علي بطيح العمري

أخبار مؤلمة باتت تحملها إلينا وسائل الإعلام وتبثها، بعضها يوجع النفس ويعتصر القلب.

ومن هذه الأحداث حوادث قتل الزوجات على يد أزواجهن، وما دون القتل من الضرب والعنف.. بنات بريئات يذهبن ضحية لزوج سكير غارق حتى الثمالة في أوحال المخدرات، أو على يد زوج معتل نفسيًا.

على مَن يلقى اللوم في زواج البنات من مدمن أو من مريض نفسي أو من جاهل لا يقيم للزواج وزناً؟!

أرى أن اللوم الأكبر يوجّه إلى أسرة الزوج.. حرام عليهم يرمون بابنهم في أحضان فتاة لا تعرف حاله فتتورط معه.. من الخطأ اعتقاد بعض العوائل أن بنت الناس هي مصنع من خلاله يمكن إعادة ضبط إعدادات ابنهم المنحرف.. لذا شاعت مقولة: (زوّجوه يعقل)؛ وكأن المطلوب من البنت أن تتحول إلى مُصلِحة وأن تكون مربية وسوبر مان ينقذ (فلتان ودشرة) الابن.

وحتى يكون الزواج ناجحًا.. على الأهل تأهيل أولادهم تربوياً ونفسياً، بعض الشباب يشعرون بأن لديهم هشاشة نفسية واجتماعية لا يستطيع معها تحمّل ضغوطات الحياة ومواجهة صراعاتها.. عليهم تأهيلهم ليدركوا أن الزواج حياة أخرى لها مشاكلها وليس طريقًا مفروشًا بالورود ومعبّدًا بالرومانسية.. وعلى أهل البنت التريث في (فحص) عريس المستقبل وألا يتعجلوا الزج ببنتهم في عهدة مَن لا يكون على قدر المسؤولية.. ولا يخدعهم ظاهر الشاب بحجة أنه من الجيران أو من القرابات.. عليهم أن يأخذوا الوقت الكافي ولو طالت المدة للسؤال والبحث من كل النواحي التعليمية والتربوية وتعامله مع الناس، والتدين الحقيقي لا الظاهري.

أيضًا على أسرة الفتاة أن تعطي البنت حق تقرير مصيرها في قبول أو رفض الزواج، فمن الخطأ مصادرة رأيها أو التأثير والتشويش على رأيها بحجة أن الشاب من (الجماعة) أو من المعارف ومن علية القوم أو أن قطار الزواج سيتجاوزها.

وأضم صوتي إلى من يطالب الجهات المسؤولة بضرورة اعتماد الفحص الطبي للمخدرات والحالة النفسية للزوجين ضمن الفحص الطبي قبل الزواج؛ ليكون كل طرف على علم بحالة الطرف الآخر قبل أن يقع الفأس بالرأس، فالزواج ميثاق غليظ وليس موضة مستهلكة أو هواية نلهو بها وقت الفراغ.

* قفلة..

البنت (حسنة) تثاب عليها.

@alomary2008