وول ستريت جورنال - جوان تشيو ترجمة – نورهان عباس

من المرجح أن يفوز المركز المالي بالمزيد من الاكتتابات العامة الأولية الصينية بمجرد أن يستقر السوق

في نفس الوقت الذي تكافح فيه شركات التكنولوجيا العملاقة في الصين، تعاني أسواق قليلة مثل هونج كونج. وقد يؤدي اندفاع الإدراجات الجديدة في النهاية إلى تخفيف الضربة.

كان المركز المالي يستقطب شركات الإنترنت الصينية العملاقة مثل مجموعة علي بابا هولدينج ليمتد في السنوات الأخيرة، عبر تخفيف قواعد الإدراج، والتجديد الشامل لمؤشر الأسهم الرئيسي لديه. وحتى وقت قريب، كانت مبيعات الأسهم تزدهر، وكانت المؤشرات القياسية المحلية مزدهرة، وأدى النشاط التكنولوجي الكبير إلى زيادة التداول.

لكن اتساع نطاق حملات القمع التي تشنها بكين أدى إلى إفساد الأجواء العامة. واعتبارًا من يوم الخميس الماضي، انخفض مؤشر هانج سنج في المدينة بنسبة 3.8 ٪ هذا العام، مقابل ارتفاع بنسبة 18 ٪ تقريبًا لمؤشر أس آند بي 500. وهبطت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، ومن المرجح أن تُضعف حالة عدم اليقين والتقلب من إصدار الأسهم الجديدة.

لكن رغم ذلك، فعلى المدى الأطول يتصور العديد من المستثمرين والمصرفيين البارزين أن قلق الصين المتزايد بشأن إدراج شركاتها في الخارج سيكون مفيدًا لهونج كونج، والتي ينبغي أن تستفيد من هذا الأمر على حساب البورصات الأمريكية.

وقال بريان باندسما، مدير محفظة في شركة فونتوبيل أسيت مانجمنت، الذي يعيش في نيويورك، إنه في الوقت الحالي، يشعر المستثمرون بالقلق بشأن الاتجاه غير المؤكد للسياسة الصينية، وكيف يمكن أن يؤثر على نمو الشركات.

وأضاف: «ما يؤثر على السوق هو مجرد خوف عام من المجهول وسحوبات السيولة».

في حين أن الولايات المتحدة لديها أيضًا العديد من إدراجات شركات التكنولوجيا الصينية، إلا أنها تشكل جزءًا أصغر بكثير من سوقها. وكانت البورصات في شنغهاي وشينزن أقل اهتزازًا؛ لأن عددًا قليلاً من الشركات الصينية الكبيرة على الإنترنت مدرجة في البر الرئيسي الصيني.

من المشكلات الأخرى التي تواجه هونج كونج أنه من السهل نسبيًا التداول داخل وخارج السوق، مقارنةً بالبر الرئيسي الصيني والأماكن الأخرى في آسيا، حسبما قال بول بونج، العضو المنتدب في شركة «بيجاسوس فاند مانجرز ليمتد».

وأضاف بونج: «سوق هونج كونج المالي يشبه آلة الصرف الآلي للمستثمرين العالميين في أوقات عدم اليقين». وأضاف، إن مستثمري البر الرئيسي الصيني يميلون إلى بيع حيازاتهم في المدينة بسرعة؛ كرد فعل على تغيرات السياسة في دولتهم الأم.

وأنهى مؤشر هانج سنج للتكنولوجيا يوم الخميس الماضي منخفضاً بنسبة 39 ٪ من الذروة التي بلغها في شهر فبراير. وتم إطلاق المقياس قبل أكثر من عام بقليل للاستفادة من أداء قطاع التكنولوجيا المزدهر في هونج كونج.

وقامت شركة «هانج سنج إنديكسز» التي تجمع المعيار الرئيسي أيضًا بتجديد مؤشرها الرئيسي، وتنحيته بعيدًا عن التمويل، مع التركيز على قطاعي التكنولوجيا والرعاية الصحية. وتشكل شركات الإنترنت العملاقة بما فيهم تينسينت هولدينجز المحدودة، علي بابا، وميتوان الآن حوالي 24 ٪ من المؤشر.

مع ذلك، عندما تستقر الأسواق، يتوقع الكثيرون أن تعزز هونج كونج مكانتها كأحد الأماكن الرئيسية لإدراج شركات التكنولوجيا الصينية. ورغم أن العديد من رواد الأعمال الصينيين كانوا يستهدفون تقليديًا الاكتتابات العامة الأولية في الولايات المتحدة، إلا أن هذا الخيار أصبح أكثر صعوبة.

وبدأت بكين تحقيقًا في مجال الأمن السيبراني الشهر الماضي في شركة «ديدي جلوبال» لخدمات النقل، بعد فترة وجيزة من طرح شركة النقل العام في الولايات المتحدة، وبعدها بعدة أيام قالت إنها ستشدد القواعد على الشركات المدرجة في الخارج، أو التي تسعى لبيع الأسهم في الخارج.

من المرجح أن تشجع السلطات الصينية الشركات بشكل متزايد على التركيز بشكل أكبر على الإدراج إما في هونج كونج أو بالبورصات المحلية، كما قال باندسما من شركة فونتوبيل.

وقالت مديرة الأسهم الآسيوية في شركة فيدليتي إنترناشيونال، فيكتوريا ميو، إن هونج كونج ستستمر في رؤية أحجام قوية من الإدراجات الجديدة.

وأضافت إن إجراءات الحكومة الصينية في مجالات مثل أمن البيانات والمنافسة ستؤدي في النهاية إلى تحسين جودة الشركات التي كانت مدرجة في الخارج.

اجتذبت هونج كونج سلسلة من الاكتتابات العامة الأولية الصينية الكبيرة من شركات مثل شركة تشغيل تطبيقات الفيديو القصيرة «كويشو تكنولوجي» والعديد من الإدراجات الثانوية لشركات التكنولوجيا من الصين، التي يتم تداول أسهمها بالفعل في الولايات المتحدة.

وحتى الآن هذا العام، جمعت عمليات الإدراج من كلا النوعين من قبل شركات التكنولوجيا والشركات المرتبطة بالإنترنت أكثر من 17 مليار دولار، وفقًا لشركة ديالوجيك. ويعد هذا رقما قياسيا للعام بأكمله.