشكلٍ أكبر، يعتمد نجاح هذه الأفكار على جذورها السائغة وأهدافها النبيلة نحو التطوير والتحسين، بل نرى زعماً بأن ذلك أكثر ما تلتمس إليه الكاتبات السعوديات مسيس الحاجة وشحيحها، وأن تلك الخطوات الفعّالة ستكن بمثابة نقلة نوعية من عصرِ الإجادة في الأدب إلى عصرٍ برّاق يُضم في حناياه التمكّن الأدبي الثقافي والسعة في مزاولة الكتابة وتوهّج الأدب ومُشاهدة بريقه، آملين من الله عز وجل أن يوّفقنا لكل ما يُحب ويرضاه ويُعيننا كـ كُل على تحقيق التميّز وبلوغ مراتب النجاح.

Twitter: @sh9009_