حسام أبو العلا، الوكالات - القاهرة، عواصم

الرئيس غني يغادر.. وواشنطن تتوقع تسارع إعادة تشكيل جماعات إرهابية

سيطرت حركة طالبان على العاصمة كابول، أمس، بعد مغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني بلاده إلى جهة لم تحدد بعد، وقال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي إنه تم تشكيل مجلس تنسيق لنقل سلمي للسلطة بعد فرار الرئيس أشرف غني من البلاد، وسط تقدم طالبان.

وقال كرزاي على فيسبوك إنه تم تشكيل مجلس التنسيق للمساعدة في تجنب الفوضى الناجمة عن تقدم طالبان، فضلا عن الحد من معاناة الشعب والتعامل مع قضايا السلام.

ويضم المجلس في عضويته كلا من كرزاي، وأمير الحرب السابق قلب الدين حكمتيار، وعبدالله عبدالله رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية.

وطلب المجلس من قوات الأمن الحكومية وقوات الأمن التابعة لطالبان تجنب الاشتباكات والفوضى.

وأكد عبدالله أن «الرئيس الأفغاني السابق» غادر البلاد، لكنه لم يعط تفاصيل عن المكان الذي فر إليه غني. وذكرت تقارير وسائل إعلام محلية أنه غادر إلى طاجيكستان.

وقال النائب الأول للرئيس أمر الله صالح على تويتر: إنه لا يريد العمل مع طالبان ولن يرضخ أبدا للجماعة المسلحة. ووفقا للتقارير، فقد فر إلى ولاية بانجشير.

هروب الرئيس

وأعربت وزيرة التعليم الأفغانية رانجينا حميدي عن شعورها «بالصدمة وعدم التصديق» حيال هروب الرئيس الأفغاني أشرف غني.

وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، قالت حميدي مساء أمس: إن «الأمر المحزن أكثر هو أنني لم أكن أتوقع هذا من الرئيس الذي كنت أعرفه وأثق فيه تماما».

وأضافت حميدي: إنها لا تستطيع أن تصدق أنه ذهب «ولو فعل هذا، فإنه سيكون عارا بحق».

وليل أمس لجأ الرئيس غني إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتأكيد رحيله عن كابول، قائلا: إن رجالا كثيرين كانوا سيُقتلون وكانت المدينة ستتدمر إذا ما بقي بالبلاد.

وكتب غني في بيان نشر على فيسبوك: «تعرضت لاختيار صعب: أن أنتظر لمواجهة مسلحي طالبان وهم يدخلون القصر الرئاسي، أو الخروج من البلاد».

وقال: «اخترت الخروج بحيث يمكنني لحقن الدماء».

وقال إن طالبان حققت نجاحها باستخدام قوات مسلحة وهي مسؤولة الآن عن حماية الأرواح والممتلكات واحترام المواطنين، مشيرا إلى أن «الكثير من الأفراد والجماعات خائف وقلق بشأن المستقبل».

ودخل مقاتلو طالبان ضواحي العاصمة الأفغانية، أمس، ما عزز إحكام قبضتهم على البلاد مع فرار العمال المذعورين من المكاتب الحكومية وهبطت مروحيات على السفارة الأمريكية. وأشار قيادي في طالبان إلى أن الحركة أمرت مقاتليها بالإحجام عن العنف والسماح بالعبور الآمن لكل من يرغب في المغادرة، وأنها تطلب من النساء التوجه إلى مناطق آمنة، وأن مقاتلي الحركة تلقوا أوامر بالوقوف عند نقاط الدخول في العاصمة، مشيرا إلى أن عناصر طالبان لم يقتلوا ولم يصيبوا أحدا في كابول.

ونقلت تقارير عن مصادر موثوقة أن رئيس البرلمان الأفغاني وعددا من قادة الأحزاب غادروا كابول إلى باكستان. وقالت وسائل إعلام أفغانية إن رئيس مجلس النواب الأفغاني، مير رحماني، وعددا من القادة والمسؤولين الآخرين غادروا إلى إسلام آباد.

دخول كابول

وأعلنت الحركة، أمس الأحد، دخول العاصمة كابول، داعية عناصر الجيش الأفغاني للعودة إلى منازلهم. وقالت الحركة إنه سيسمح للأجانب بمغادرة كابول عبر مطارها، وعلى الراغبين من الأجانب البقاء في أفغانستان عليهم التسجيل لدى الحركة.

كما أشارت إلى أنه لن يسمح لمقاتلي الحركة بالقيام بأي مظاهر احتفالية في كابول، متعهدة بأن العمل في المستشفيات والإمدادات الطبية لن يتوقفا في كابول.

وقال ثلاثة مسؤولين أفغان لوكالة أسوشيتد برس: إن عناصر طالبان دخلوا مناطق كالاكان وقراباغ وباغمان في العاصمة. وتعهد المسلحون في وقت لاحق بعدم الاستيلاء على كابول «بالقوة» على الرغم من سماع دوي إطلاق نار متقطع في العاصمة. كما أضافت طالبان «لن تتضرر حياة وممتلكات وكرامة أي شخص ولن تتعرض أرواح مواطني كابول للخطر».

ويعيش آلاف المدنيين الآن في حدائق وأماكن مفتوحة في كابول نفسها؛ خوفًا من المستقبل. بينما بدت كابول هادئة أمس، حيث توقفت بعض أجهزة الصراف الآلي عن توزيع الأموال النقدية وتجمع المئات أمام البنوك الخاصة، في محاولة لسحب مدخراتهم.

إطلاق السجناءوسيطرت طالبان على أكبر سجن في أفغانستان وأطلقت سراح السجناء، حيث تم تسليم قاعدة باغرام لطالبان بما في ذلك السجن الذي يضم 5 آلاف سجين، وفق ما أعلن مسؤول أفغاني.

كان مسؤول أفغاني أعلن أن طالبان تسيطر الآن على جميع المعابر الحدودية للبلاد، مؤكدا أن مطار كابول هو المخرج الوحيد الباقي تحت سيطرة قوات الحكومة. وأعلنت حركة طالبان السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وإلى جانب كابول، لا يزال هناك عدد من المدن الصغيرة تحت سيطرة الحكومة، لكنها مشتتة ومعزولة عن العاصمة وليست لديها أهمية إستراتيجية كبيرة.

يذكر أن مقاتلي طالبان سيطروا، مساء السبت، على مزار شريف، آخر كبرى مدن الشمال الأفغاني التي كانت لا تزال تسيطر عليها الحكومة.

ونشر ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، بيانا عبر صفحته على تويتر، قالت فيه الحركة: «نحن نؤكد لجميع البنوك والشركات ومحلات الصرافة أنها ستكون بأمان وستحميها طالبان، ولن يُلمس أو يُزعج أي أحد في كابول، يجب على الجميع أن يعيش بسلام»، وفقا للبيان.

جماعات إرهابية

وتوقع رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي تسارع إعادة تشكيل جماعات إرهابية بأفغانستان، وقال ميلي لأعضاء في مجلس الشيوخ، ليل أمس، إن التقييم السابق بشأن مدى سرعة إعادة تشكيل جماعات إرهابية في أفغانستان سوف يتسارع على الأرجح بسبب ما يحدث هناك الآن، حسبما ذكر موقع أكسيوس الأمريكي الإخباري.

وسقطت أفغانستان في أيدي طالبان بشكل أسرع مما توقع الرئيس جو بايدن وقادته العسكريون.

ووفقا لموقع أكسيوس، سأل السناتور الجمهوري ليندسي جراهام في مكالمة هاتفية جرت يوم أمس الأحد بين كبار مسؤولي بايدن وأعضاء بمجلس الشيوخ من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وزير الدفاع لويد أوستن ووميلي عما إذا كانوا سيراجعون تقييما تم تقديمه للكونجرس في يونيو الماضي بشأن خطر «متوسط الدرجة» لإعادة تأسيس جماعات إرهابية في أفغانستان في غضون عامين. ورد ميلي بالإيجاب قائلا إنه سيتعين عليه إجراء تقييم بأن الجدول الزمني سيكون أقرب من ذلك، وأنه سيكون سعيدا بإطلاع أعضاء المجلس في إحاطة سرية.