محمد العويس – الأحساء

أكد الخبير الزراعي بوزارة البيئة والمياه والزراعة وعضو اللجنة الزراعية بغرفة الأحساء، عبدالحميد الحليبي، لـ (اليوم)، أنه مع طلوع نجم «سهيل» الموافق 24 أغسطس الجاري، يبدأ موعد صرام تمور نخيل الأحساء، الذي يمثل جني المحصول، والفرحة الكبيرة للمزارعين، بعد جهد عام كامل.

وأوضح أن واحة الأحساء تعد أكبر واحة في العالم، وتبلغ مساحتها حوالي 85.4 كيلومتر مربع «33.0 ميلليمتر مربع»، وتتوفر على أكثر من 3 ملايين نخلة، تتغذى من طبقة مياه جوفية ضخمة، ومروية من خلال تدفق أكثر من 280 بئرا أرتوازيا، ما يسمح بالزراعة على مدار السنة في منطقة صحراوية رملية.

وقال: «ما يخص الصرام، فآليته تختلف عن الخراف، فالخراف هو جني الثمار بالمفرد، ويكون غالبا للرطب أو فواخر التمور في البداية، تخرف خرفا ويجنى الرطب، والصرام هو قطع عذوق النخل، والقصد منه جني ثمارها تمرا بعد أن تجف، وتتحول من الخلال إلى البسر، ثم إلى الرطب، ثم إلى مرحلة التمر، وفي مرحلة التمر يصرم صرما، وهو أسهل وأيسر من الخراف».

وتابع: «الصرام هو الموعد والعيد الجميل لأهل النخيل في الأحساء، وفيه تجتمع العائلات ويتعاون الجيران معهم في فرز التمور، وتنقيتها، وتعبئة الفاخر منها، فهناك اجتماع وتعاون اجتماعي وأخوي، ومجتمع أسري في صرام النخيل».

وأشار الحليبي إلى أن الصرام عملية تتطلب وجود عدد 5 عمال للنخلة الواحدة، الأول «الصرام» وهو الذي يصعد النخلة ليقطع الثمار، و«السفار»، الذي يفرش الفرش في الأرض حتى تسقط عليها التمور والعذوق، والبقية «المنقية أو السقاطة»، وهم من يلتقطون الساقط من التمر ويجمعونه، وهناك «الرفاع، الذي ينقل التمر عن طريق المرحلة أو القلة من تحت النخلة، إلى مستودع جمع التمور.

وتابع: حرصت حكومتنا الرشيدة - يحفظها الله - على تشجيع المزارع في التوسع والتطور في أعمال الزراعة والنخيل، ومنحته تأشيرات عمالة، بسبب قلة العمالة المحلية، ومنحت المزارع من أجل تطور العمل، وامتدت الرقعة الزراعية للنخيل حتى أصبح البعض منها ما يصل إلى 20 ألفا من عدد النخيل، وأكثر مما يتطلب وجود عمالة وافدة.

وأكمل: هناك تطور في وجود مخازن «الثلاجات الحديثة»، وهناك مصانع على مستوى المملكة، ما يقارب 152 مصنعا نظاميا، منها 32 مصنعا في الأحساء، كلها بخدمة النخلة والتمور والصناعات التحويلية لها، مشيرا إلى فتح بعض المصانع المجال لعمل النساء، اللاتي تفوقن في العمل.

ونصح الحليبي المزارعين بأهمية العناية بالعبوة النظيفة، والعناية بالفرز، وعدم خلط التمور، والبيع بحجم الواحدة، حتى يأتي برزق جيد، وأهمية عرض التمور في السوق الرسمي المعد من الأمانة، حتى يأخذ حقه في السعر أمام الجميع.

وتوقع أن تكزم تمور هذا العام في حالة ممتازة، وفيها كثير من ذوي الحبة الكبيرة؛ لوجود نسبة شيص عالية تصل إلى 30% من الثمار، ما ينعكس إيجابا على حجم التمرة.