يصاب العقل المفكر -أحيانا- بفرط التفكير أو المبالغة فيه، وذلك لأنه عرف كيف يستخدم إحدى وظائف عقله التي رزقه الله تعالى ويفعلها بشكل جيد. فكثرة التفكير لغرض الوصول إلى الحقائق المطلوبة تنتهي باستنتاجات متعددة وتراكمها يكون مخزونا معرفيا يعين صاحبه على الاستمرارية في البحث عن المعرفة. فالعقل المفكر -عادة- ما يكون كثير الشك المعرفي، مما يدفع صاحبه إلى اختبار أي معلومة يستنتجها أو يستقبلها ليتم تمحيصها. فالشك المعرفي هو أسلوب العقل للوصول إلى اليقين، وكلاهما مكونات معرفية وعلمية تشارك في معادلات نفسية وفكرية وعلمية لتحقق التوازن أو ما يسمى السلام الداخلي.
وبعيدا عن المسلمات العقائدية، فإن للشك المعرفي دورا مهما لرسوخ العقيدة في قلب المؤمن. ولكن، علينا أن نعرف أولا ما هو الشك المعرفي؟ وهل هو نتيجة نهائية أم أنه بداية لمرحلة متقدمة من التفكير يصل إليها العقل البشري؟ وهل صاحبه في راحة أم في حالة من الصراع الدائم؟. يعتبر الشك المعرفي نتيجة لعملية فكرية تبدأ بمعلومة أو مجموعة من المعلومات بحيث يتم تفكيكها ثم تحليلها ثم ربطها مع معلومات أو نتائج مسبقة لحدوث استنتاج جديد أو مطور. وهنا، فإن الشك المعرفي يتوقف عند الاستنتاج الأخير ليعيد نفس المعادلة السابقة بأشكال أخرى وبمعلومات متشابهه أو جديدة ليستخدمها العقل كفرضيات إضافية للتأكد من صحة الاستنتاج أو الخروج بنتيجة مغايرة تحفزه على الاستمرارية.
والشك المعرفي يعتبر مرحلة تمهد لصاحبها الطريق للوصول إلى حقيقة مقنعة تتناسب مع مستوى عقل الإنسان المفكر. ويصيب الشك المعرفي قلب الإنسان والذي بدوره يستخدم المشاعر أو العواطف كلغة خاصة تنشأ منها معادلات عاطفية تدعم تلك المعادلات العقلية حتى تكاد تندمج معها ليكون الناتج إيمانا فكريا وعاطفيا مطلقا.
فلا يقين مطلق دون شك وهذا ما يحتاجه الإنسان السوي ليكمل مسيرة الإعمار والإصلاح على هذه الأرض. وعبر الأزمنة، فإن بعض الحروب التي شنت على بعض الفلاسفة والمفكرين والعلماء كان بسبب رفض العقل المعطل آنذاك للشك المعرفي. لأن الجزم ببعض الموروثات المختلفة والتسليم لها دون تمحيص يعتبر راحة وانصياعا تاما والاكتفاء بالسطح الفكري في تدبير أمور الحياة المختلفة.
وأخيرا، فإن الوعي يتطلب جهدا شخصيا من الدرجة الأولى قبل استقبال أو تصدير أي معلومة. لذلك فإن التمرد الفكري على بعض القيود المسلمة يعتبر انتفاضة فكرية تعين صاحبها على الانتقال إلى مرحلة متقدمة، بشرط أن تكون المبادئ والقناعات صحيحة دون الخروج عن دائرة الفطرة السليمة. وما الشك المعرفي إلا علامة من علامات الولادة المتعسرة والتي تنتهي بحقيقة يقينية ترضي فضول الإنسان المفكر والذي تبقى هدايته وتوفيقه بيد الله رب العالمين.
@FofKEDL
وبعيدا عن المسلمات العقائدية، فإن للشك المعرفي دورا مهما لرسوخ العقيدة في قلب المؤمن. ولكن، علينا أن نعرف أولا ما هو الشك المعرفي؟ وهل هو نتيجة نهائية أم أنه بداية لمرحلة متقدمة من التفكير يصل إليها العقل البشري؟ وهل صاحبه في راحة أم في حالة من الصراع الدائم؟. يعتبر الشك المعرفي نتيجة لعملية فكرية تبدأ بمعلومة أو مجموعة من المعلومات بحيث يتم تفكيكها ثم تحليلها ثم ربطها مع معلومات أو نتائج مسبقة لحدوث استنتاج جديد أو مطور. وهنا، فإن الشك المعرفي يتوقف عند الاستنتاج الأخير ليعيد نفس المعادلة السابقة بأشكال أخرى وبمعلومات متشابهه أو جديدة ليستخدمها العقل كفرضيات إضافية للتأكد من صحة الاستنتاج أو الخروج بنتيجة مغايرة تحفزه على الاستمرارية.
والشك المعرفي يعتبر مرحلة تمهد لصاحبها الطريق للوصول إلى حقيقة مقنعة تتناسب مع مستوى عقل الإنسان المفكر. ويصيب الشك المعرفي قلب الإنسان والذي بدوره يستخدم المشاعر أو العواطف كلغة خاصة تنشأ منها معادلات عاطفية تدعم تلك المعادلات العقلية حتى تكاد تندمج معها ليكون الناتج إيمانا فكريا وعاطفيا مطلقا.
فلا يقين مطلق دون شك وهذا ما يحتاجه الإنسان السوي ليكمل مسيرة الإعمار والإصلاح على هذه الأرض. وعبر الأزمنة، فإن بعض الحروب التي شنت على بعض الفلاسفة والمفكرين والعلماء كان بسبب رفض العقل المعطل آنذاك للشك المعرفي. لأن الجزم ببعض الموروثات المختلفة والتسليم لها دون تمحيص يعتبر راحة وانصياعا تاما والاكتفاء بالسطح الفكري في تدبير أمور الحياة المختلفة.
وأخيرا، فإن الوعي يتطلب جهدا شخصيا من الدرجة الأولى قبل استقبال أو تصدير أي معلومة. لذلك فإن التمرد الفكري على بعض القيود المسلمة يعتبر انتفاضة فكرية تعين صاحبها على الانتقال إلى مرحلة متقدمة، بشرط أن تكون المبادئ والقناعات صحيحة دون الخروج عن دائرة الفطرة السليمة. وما الشك المعرفي إلا علامة من علامات الولادة المتعسرة والتي تنتهي بحقيقة يقينية ترضي فضول الإنسان المفكر والذي تبقى هدايته وتوفيقه بيد الله رب العالمين.
@FofKEDL