ترجمة: إسلام فرج

الأوروبيون والأمريكيون يتعامون عن حقيقة أنها دولة داعمة للإرهاب وتنتهك حقوق الإنسان

بعد التحولات التي تجري في إيران والدعم الأوروبي الأمريكي للنظام الحاكم طهران خاصة مع حضور ممثل الاتحاد الأوروبي تنصيب رئيس إيران الجديد والرغبة الجامحة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في تطبيع العلاقات مع نظام الملالي، وإعادة تأهيله حتى لو حصل على السلاح النووي، قالت صحيفة «ذي هيل» الأمريكية إن الذين يسعون إلى تهدئة مع إيران يتعامون عن طبيعتها الحقيقية باعتبارها دولة داعمة للإرهاب وتنتهك حقوق الإنسان، تسجن وتعذب بل وتقتل الصحفيين والأجانب وأي شخص يتحدى الدولة.

وبحسب مقال لـ «إيريك مانديل»، تحوّل الربيع العربي، الذي أعطى الأمل لشعوب الشرق الأوسط في السيطرة على حياتهم بعيدًا عن الأنظمة القمعية، إلى شتاء شرق أوسطي دائم، مع تحطم تلك الأحلام مع استغلال الإسلاميين والمستبدين اللحظة للسيطرة على البلاد.

وأضاف: على الرغم من أن شتاء الشرق الأوسط بدأ في العالم العربي، فإن الجاني الأساسي لاستمراره هو إيران التوسعية.

ونقل عن دبلوماسي بحريني بارز، قوله: إذا نظرت إلى الأزمات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فستجد خيطًا أحمر واحدًا يمر عبر كل تلك الأزمات. وستجد إصبعًا إيرانيًا.

وأردف الكاتب يقول: كان من الممكن أن يكون هناك ربيع فارسي في عام 2009، عندما تظاهر ملايين الإيرانيين في الشوارع. ربما كانت احتمالات النجاح أكثر أهمية بقليل مما كان عليه الأمر في الأراضي العربية، لأن الشعب الإيراني من بين أكثر الشعوب تأثرا بالغرب في الشرق الأوسط، وذلك بحسب مقال نُشر عام 2012 في مجلة ذي أتلانتك الأمريكية كان بعنوان «إيران التي لا نراها: جولة في بلد يحب فيها الناس الأمريكيين».

أوبانا والمرشد

وتابع: لسوء الحظ، تخلت إدارة أوباما عن الشعب الإيراني، واختارت التقارب مع المرشد الأعلى لإيران على رغبات المواطنين.

ومضى يقول: يجب أن يكون زوال الحكومة القمعية في إيران شيئًا يأمل فيه كل ناشط في مجال حقوق الإنسان. لكن الكثيرين لديهم تخيلات متعددة الألفاظ عما يمكن أن تكون عليه هذه الدولة بما يكفي للتهدئة. هؤلاء يتعامون عن طبيعتها الحقيقية كدولة داعمة للإرهاب وتنتهك حقوق الإنسان.

وأردف: على مدى السنوات العشر الماضية، شهدت المنطقة تغيرات هائلة، من صعود وتراجع تنظيم داعش، وصعود وهيمنة وكلاء إيران في لبنان والعراق واليمن وسوريا، ونزوح ملايين الأشخاص في سوريا. هذا فقط يخدش السطح الخارجي. مع هذه الصورة القاتمة، فلا عجب أن كلا من الديمقراطيين والجمهوريين الأمريكيين ليست لديهم شهية لمواجهة إيران، التي من المرجح أن تصبح عضوا في النادي النووي عاجلًا أم آجلًا.

وأضاف: يشير مقال رأي في صحيفة وول ستريت جورنال للخبراء الإيرانيين رويل مارك جيريشت وراي تاكييه إلى أنه سيكون أقل إهانة من الناحية الإستراتيجية وربما أكثر صدقًا من الناحية الفكرية أن يعترف بايدن وكبار مستشاريه، على الأقل لأنفسهم، بأن البيت الأبيض لن يمنع طهران من الحصول على القنبلة.

مصالح واشنطن

وتابع: قد يكون الكاتبان على حق. على الرغم من وجود خطاب رئاسي بأن السلاح النووي الإيراني غير مقبول، يبدو أن الولايات المتحدة لا تستطيع فعل أي شيء لوقفه، وإيران تعرف ذلك.

وأردف بقوله: الأهم من ذلك، دعا الكاتبان الولايات المتحدة إلى دعم التطلعات الديمقراطية للشعب الإيراني.

واعتبر أن هذا اختصار للسياسة الأمريكية الواقعية الوحيدة لجعل المنطقة أكثر أمناً وتعزيز مصالح واشنطن الأمنية عبر تغيير النظام، بمبادرة من الشعب الإيراني وبدعم من الغرب.

وأضاف: لنفترض أن الشعب الإيراني نهض من تحت ضغط العقوبات الاقتصادية الشديدة على المدى الطويل. إذا حدث ذلك، فيجب على الولايات المتحدة أن تساعد الناس بالدعم وأي شيء يحتاجونه للدفاع عن أنفسهم. لن تكون هناك حاجة لقوات أمريكية.

ومضى يقول: يمكن أن تكون إيران النووية، التي يسيطر عليها الشعب الإيراني، شريكًا أكثر قابلية للإدارة بحيث تعطي الأولوية لرفاهية شعبها على تطلعات الهيمنة الإقليمية. ومن المرجح أن تكون أكثر استعدادًا للتفاوض بشأن اتفاق نووي يقيد استخدام الأسلحة مقابل إغراءات اقتصادية.

واستطرد بقوله: توفر اتفاقيات أبراهام، التي بشرت بها إدارة ترامب، الأمل بإحداث تغيير حقيقي في الشرق الأوسط لمواجهة العدوان الإيراني.

وتابع: لسوء الحظ، تبدو إدارة بايدن منشغلة للغاية بمحاولة تطبيع «إيران»، التي تعد أخطر لاعب في المنطقة.

نهج خاطئ

وأكد الكاتب على أن ذلك يمثل نهجا خاطئا، وسيضمن سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، مضيفا: على الأرجح سيزود هذا النهج إيران بمليارات الدولارات لترسيخ نفسها في أراضي جيرانها، لأن خطتها هي تصدير الثورة إلى جميع أنحاء العالم.

ومضى يقول: ربما فسر خصوم أمريكا انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان على أنه ضوء أخضر للقيام بخطوات استفزازية دون خوف من الانتقام.

وحذر من أن التوقعات بسحب واشنطن كامل قواتها من العراق وسوريا، وإزالة الدفاعات الأمريكية المضادة للصواريخ من الأردن والكويت، قد يدعو إيران أيضًا إلى تعزيز مصالحها.

وتابع: صعدت إيران مؤخرًا من هجماتها البحرية. إن محاولة التفاوض مع نظام لا يشعر بالندم ستؤدي إلى اتفاق نووي معيب.

وأكد على أنه يجب ألا نخشى أن نقول ما هو واضح، وهو أن نهاية حكومة إيران هي أفضل أمل لإنهاء شتاء الشرق الأوسط الطويل.

وأضاف: يجب على الولايات المتحدة دعم الشعب الإيراني حتى يتمكن من اختيار قادة جدد في انتخابات غير مزورة. وهذا يعني استمرار وزيادة الضغط الاقتصادي على الحكومة الحالية. الهدف هو تغيير النظام في إيران دون وجود القوات الأمريكية على الأرض، وهو أفضل رهان لمصالحنا الأمنية على المدى الطويل.