n دخلت بيشة أحمل حزما ثقيلة من الأسئلة والتساؤلات، بهدف التأمل والتعجب، وتحريك قوى التفكير الكامنة. هل بقيت أهمية للأجوبة مع وضع بيئي يتآكل. الحاجة تزداد إلى مسئولين وحكماء علم يقرؤون مشاهده ومؤشراته، ويستشعرون مستقبل خطورة أبعاده، وينصتون لشكوى البيئة ويستجيبون لاستغاثتها. فهل وصلنا مرحلة الكي؟ علينا إجراء عمليات جراحية بيئية دقيقة وسريعة للإنقاذ، مهما كانت التضحيات والخسائر المالية. علها تعود لوضعها الصحيح والسليم، لصالح مستقبل الماء والإنسان؟
n من الواجبات الوطنية الحفاظ على المكتسبات البيئية التراكمية عبر القرون لصالح المستقبل. إنها أنظمة ثقافية وتراثية بيئية ذات كفاءة عالية، شكلت حضارة الرمق الأخير. تفعيلها كعلم ونهج، ومنهج حياة في المناطق الجافة مطلب حضاري. هل يمكن تحقيق ذلك مع واقع يرى البعض صعوبة تغييره؟ لا شيء مستحيل مع العقل الشغوف بالتعايش مع البيئة دون غطرسة، وتحد، وجشع، وتجاهل، واجتهادات، في ظل علم يختصر لنا مسافات الزمن، ويمكن.
n عودة إلى قراءة مشهد وادي بيشة الحامل لجسر قهر السيول الخرساني المسلح الطويل، وقد رفع شعار التعايش معها عبر فتحات أسفله، تسمح بعبورها نحو مصبها النهائي البعيد عن بيشة شرقا. واد أشبه بنهر جاف عريض يفوق كل الأنهار. هل كان يوما أحدها في شبه الجزيرة العربية؟ وجدت أن الجواب بـ (نعم) يرتقي بقدرات عقلي، وتحليلي، واستنتاجاتي.
n إذا جاد المطر على سفوح الجبال الشرقية في شريطنا المطير، فسيتحول السيل في هذا الوادي إلى أمواج متلاطمة من المياه، تسابق الريح للوصول إلى مصبها النهائي شرقا، ولها في مسيرتها فحيح مرعب، كأنها تحذر وتنذر من المساس بمجراها الذي رسمته وشكلته جغرافيا.
n السيول عبارة عن فيضانات تشكل قوة تدميرية لكل من يقف في طريقها. وعبر التاريخ لها مجرى خاص، ولها مع المجرى مساحة أخرى تشكل حرما خاصا في حال زيادة منسوبها، وكان محل احترام الناس عبر العصور.
n السيول هي الخير إن جادت السماء، هي الخير إن تعاملنا معها بحكمة، هي الخير إن توفرت الحماية لممتلكاتها المكتسبة عبر القرون، هي الخير إن عملنا على زيادة هطول مياهها في الشريط المطير، هي الخير لكل المناطق الداخلية مرورا بهضبة نجد حتى واحة الأحساء شرقا، غيابها يعني العطش، توقف مدادها واحتجابها مهلكة، وتتعاظم الكارثة بفقد الشريط المطير لغطائه النباتي وتربته، أو بحبسنا الماء خلف جدران السدود المسلحة.
n وصلت نهاية الجسر الطويل، فجاء منظر آخر أكثر تساؤلا ورعبا وقسوة، وقد أصبح مألوفا لأهل بيشة، سور خرساني يحيط بالمدينة في بطن هذا الوادي، بارتفاع لا يمكن تسلقه، منع المزيد من تمدد المدينة في مساحته، فهل منع خطورة مياه السيول عن أحياء مدينة بيشة الحديثة المتمددة في حرم السيل ومجراه؟
n علينا أن ندرك أن الأودية مثل الطرق لها محارم بجانبها ممنوع التعدي عليها، وبالنظام يتم إزالة كل العوائق منها. لماذا لا يكون لمجاري السيول نفس النظام؟ مجرد سؤال ليس بهدف تعكير مزاج البعض الذي لا يرى ما أراه، ولكن لتحريك رقائق العقل الساكنة في غفوتها أمام تدهور بيئة تسببنا في استفحاله. كان هذا النظام مفعلا كثقافة لدى الناس بالوراثة حتى ستينيات القرن الماضي الميلادي، وجاء جيل فقد علاقته بالبيئة، فأصبحت في مرمى أطماعه، وتجاوزاته، وجوره، وجشع انتابه بأمراض التعديات البيئية حتى على حقوق السيل.
n في غياب هذا السور الخرساني الذي يتربع في بطن الوادي وبشكل طولي، يصبح جرف هذه الأحياء أمرا حتميا، وحتى في وجوده، قد تصبح لقمة سائغة وسهلة مع السيول الضخمة والهادرة إن جادت السماء.. فهل تصبح مصيبتنا أن ندعو الله ألا تجود؟ ويستمر الحديث بعنوان آخر هو السابع.
twitter@DrAlghamdiMH
n من الواجبات الوطنية الحفاظ على المكتسبات البيئية التراكمية عبر القرون لصالح المستقبل. إنها أنظمة ثقافية وتراثية بيئية ذات كفاءة عالية، شكلت حضارة الرمق الأخير. تفعيلها كعلم ونهج، ومنهج حياة في المناطق الجافة مطلب حضاري. هل يمكن تحقيق ذلك مع واقع يرى البعض صعوبة تغييره؟ لا شيء مستحيل مع العقل الشغوف بالتعايش مع البيئة دون غطرسة، وتحد، وجشع، وتجاهل، واجتهادات، في ظل علم يختصر لنا مسافات الزمن، ويمكن.
n عودة إلى قراءة مشهد وادي بيشة الحامل لجسر قهر السيول الخرساني المسلح الطويل، وقد رفع شعار التعايش معها عبر فتحات أسفله، تسمح بعبورها نحو مصبها النهائي البعيد عن بيشة شرقا. واد أشبه بنهر جاف عريض يفوق كل الأنهار. هل كان يوما أحدها في شبه الجزيرة العربية؟ وجدت أن الجواب بـ (نعم) يرتقي بقدرات عقلي، وتحليلي، واستنتاجاتي.
n إذا جاد المطر على سفوح الجبال الشرقية في شريطنا المطير، فسيتحول السيل في هذا الوادي إلى أمواج متلاطمة من المياه، تسابق الريح للوصول إلى مصبها النهائي شرقا، ولها في مسيرتها فحيح مرعب، كأنها تحذر وتنذر من المساس بمجراها الذي رسمته وشكلته جغرافيا.
n السيول عبارة عن فيضانات تشكل قوة تدميرية لكل من يقف في طريقها. وعبر التاريخ لها مجرى خاص، ولها مع المجرى مساحة أخرى تشكل حرما خاصا في حال زيادة منسوبها، وكان محل احترام الناس عبر العصور.
n السيول هي الخير إن جادت السماء، هي الخير إن تعاملنا معها بحكمة، هي الخير إن توفرت الحماية لممتلكاتها المكتسبة عبر القرون، هي الخير إن عملنا على زيادة هطول مياهها في الشريط المطير، هي الخير لكل المناطق الداخلية مرورا بهضبة نجد حتى واحة الأحساء شرقا، غيابها يعني العطش، توقف مدادها واحتجابها مهلكة، وتتعاظم الكارثة بفقد الشريط المطير لغطائه النباتي وتربته، أو بحبسنا الماء خلف جدران السدود المسلحة.
n وصلت نهاية الجسر الطويل، فجاء منظر آخر أكثر تساؤلا ورعبا وقسوة، وقد أصبح مألوفا لأهل بيشة، سور خرساني يحيط بالمدينة في بطن هذا الوادي، بارتفاع لا يمكن تسلقه، منع المزيد من تمدد المدينة في مساحته، فهل منع خطورة مياه السيول عن أحياء مدينة بيشة الحديثة المتمددة في حرم السيل ومجراه؟
n علينا أن ندرك أن الأودية مثل الطرق لها محارم بجانبها ممنوع التعدي عليها، وبالنظام يتم إزالة كل العوائق منها. لماذا لا يكون لمجاري السيول نفس النظام؟ مجرد سؤال ليس بهدف تعكير مزاج البعض الذي لا يرى ما أراه، ولكن لتحريك رقائق العقل الساكنة في غفوتها أمام تدهور بيئة تسببنا في استفحاله. كان هذا النظام مفعلا كثقافة لدى الناس بالوراثة حتى ستينيات القرن الماضي الميلادي، وجاء جيل فقد علاقته بالبيئة، فأصبحت في مرمى أطماعه، وتجاوزاته، وجوره، وجشع انتابه بأمراض التعديات البيئية حتى على حقوق السيل.
n في غياب هذا السور الخرساني الذي يتربع في بطن الوادي وبشكل طولي، يصبح جرف هذه الأحياء أمرا حتميا، وحتى في وجوده، قد تصبح لقمة سائغة وسهلة مع السيول الضخمة والهادرة إن جادت السماء.. فهل تصبح مصيبتنا أن ندعو الله ألا تجود؟ ويستمر الحديث بعنوان آخر هو السابع.
twitter@DrAlghamdiMH