موت الشغف هو شغف بالموت، فما أن ينهار في الإنسان جموحه وطموحه، وفأله وإقباله، وحماسه وإحساسه، حتى تنتهي عنده الرغبة بالبقاء، وينقلب إلى أشبه ما يكون بالمومياء، جسد بلا روح، يرى ما لا يراه الناس، ويفقد جل الحواس، فلا يستطيب مأكلًا، ولا يروق له مشربًا، ولا يهنأ بنوم، ولا يفرح بقدوم ولا يبتئس برحيل.
باختصار يعيش في حالة «صفرية المشاعر» وهي مرحلة ما بين الشعور وانعدامه، لم يعد يدري أهو موجود أم مفقود، فلا يرى أي قيمة لهذا الوجود، فتضعف عنده مؤشرات النبض لمَنْ كان يتوق إليهم، وتكاد تختفي عنده ملامح التفاعل غضبًا كان أو فرحًا.
هي حالة أشبه ما تكون بالغيبوبة الواعية، يدرك المخاطر ولا يخاف منها، ويعرف المغانم ولا يهتم بها، ويلجأ للنوم وهو مجافٍ له، فلا يستقبله، يختلي بذاته التي لم تعد له، في محاولة لإنعاشها، وهو بذلك يطفئ جذوتها، فتخبت نضارته، وتظلم إشراقته، وتتساوى عنده جميع الأرقام، إذ الضرب في «صفر» المشاعر لن يساوي إلا صفرًا.
والسؤال الذي يبقى حيًا في خاطره، وقد يكون هو الأمل الأخير في عودته، والسبيل الوحيد إلى نجدته:
هل ثمة شيء يستحق العيش لأجله؟
منا مَنْ يرد ذاته بذاته، بإيمانه مثلا، أو بيقينه، أو بعلمه، أو بثقته بأن قادم الأيام أجمل أو لربما شجاعته بمواجهة انكساراته فيعود بذلك إلى توازنه، ومنا مَنْ يسوق له القدر مَنْ ينفض صدره فيعيد له نبضه، ويحيي به أمله، ويستعيد جذوة روحه، بحضوره أو بحديثه، فيعود بأفضل مما كان عليه، ويبتسم الكون بين يديه، وكأنه ولد من جديد، وأن ما مضى كان غيابة جب وانقضى.
ومنا مَنْ يستسلم، فيقضي على ما بقي من جميل حياته، ويحكم على نفسه بوفاته حيًا، قبل أن يكون ميتًا.
فإذا علمت بأنه لن يتأثر بك إلا إياك، ولن ينكسر عليك غيرك، ولن يبكيك أعز الناس إلا أياما معدودات، ومن ثم تعود لهم الحياة، والضحكات، وكأن شيئًا لم يكن، لتبقى أنت عندهم ضمن أجمل الذكريات.
فعلام إذن يكون لكل هؤلاء ذلك القدر العظيم من التأثير، فنهتم لكل ما يقال منهم وما لم يُقل!
صحيح أن الحياة بمَنْ فيها، والمتعة بجمال الصحبة والأحبة، غير أن ذلك لا يعني أبدًا ألا أكون إلا بهم، وألا أعيش إلا كما يروق لهم، وأن أصنع قادم أيامي بناء على أهوائهم.
وهم بكل الأحوال لا يعني لهم انهيارك بقدر نجاحك، فإن انكسرت، لا تكاد ترى مَنْ تتكئ عليه إلا قليلا، وإن تمكنتَ أو نجحت، أو اغتنيت، رأيتهم على بابك فرادى وجماعات، يقدسونك تقديسًا.
وهم أنفسهم مَنْ كانوا يعيبون بداياتك، فما أن تصل حتى يتسابقوا إلى الوصل، وليس ذلك غريبًا أو منكرًا أو عجيبًا، فأزهد الناس بالعالم أهله، ولكن العجيب أن نلبي طموحات غيرنا بنا، وننسى قدراتنا، وطاقاتنا، وحتى هواياتنا، وأقل ما يسعدنا، أو أن ننشغل بدائرة الاهتمامات، التي ذكرها «ستيفن كوفي» في عاداته السبع، ونهمل دائرة التأثير التي هي حياتنا، وبها نصنع نجاحاتنا، ونحاول جاهدين لإرضاء مَنْ لا يرضيهم شيئًا مهما أردنا:
ضحكت فقالوا ألا تحتشم بكيت فقالوا ألا تبتســــــــــم
بسمت فقالوا يرائي بهـــــــــــا عبست فقالوا بدا ما كــتم
صمت فقالوا كليل اللسان نطقت فقالوا كثير الكلـــــم
حلمت فقالوا صنيع الجبان ولو كان مقتدرًا لانتقـــــــــــــم
فأيقنت أني مهمـــــــــا أردت رضا الناس لابـــد من أن أذم
@nayefcom
باختصار يعيش في حالة «صفرية المشاعر» وهي مرحلة ما بين الشعور وانعدامه، لم يعد يدري أهو موجود أم مفقود، فلا يرى أي قيمة لهذا الوجود، فتضعف عنده مؤشرات النبض لمَنْ كان يتوق إليهم، وتكاد تختفي عنده ملامح التفاعل غضبًا كان أو فرحًا.
هي حالة أشبه ما تكون بالغيبوبة الواعية، يدرك المخاطر ولا يخاف منها، ويعرف المغانم ولا يهتم بها، ويلجأ للنوم وهو مجافٍ له، فلا يستقبله، يختلي بذاته التي لم تعد له، في محاولة لإنعاشها، وهو بذلك يطفئ جذوتها، فتخبت نضارته، وتظلم إشراقته، وتتساوى عنده جميع الأرقام، إذ الضرب في «صفر» المشاعر لن يساوي إلا صفرًا.
والسؤال الذي يبقى حيًا في خاطره، وقد يكون هو الأمل الأخير في عودته، والسبيل الوحيد إلى نجدته:
هل ثمة شيء يستحق العيش لأجله؟
منا مَنْ يرد ذاته بذاته، بإيمانه مثلا، أو بيقينه، أو بعلمه، أو بثقته بأن قادم الأيام أجمل أو لربما شجاعته بمواجهة انكساراته فيعود بذلك إلى توازنه، ومنا مَنْ يسوق له القدر مَنْ ينفض صدره فيعيد له نبضه، ويحيي به أمله، ويستعيد جذوة روحه، بحضوره أو بحديثه، فيعود بأفضل مما كان عليه، ويبتسم الكون بين يديه، وكأنه ولد من جديد، وأن ما مضى كان غيابة جب وانقضى.
ومنا مَنْ يستسلم، فيقضي على ما بقي من جميل حياته، ويحكم على نفسه بوفاته حيًا، قبل أن يكون ميتًا.
فإذا علمت بأنه لن يتأثر بك إلا إياك، ولن ينكسر عليك غيرك، ولن يبكيك أعز الناس إلا أياما معدودات، ومن ثم تعود لهم الحياة، والضحكات، وكأن شيئًا لم يكن، لتبقى أنت عندهم ضمن أجمل الذكريات.
فعلام إذن يكون لكل هؤلاء ذلك القدر العظيم من التأثير، فنهتم لكل ما يقال منهم وما لم يُقل!
صحيح أن الحياة بمَنْ فيها، والمتعة بجمال الصحبة والأحبة، غير أن ذلك لا يعني أبدًا ألا أكون إلا بهم، وألا أعيش إلا كما يروق لهم، وأن أصنع قادم أيامي بناء على أهوائهم.
وهم بكل الأحوال لا يعني لهم انهيارك بقدر نجاحك، فإن انكسرت، لا تكاد ترى مَنْ تتكئ عليه إلا قليلا، وإن تمكنتَ أو نجحت، أو اغتنيت، رأيتهم على بابك فرادى وجماعات، يقدسونك تقديسًا.
وهم أنفسهم مَنْ كانوا يعيبون بداياتك، فما أن تصل حتى يتسابقوا إلى الوصل، وليس ذلك غريبًا أو منكرًا أو عجيبًا، فأزهد الناس بالعالم أهله، ولكن العجيب أن نلبي طموحات غيرنا بنا، وننسى قدراتنا، وطاقاتنا، وحتى هواياتنا، وأقل ما يسعدنا، أو أن ننشغل بدائرة الاهتمامات، التي ذكرها «ستيفن كوفي» في عاداته السبع، ونهمل دائرة التأثير التي هي حياتنا، وبها نصنع نجاحاتنا، ونحاول جاهدين لإرضاء مَنْ لا يرضيهم شيئًا مهما أردنا:
ضحكت فقالوا ألا تحتشم بكيت فقالوا ألا تبتســــــــــم
بسمت فقالوا يرائي بهـــــــــــا عبست فقالوا بدا ما كــتم
صمت فقالوا كليل اللسان نطقت فقالوا كثير الكلـــــم
حلمت فقالوا صنيع الجبان ولو كان مقتدرًا لانتقـــــــــــــم
فأيقنت أني مهمـــــــــا أردت رضا الناس لابـــد من أن أذم
@nayefcom