متلازمة الاحتراق النفسي المهني إنه سلوك غالب في حياتنا العصرية، اضطرت منظمة الصحة العالمية إلى إدراجه في مايو عام 2019، إلى قائمة الـICD-11 «التصنيف الإحصائي الدولي للأمراض» على أنه عامل مؤثر على الصحة مرتبط بالعمل، استجابة لتوصيات خبراء الصحة العالميين بعد عام كامل من المناقشة، على أن يتم الاعتراف به العام القادم 2022، ولا أعرف إن كان ذلك التاريخ لايزال قائما بعد أزمة كورونا؟، وقد تم تعريفه من قبل المنظمة على أنه «إجهاد مزمن في مكان العمل» بعد أن كان يقتصر تعريفه على أنه مجرد إرهاق أو إنهاك مهني، ولكن لم يصنف على أنه مرض، ويتضمن أعراضا مصاحبة كاستنزاف الطاقة والإرهاق العام وزيادة المشاعر السلبية اتجاه عمل الفرد والإرهاق الذهني، وبالتالي انخفاض الكفاءة المهنية، هذه الأعراض كفيلة بأن تنتج متلازمة الاحتراق النفسي المهني، ويصبح الفرد العامل مصابا بها.
هذا السلوك المرضي، الذي بات متلازمة عصرية أصبح ظاهرة تسود العالم كاملا في بيئات العمل غير اللائقة، التي تعكس انخفاضا كبيرا لاستهلاك الفرد غير السوي والتسبب له بأمراض يحملها معه في حقيبة عمره.
فمرحلة تكوين هذا الاضطراب، تبدأ بمرحلة انخراط نشطة للعمل، وأحيانا مفرطة حتى، ثم تليها مرحلة تراجع تنتهي بإرهاق شديد واكتئاب وفقدان السيطرة، وإنهاك مؤثر على الحياة الطبيعية.
أليست هي مراحل العمل الطبيعية في بيئات العمل لدينا؟ فبيئات عملنا، التي تعتمد كثيرا على التحفظ والمسايرة والحزبية والمحسوبية ويعمها الفساد الإداري المنهك، وتغلب فيها المشاعر العاطفية والتعاملات الشخصية البعيدة كل البعد عن المهنية والحرفية، فيها الكثير من المصابين بهذه المتلازمة.
تبدأ بحالة من السعادة تغمر الفرد إثر حصوله بعد عناء البحث أو الدراسة على فرصة عمل، وينخرط فيه بجد واجتهاد ويحاول أن يبذل قصارى جهده ليثبت لنفسه وللجميع أنه جدير باستحقاق الوظيفة ثم يصطدم بواقع مغاير جدا، حين يتربص له الموظفون من زملائه بالذات ممن سيجرهم هذا التغيير إلى بذل بعض الجهد بعد اعتيادهم على روتين عملي متكاسل، أو ممن لا يجدون عملا يلهيهم، وقد يشكل نقطة سلبية لدى المسؤولين لكونه مجتهدا، وقد يسبب لهم إحراجا أو يخترق عقدة النقص، التي يعانون منها، فتبدأ العثرات انطلاقا من تلك الضغائن غير المبررة لجهد ونشاط مستجد أو استغلال لهذا الجهد لدرجة الاستعباد، يبدأ بعدها هذا الجهد في الإنهاك واحتساب خسائر وأرباح المعركة، التي دخلها بقوة، ليتبين له عدم الإنصاف، أو مضيعة ما هو عليه، أو التحسر على فقد قوته دون مقابل أو حتى تقدير، ثم يحيطه شعور باليأس وانعدام الإنصاف والظلم واستنزاف الطاقة ويصل لتشتت ذهني في محاولة لإيجاد أجوبة على حتمية مقاتلته الشرسة في محاولته لإثبات نفسه وأسباب مجابهته لوقفها، لتتحول هذه الأسئلة إلى شفقة على النفس ثم إلى انكسار داخلي وخيبة كبيرة تقف كصخرة على سد جدوله المستقبلي لتعيق تدفق طموحه.
هذه المشاعر السلبية مع الوقت تتحول إلى مرض نفسي يضعف البدن ويقلل العزيمة ويصبح الفرد يؤدي عمله بلا رغبة ولا قدرة بدنية، فقط حتى لا يتعرض لأي عقوبة للمتقصين عليه، فيفقد قدرات الإبداع ويدخل في التكاسل لانعدام الرضا ولإنهاكهه الجسدي، وينعكس الأمر على جودة إنتاجيته.
الحقيقة نحن نفتقد كثيرا لجهد العمل الجماعي، فالعمل الجماعي قد تراه في فريق عمل يحاول الإيقاع بالموظف المجتهد في الغالب، فبدل من تسخير القوة والانطلاقة والمهارة الجديدة في فريق العمل يتشكل فريق عمل موازٍ لوقف الطاقات الجديدة، وبذل الجهد في إضعافها، حتى لو كانت بالسخرية وهو أقل الممارسات السلبية، التي ممكن أن تسبب المتلازمة وأكثرها خطورة.
@hana_maki00
هذا السلوك المرضي، الذي بات متلازمة عصرية أصبح ظاهرة تسود العالم كاملا في بيئات العمل غير اللائقة، التي تعكس انخفاضا كبيرا لاستهلاك الفرد غير السوي والتسبب له بأمراض يحملها معه في حقيبة عمره.
فمرحلة تكوين هذا الاضطراب، تبدأ بمرحلة انخراط نشطة للعمل، وأحيانا مفرطة حتى، ثم تليها مرحلة تراجع تنتهي بإرهاق شديد واكتئاب وفقدان السيطرة، وإنهاك مؤثر على الحياة الطبيعية.
أليست هي مراحل العمل الطبيعية في بيئات العمل لدينا؟ فبيئات عملنا، التي تعتمد كثيرا على التحفظ والمسايرة والحزبية والمحسوبية ويعمها الفساد الإداري المنهك، وتغلب فيها المشاعر العاطفية والتعاملات الشخصية البعيدة كل البعد عن المهنية والحرفية، فيها الكثير من المصابين بهذه المتلازمة.
تبدأ بحالة من السعادة تغمر الفرد إثر حصوله بعد عناء البحث أو الدراسة على فرصة عمل، وينخرط فيه بجد واجتهاد ويحاول أن يبذل قصارى جهده ليثبت لنفسه وللجميع أنه جدير باستحقاق الوظيفة ثم يصطدم بواقع مغاير جدا، حين يتربص له الموظفون من زملائه بالذات ممن سيجرهم هذا التغيير إلى بذل بعض الجهد بعد اعتيادهم على روتين عملي متكاسل، أو ممن لا يجدون عملا يلهيهم، وقد يشكل نقطة سلبية لدى المسؤولين لكونه مجتهدا، وقد يسبب لهم إحراجا أو يخترق عقدة النقص، التي يعانون منها، فتبدأ العثرات انطلاقا من تلك الضغائن غير المبررة لجهد ونشاط مستجد أو استغلال لهذا الجهد لدرجة الاستعباد، يبدأ بعدها هذا الجهد في الإنهاك واحتساب خسائر وأرباح المعركة، التي دخلها بقوة، ليتبين له عدم الإنصاف، أو مضيعة ما هو عليه، أو التحسر على فقد قوته دون مقابل أو حتى تقدير، ثم يحيطه شعور باليأس وانعدام الإنصاف والظلم واستنزاف الطاقة ويصل لتشتت ذهني في محاولة لإيجاد أجوبة على حتمية مقاتلته الشرسة في محاولته لإثبات نفسه وأسباب مجابهته لوقفها، لتتحول هذه الأسئلة إلى شفقة على النفس ثم إلى انكسار داخلي وخيبة كبيرة تقف كصخرة على سد جدوله المستقبلي لتعيق تدفق طموحه.
هذه المشاعر السلبية مع الوقت تتحول إلى مرض نفسي يضعف البدن ويقلل العزيمة ويصبح الفرد يؤدي عمله بلا رغبة ولا قدرة بدنية، فقط حتى لا يتعرض لأي عقوبة للمتقصين عليه، فيفقد قدرات الإبداع ويدخل في التكاسل لانعدام الرضا ولإنهاكهه الجسدي، وينعكس الأمر على جودة إنتاجيته.
الحقيقة نحن نفتقد كثيرا لجهد العمل الجماعي، فالعمل الجماعي قد تراه في فريق عمل يحاول الإيقاع بالموظف المجتهد في الغالب، فبدل من تسخير القوة والانطلاقة والمهارة الجديدة في فريق العمل يتشكل فريق عمل موازٍ لوقف الطاقات الجديدة، وبذل الجهد في إضعافها، حتى لو كانت بالسخرية وهو أقل الممارسات السلبية، التي ممكن أن تسبب المتلازمة وأكثرها خطورة.
@hana_maki00