شيخة العامودي

كل عام في مثل هذا اليوم نتهيأ لتغيير الروزنامات ونستعد لكتابة رقم العام بهيئته الجديدة ونعيد حديثا مفاده «مضى العام سريعا».

أحيانا نخطئ في كتابة أرقام العام الجديد، من أجل ذلك نعيد كتابة معلومات كثيرة في نموذج من أجل خانة رقم نسينا أنه أصبح رقما جديدا، فنبتسم حينا ونحن نصلح الخطأ محدثين أنفسنا «ليتنا نستطيع أن نعود ليوم مضى بتغيير بسيط».

تبدأ الأرقام بالتصاعد وتمضي مع الأيام متتابعة الوافد منها أقل مما يمر ويمضي، تمضي وقد ضمت تواريخ وذكريات وصورا، ابتسامات وأشواقا ودموعا، ضحكات وأحداثا وأحاديث صاخبة وأخرى جميلة الهدوء، لقاء وفراق حياة ووداعا، إنجازا وربحا تقهقر وخسارة، أماكن وبشرا ومعارف بعضها سيخلد في ثنايا أرواحنا لسبب ما ستسكن وتستقر وتتجذر وبعضها سيكون رسما لن يتجاوز صفحات مآقينا ثم سيغفو إلى الأبد في طي النسيان.

ستتحرك الساعات تسايرها الدقائق وتلهو بمرح حولها الثواني قافلة تسير متتابعة لا تتوقف عن الارتحال في خريطة الإنسان وفي خضمها نحن نقبل على الحياة أحيانا تروق لنا الأيام فتبدو حركاتنا صاخبة وأحيانا سننعزل في هدوء، أحيانا سنقع في مصاب سنجعله يكبر وأحيانا سنجعله يهون.

ستقلب المواسم أحداثها بعضها سيفاجئنا وبعضها سيأتي على مقاس توقعاتنا، وستتابع الأعوام تغيير تواريخها فهل سنغير نحن تأريخنا؟

هل سنكتب طبعة جديدة منقحة عنا، وهل سنسعى لنكون أفضل ونتقبل الأحداث بوعي أكثر؟

هل سيزيد تفهمنا للأشخاص ونستوعب أنه لكل تجربة وطريقة فهم للأحداث؟

هل سنقدم بكل جرأة على حب من يتقبلنا دون قيد وشرط ويكون سببا في مسراتنا ونتقبل بكل تواضع أن نكون حرفا في معجمه، وهل سنقصي من يسيء لنا ويكدر خاطرنا ويكون سببا في تعاستنا إلى حيز التجاهل ولو كنا معجم حروفه؟

هل سنفهم جزئية الدرس الذي مضت به سنة من أعمارنا مواكبة أحداث كورونا أن لا وقت سوى للسعادة ونبدأها برضى الله ثم تقبل أقداره وسنختمها بـ «دعوا الخلق للخالق»؟

عن نفسي سأبدأ عامي ببذل كل جهدي لنيل رضى ربي ثم سأبر أمي ما استطعت وأهلا وسهلا بمن سيضيف مكعبات سعادة لحياتي ويتفهمني وسأتمنى لي وللعالم عاما سعيدا مكللا برضى الله وبر كته وتوفيقه مستصحا خاليا من الأوبئة والأمراض وسأسأل الله أن تموت الحروب ويعيش السلام.

* تهيئة لعام 1443

تصعد الأماني معتمة يضيئها رب كريم.

@ALAmoudiSheika