عبدالرحمن المرشد

قرار جميل الذي اتخذته وزارة التعليم قبل عدة سنوات عندما منعت بيع المشروبات الغازية في المدارس بشكل كامل حيث ساهم ذلك الإجراء في المساعدة ـ بإذن الله ـ في سلامة طلابنا وطالباتنا من خطر تلك المشروبات، ربما يقول البعض إن الطلبة سيتجهون بعد انتهاء الدراسة لتناول تلك الغازيات.. نقول بعد الدراسة تبدأ رقابة أولياء الأمور أما أثناء الدراسة فهي مهمة مسئولي التعليم.. وإن كنت أتمنى أن تعامل تلك المشروبات مثل مخاطر التدخين بحيث لا يتم بيعها لصغار السن في البقالات والسوبر ماركت.. يعلم الجميع مخاطر تلك المشروبات على الصحة العامة وبالذات مع تراكم السنين حيث تسبب زيادة الوزن وهو ما نلاحظه حاليا على أجسام أطفالنا في المرحلة العمرية من 8 ـ 12، كما تسبب تضرر الأسنان وارتفاع سكر الدم.

الأكلات السريعة لا تقل خطرا عن أضرار تلك المشروبات بدءًا من الزيوت المستخدمة ومرورا بقطع الدجاج واللحوم المستخدمة التي لا نعلم كيفية تحضيرها، وهل فعلا لحوم أم يضاف إليها مكونات أخرى لإيهام الزبائن أنها لحوم طبيعية بينما حقيقة الأمر عكس ذلك.. نسمع بشكل مستمر التحذير من الإفراط في تناول تلك الأكلات وخطرها على الشباب والشابات فما بالك على صغار السن الذين لا يدركون تلك المخاطر بل يقبلون عليها بشكل يومي.. ونحن لا نلومهم لجهلهم ولكن يقع الخطأ على أولياء الأمور الذين يستبدلون الأكل الصحي المنزلي بالوجبات السريعة، من تجربة شخصية ـ برغم أني لا أتناول تلك الوجبات كثيرا ـ عندما آكلها أشعر بمشاكل وتعب في المعدة وإرهاق بشكل كبير برغم أني لا أتناولها إلا نادرا فما بالك بأطفالنا الذين يأكلونها بشكل يومي نظرا لانتشارها ورخص أسعارها مقارنة بالأكل الصحي.

أتمنى منع دخول تلك الوجبات للمدارس بشكل كامل وأيضا منع بيعها للأطفال في مواقع البيع لمن هم أقل من 14 عاما، دراسة نشرت نتائجها جريدة «ديلي ميرور» البريطانية تؤكد أن ما بين 30 % و40 % من طعام الأطفال يمثل وجبات سريعة، وهي أشياء تبين أن لها تأثيرا سلبيا على عقول الأطفال وسلوكهم، ومن ثم تؤدي إلى تدهور تحصيلهم الدراسي.

وزارة التعليم حسنا فعلت عندما منعت دخول المشروبات الغازية للمدارس فهل تمنع دخول تلك الوجبات، أيضا وزارة التجارة هل تمنع بيعها لمن دون الرابعة عشرة.. أعتقد صحة أبنائنا وبناتنا تتطلب ذلك.