محمد العصيمي

لطالما اقتصرنا سياحيا على دول بعينها: لندن وباريس وجنيف على المستوى الأوروبي، والقاهرة وبيروت ودمشق على المستوى العربي. ثم أتت متأخرة ماليزيا وتركيا. وهذا يعني أنني انحصرنا أو (انحسرنا) في جغرافية سياحية محدودة، حرمتنا من اكتشاف دول وعوالم أخرى في بقاع متعددة ومترامية وجميلة حول العالم.

هذا الانحسار السياحي كان من بعض آثاره أننا صرفنا مئات الآلاف على (سياحات) تقليدية، نكررها كل سنة لنفس المكان ولنفس المعالم والمزارات.!! وقد كان من الممكن أن نفكر قليلا ونبدل المكان السياحي، ونوفر بالتالي نصف أو أكثر من نصف التكلفة لذلك المكان التقليدي.

مؤخرا كانت لي تجربة سياحية في دولة أوروبية شرقية ندمت فيها على كل لحظة ضيعتها في حالات الانحسار السياحي، التي كنت غارقا فيها بحكم التعود أو بحكم فعل ما يفعله الناس بشكل عام. كانت عاصمة هذه الدولة الأوروبية الشرقية أجمل، في نظري، من لندن ومن باريس. وفي أفخم مطعم تدفع لشخصين ما لا يمكن أن يزيد على مائتي ريال. وإذا انقضى أسبوعان من سياحتك تكون قد زرت ما لا يتجاوز ٢٥ في المائة من معالمها السياحية.

أضف إلى ذلك تميز أهلها بالسماحة وتمتعها بالأمن، إلى درجة أنك تعود إلى الفندق بعد منتصف الليل ولا ينتابك أي إحساس بعدم الأمن، بخلاف كثير من المدن التي نهرب فيها مبكرا إلى غرفنا.

ما أريد قوله إننا يجب أن نفكر وندقق كثيرا في مزاراتنا السياحية المستقبلية، وأن نتخلص من تعلقنا السياحي التقليدي بدول وأماكن تستنزفنا ماديا ولا تقدم لنا ما نستحقه، أو على الأقل ليس فيها جديد.

ma_alosaimi @